الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو موسى الأشعري .. صاحب مزمار آل داوود

أبو موسى الأشعري .. صاحب مزمار آل داوود
4 أغسطس 2016 23:32
من أعظم نعم الله على المسلمين أن بعث فيهم رسولاً من أنفسهم، يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، وأنزل عليهم قرآناً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، اختصه سبحانه وتعالى بحفظه فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} سورة الحجر الآية (9)، ومن المعلوم أن المسلمين قد أولوا القرآن الكريم عناية كبرى، فكان الصحابة –رضوان الله عليهم– يحفظونه في صدورهم ويكتبونه في رقعهم، كل حسب جهده وطاقته. أطيب الأصوات وأمر -صلى الله عليه وسلم- بأن يُزَيّن القارئ صوته عند التلاوة مصداقاً لقولهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» (أخرجه أحمد)، قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ الله: مَعْنَاهُ زَيِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ يُزَيِّنُ صَوْتَ الْمُؤْمِنِ، لِقَوْلِهِ حِينَ سُئِلَ: مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى الله تَعَالَى». وقد أجمعت الأمة الإسلامية منذ نزول القرآن حتى وقتنا هذا، على وجوب قراءته قراءة مُجَوّدة سليمة، وذلك بإعطاء حروفه حقها ومستحقها من مَدٍّ وقصر وإدغام ونحو ذلك، وحث الإسلام على تعلم أحكام التلاوة والتجويد لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} سورة المزمل الآية (4). ومن الصحابة الذين ذاع صيتهم في تلاوة القرآن الكريم، أبو موسى الأشعري –رضي الله عنه–، فقد حفظ القرآن والعلم، وكان من نجباء الصحابة، ومن أطيب الناس صوتاً، وقد استغفر له النبي –صلى الله عليه وسلم-، كما كان عالماً عاملاً صالحاً تالياً لكتاب الله الكريم. إسلام الأشعري وأبو موسى الأشعري، هو عبد الله بن قيس بن سُليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غنم بن الأشعر الأشعري، من أهل اليمن وهو من قبيلة الأشعريّين الذين أثنى عليهم النبي –صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إنَّ الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم منِّي وأنا منهم). أما والدة أبي موسى فهي السيدة ظبية بنت وهب من قبيلة عك، وكانت قبيلتا الأشاعر وعك تسكنان منطقة تهامة باليمن منذ عصور دولة سبأ والدولة الحميرية. جاء إلى مكة المكرمة فأسلم –رضي الله عنه- ورجع إلى بلاد قومه، ثم قدم المدينة مع الأشعريين وهم نحو خمسين رجلاً في سفينة، فألقتهم الريح إلى النجاشي بأرض الحبشة، فوافقوا خروج جعفر ابن أبي طالب وأصحابه منها فأتوا معهم، وقدمت السفينتان معاً على النبي –صلى الله عليه وسلم– بعد فتح خيبر، واستعمله النبي -صلى الله عليه وسلم– على بعض بلدان اليمن، ثم استعمله عمر -رضي الله عنه- على البصرة فافتتح الأهواز وأصبهان، وفي خلافة عثمان -رضي الله عنه- استعمله على الكوفة، وكان -رضي الله عنه- حسن الصوت بالقرآن، سمعه النبي –صلى الله عليه وسلم– ذات ليلة وهو يقرأ فقال له: (لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود)، وكان عمر –رضي الله عنه- إذا رآه قال له: (ذكّرنا ربنا يا أبا موسى) فيقرأ عنده القرآن، وأبو موسى –رضي الله عنه- هو الذي فقَّه أهل البصرة، وأقرأهم القرآن، وقد اشتهر –رضي الله عنه– بالعلم والفقه والقضاء، قال ابن المديني (قضاة الأمة أربعة: عمر، وعلي، وأبو موسى، وزيد بن ثابت) مات سنة 42هـ وهو ابن ثلاث وستين سنة –يمانيون في موكب الرسول صـ840. أشراف الأمة و عرف أبو موسى الأشعري بحسن صوته في تلاوة القرآن الكريم. عن عبد الله بن بُرَيْدَةَ عن أبيهِ قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ عَبْدَ اللهِ ابْنَ قَيْسٍ، أَوِ الأَشْعَرِيَّ، أُعْطِيَ مِزْمَارًَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ) أخرجه مسلم. ومن الثناء نبويٌ على الأشعريين، عن أبي بُردة عن أبي موسى –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إِنِّي لأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رفقَةِ الأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ، حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ، وَأَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالْقُرْآنِ ?بِاللَّيْلِ، ?وَإِنْ ?كُنْتُ ?لَمْ ?أَرَ ?مَنَازِلَهُمْ) أخرجه مسلم?. إن تعلم وتعليم القرآن الكريم لأشرف العلوم منزلة، وأجلها مكانة وأسماها موضعاً عند الله عز وجل لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَشْرَافُ أُمَّتِي حَمَلَةُ الْقُرْآنِ) أخرجه الترمذي، فهنيئاً لكل حافظ للقرآن، وهنيئاً لكل مُعَلِّم للقرآن، وهنيئاً لكل مشجع لتعليم القرآن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©