الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بعد زلزال ترامب.. إيران إلى كارثة اقتصادية

بعد زلزال ترامب.. إيران إلى كارثة اقتصادية
10 مايو 2018 21:51
طهران (وكالات) بعد زلزال انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، لا يزال العالم يترقب الهزات الارتدادية لهذا التطور، وسط مخاوف من تداعياته، غير أن المؤكد هو أن إيران تتجه إلى كارثة اقتصادية، وسيحد ذلك من قدرتها على دعم الجماعات الإرهابية. ويجمع المراقبون على أن التداعيات لن تقتصر على العلاقات الأميركية الإيرانية والسجال الدائر بين الدولتين، بل ستمتد إلى ما هو أبعد، وستضع العلاقات الأميركية الأوروبية على المحك. فترامب أقدم على هذه الخطوة ضارباً عرض الحائط بموقف الأوروبيين. والحرص الأوروبي على استمرار الاتفاق النووي تقف وراءه، وفقاً للعديد من دوائر التحليل السياسي، مصالح اقتصادية كبيرة، وعلاقات تجارية أقيمت بعد رفع العقوبات عن إيران، بموجب هذا الاتفاق عام 2015. فقد قفزت صادرات إيران للاتحاد الأوروبي، وهي في الأساس الوقود ومنتجات الطاقة الأخرى، عام 2016 بنسبة 344 في المئة إلى 5.5 مليار يورو، مقارنة بالعام السابق له. وتترقب شركات أوروبية كبرى تطورات الموقف لارتباطها تجارياً مع إيران، وسط توقعات بخسائر ضخمة، في ضوء تهديد ترامب بفرض عقوبات على أي دولة تتعاون أو تساعد إيران على تجاوز العقوبات المغلظة التي يعتزم إعادة العمل بها. ويرى مراقبون أن دول التكتل الأوروبي باتت في موقف لا تحسد عليه، بعد أن نفذ الرئيس الأميركي أحد أبرز وعوده الانتخابية، وانسحب من الاتفاق الذي يصفه بالكارثي. ويرى محللون أن إحدى الأوراق التي قد تلجأ إليها طهران حال الوصول إلى طريق مسدود تتأكد معه أن الاتفاق ذهب أدراج الريح وبات لا قيمة له، هو إرباك المشهد وإطلاق صواريخ على إسرائيل من خلال قواتها والموالين لها في سورية. وفي العراق، ربما تشجع طهران بعض الميليشيات التي دربتها بعد سيطرة تنظيم «داعش» على مناطق شاسعة هناك عام 2014، على شن هجمات ضد القوات الأميركية. ويؤكد بعض المراقبين أن فرض عقوبات على إيران سيضغط على اقتصادها المتداعي بالفعل، ما قد يحد من قدرتها على دعم جماعات كالحوثيين في اليمن الذين دأبوا على إطلاق الصواريخ على السعودية. ويقول «جواد صالحي» أصفهاني، أستاذ الاقتصاد في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا: «إن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع طهران سيقود إيران إلى كارثة اقتصادية لا محالة»، مشيراً إلى أن العملة الإيرانية خسرت ثلث قيمتها منذ ديسمبر الماضي. وأضاف أصفهاني أن البطالة في إيران بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق، «خاصة بالنسبة للإيرانيين الشباب المدربين أكاديميًا». ووفقاً لإحصاءات عام 2016، فإن 36 في المئة من الرجال، و50 في المئة من النساء العاطلات عن العمل، هم من بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاماً من أصحاب المؤهلات العليا. ويمثل الشبان بين الثامنة عشرة والثلاثين أكثر من 30 في المئة من سكان إيران، البالغ عددهم 80 مليون نسمة. وفي ظل حالة من عدم اليقين بشأن ما ستحمله الأيام المقبلة، يفسر بعض الساسة الأوروبيين ما حدث بأنه رهان من قبل ترامب على قطع الشريان الاقتصادي لطهران كسبيل لكسر النظام الإيراني في نهاية الأمر. وقد سعى روحاني لطمأنة المواطنين العاديين، الذين يشعرون بخيبة أمل شديدة بسبب ارتفاع معدل البطالة، وانخفاض مستويات المعيشة، أن الاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط يمكنه تحمل عودة الضغوط الاقتصادية التي ستعقب قرار ترامب. غير أن «فاريبا ساراوي»، البالغ 26 عاماً، التي تحضر رسالة الدكتوراه بجامعة أزاد في طهران تشعر بالتشاؤم. وقالت: «سئمت الكلمات والوعود الفارغة والأكاذيب، فرسالة ترامب كانت واضحة.. سنتعرض للضغوط، وسننعزل مرة أخرى لكن هذه المرة سيكون الأمر أسوأ مما كان من قبل»، مشيرة إلى فترة العقوبات التي سبقت الاتفاق النووي. وظل الاقتصاد الإيراني يواجه صعوبات برغم تخفيف العقوبات من عام 2016. وبالنسبة لكثيرين تبدو الصورة أكثر قتامة بعد قرار ترامب. وقال عامل في أحد المصانع، يدعى مصطفى، ويبلغ 38 عاماً، في مدينة نوشهر الشمالية: «لم يكن لديهم المال لدفع مرتباتنا، والآن سيصبح الأمر أكثر سوءاً». وأضاف: «لم أتسلم مرتبي في الشهرين الأخيرين، وروحاني وعد بمزيد من الوظائف.. لكني سأصبح الآن عاطلًا». وستتزايد الضغوط على إيران عندما تؤدي القيود الأميركية لخفض صادرات النفط التي تمثل محرك الاقتصاد الإيراني، الأمر الذي يفتح الباب أمام مزيد من الاضطرابات. وقال رجل أعمال في مدينة مشهد، طالباً عدم نشر اسمه: «لماذا يستثمر الأجانب في إيران بينما نحاول نحن نقل أعمالنا إلى بلد آخر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©