حول خبراء معالجة النفايات في عدد من العواصم الكبرى تشمل لندن وبكين وموسكو مكبّات قديمة (غير نشيطة) للنفايات إلى مناجم لمواد جاهزة للتدوير يمكن تحويلها إلى مواد أولية مرتفعة الثمن·
وبدأت بعض الصناديق الاستثمارية بصبّ أموالها في مشاريع استخراج البلاستيك والمواد العضوية المدفونة تحت سطح الأرض منذ عشرات السنين لتحويلها إلى أنواع من الوقود والمواد الأولية النافعة·
ومكبّات النفايات هي المواقع التي يتم فيها دفن كل ما تقذف به المدن من بقايا وفضلات غير قابلة للاستخدام الآدمي، وتشمل فضلات المواد الغذائية والأدوات المستهلكة والمعادن والبلاستيك والأقمشة ومخلفات المصانع وغيرها كثير·
وتشير إحصائيات رسمية صادرة عن الوكالة الأميركية لحماية البيئة إلى أن الولايات المتحدة وحدها تضم 3091 مكبّاً نشيطاً للنفايات وأكثر من 10 آلاف مكبّ بلدي قديم مطمور تحت الأرض، ويضاف إلى ذلك أن لكل بلدة أو قرية صغيرة أو مصنع مكبّاً خاصاً·
وتشكل مكبّات النفايات مصدراً خطيراً للأضرار البيئية حيث تنبعث منها الغازات السامة أو ذات الرائحة الكريهة الناتجة عن النشاطات الحيوية للجراثيم والبكتيريا والفطريات التي تزدهر على البقايا العضوية·
ومن أخطر المكبّات على الإطلاق تلك التي لا تندرج تحت الوصاية الرسمية للبلديات لأنها تبقى من دون معالجة مما يزيد من أضرارها على البيئة· ولا تسلم أعماق الأرض من أضرار المكبّات بسبب تسرّب المواد الضارة عن طريق مياه الأمطار لتنتقل إلى المياه الجوفية والأراضي الزراعية ومنها إلى الدورة الغذائية للبشر·
ولكن وفقاً لمبدأ ''رُبّ ضارة نافعة''، وجد خبراء معالجة النفايات في العديد من دول العالم أن المكبّات القديمة تعدّ مناجم لمواد جاهزة للتدوير، ففي لندن، يعمل مصنع ضخم على تدوير 35 ألف طن سنوياً من البلاستيك المستخرج من المكبّات القديمة·
وتعمل بلدية موسكو الآن على بناء ستة مصانع جديدة لتدوير البلاستيك وبعض المواد المعدنية كخردة الحديد والمواد الصلبة الأخرى بحيث تبدأ عملها في عام 2012 ويتكلف بناؤها 2,5 مليار دولار·
وعمدت بلدية بكين إلى تخصيص نوعين من حاويات جمع النفايات، أحدها مخصص للنفايات القابلة للتدوير والآخر للفضلات التي تحتاج إلى إتلاف ولا يمكن الاستفادة منها، وتنتج مدينة نيويورك يومياً 45 ألف طن من النفايات وتقوم المصانع المتخصصة بتدوير 30% منها·
ويبدو أن النفايات يمكنها أن تمثل مصدراً مهماً للرزق في الدول الفقيرة، ففي العاصمة الكينية نيروبي، أصبح جمع النفايات القابلة للتدوير هو العمل اليومي لمئات الشركات الصغيرة· وتعمل الأمم المتحدة على تشجيع مثل هذه المبادرات عن طريق إطلاق الحملات التثقيفية لإنقاذ مكبّات داندورا المنتشرة في ضواحي نيروبي وتستقبل 2000 طن من النفايات كل يوم·
وفضلت بلدية طوكيو تقسيم النفايات إلى ثلاثة أنواع هي: القابلة للتدوير، والقابلة للحرق، وغير القابلة للتدوير، وللعاصمة اليابانية ريادتها في ابتكار تكنولوجيات معالجة وحرق وتدوير النفايات· ففي عامي 2005 و2006 بلغ معدل النفايات التي أخضعت للتدوير 19% وهي نسبة ترتفع كل يوم منذ ذلك الوقت·
وربما كان أهم ما تنطوي عليه فكرة تطوير تكنولوجيات معالجة النفايات هو تخفيف العبء عن الطبيعة من خلال تنظيفها وتخليصها من ملايين الأطنان من المواد الضارة التي تلوّث المياه والجو والأراضي الزراعية·
عن موقع zerowasteamerica.org
عدد اليوم
