الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هضبة الجولان.. ملتقى الأنهار في قبضة الاحتلال

هضبة الجولان.. ملتقى الأنهار في قبضة الاحتلال
10 مايو 2018 21:50
مجدل شمس (أ ف ب) تكتسب هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل وشهدت أمس الأول، تبادلاً للقصف الصاروخي بين إسرائيل والقوات الإيرانية في سوريا، أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الجانبين، خصوصاً لثروتها الكبيرة من المياه العذبة. وتطل هذه الهضبة على الجليل وعلى بحيرة طبرية، كما تتحكم بالطريق المؤدية إلى دمشق على الجانب السوري. واحتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية الجولان السوري في التاسع من يونيو 1967، ثم جيباً إضافياً في الهضبة مساحته نحو 510 كيلومترات مربعة خلال حرب أكتوبر 1973، ثم أعادته في 1974 مع جزء صغير من الأراضي التي احتلتها في 1967. وبموجب اتفاق فض الاشتباك عام 1974، أقيمت منطقة عازلة منزوعة السلاح يحيط بها من كل جانب قطاع، حيث الأسلحة محدودة. ومنذ ذلك الحين، تشرف قوة من الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك على احترام الاتفاق. وفي عام 1981، أعلنت إسرائيل ضم القسم المحتل من الهضبة ومساحته نحو 1200 كيلومتر مربع، لكن المجتمع الدولي لم يعترف مطلقاً بهذا الضم. وخلال حربي 1967 و1973، اضطر نحو 150 ألف شخص، أي غالبية السكان السوريين في الهضبة إلى مغادرة أراضيهم. ويبقى اليوم نحو 18 ألف سوري من «الدروز» تحت الاحتلال الإسرائيلي، ويرفضون جميعهم تقريباً الحصول على الجنسية الإسرائيلية. ومنذ عام 1967 استقر في الهضبة نحو 20 ألف مستوطن إسرائيلي، موزعين اليوم على 33 مستوطنة يهودية غالبيتها زراعية. وبحسب سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الجولان، فإن 21 في من إنتاج من الكرمة في الأراضي التي تحتلها يأتي من هذه المنطقة، وكذلك 50 في المئة من إنتاج المياه المعدنية و40 في المئة من لحوم البقر. وتزداد أهمية هضبة الجولان بالنسبة إلى إسرائيل، ولاسيما أنها تعاني نقصاً مزمناً في المياه، وكذلك بالنسبة إلى سوريا خصوصاً مع نهر «بانياس» الذي يغذي نهر الأردن، ونهر «الحاصباني» الذي ينبع في لبنان ويمر في الجولان قبل أن يصب في نهر الأردن، والأمر مماثل بالنسبة إلى نهر «دان». وقد تعثرت المفاوضات الاسرائيلية السورية التي انطلقت في التسعينيات جميعها بسبب مسألة هضبة الجولان التي تطالب سوريا باستعادتها كاملة حتى ضفاف بحيرة طبرية خزان المياه الرئيس بالمياه العذبة لإسرائيل. وتم تعليق آخر مفاوضات السلام بين البلدين التي جرت بوساطة تركية عام 2008 عقب الهجوم الإسرائيلي الدامي على قطاع غزة. وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في أكتوبر 2012 أن مفاوضات جديدة عام 2011 توقفت بسبب بدء النزاع في سوريا. وتوتر الوضع في هذه المنطقة جراء النزاع في سوريا، لكن الحوادث فيها ظلت حتى الآن محدودة وانحصرت بإطلاق نار من أسلحة خفيفة. لكن الحوادث الأبرز سجلت في ربيع 2011، ففي 15 مايو و5 يونيو، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلية النار على لاجئين فلسطينيين سوريين كانوا يحاولون عبور خط فضّ الاشتباك، وهو ما أسفر عن ثلاثين قتيلاً، وفق الأمم المتحدة. وشهد الجولان منذ ذلك الحين معارك كثيفة بين فصائل معارضة وقوات النظام السوري. ولم تسلم قوة فضّ الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في الجولان من المعارك، حيث احتجزت «جبهة النصرة» 45 جندياً من وحدة «فيجي»، ثم أفرجت عنهم في 2014.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©