الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء: رمضان يجدد الإيمان ويصلح النفوس ويضبط الغرائز

10 مايو 2018 21:37
القاهرة (الاتحاد) أيام قليلة ويطل علينا موسمٌ كريم، وشهر عظيم، ويفد ضيف عزيز، يهل رمضان المبارك بأجوائه العبقة، وأيامه المباركة، ولياليه المتلألئة، وحِكَمه السامية، هو من فضل الله على هذه الأمة، خصت فيه بالكرامات، وفرصة عظيمة، ومناسبة كريمة، تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر دواعي الخير، تفتح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتُغفر الزلات، وتُحط الأوزار والخطيئات، يجزل الله فيها العطايا ويفتح أبواب الخير، شهر الصوم والعبادات، فيه يحرص الجميع على فعل الخيرات وترك المنكرات.. فكيف للمسلم أن يستقبله، ويستغل هذا الموسم العظيم في الطاعات وتحصيل أعلى الدرجات؟. نفحات الله يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، إن الله تبارك وتعالى يعطينا هذه المنحة في كل عام شهراً واحداً، فعلينا أن نستغلها ونتعرض فيها لنفحات الله، ويجب أن يستقبل المسلم شهر رمضان بالتوبة النصوح وترك المحرمات، كما يجب الإقلاع عن المعاصي، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد»، ولكن للأسف هناك من الناس من لا يعرف من رمضان إلا الموائد وصنوف الطعام والشراب، ويقضي نهاره نائما وليله في السهرات والبذخ، وقد جهل هذا النوع من الناس حكمة الله التي شرع من أجلها الصيام وهي التقوى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: الآية 183». فيجب على المسلم في هذا الشهر الفضيل، المحافظة على صلوات الجماعة في المساجد وحضور صلاة التراويح والحرص على قيام الليل والتهجد بعد منتصف الليل لمن يستطيع ذلك، بالإضافة إلى اعتكاف بعض الليالي من رمضان في المسجد والحرص على تلاوة القرآن الكريم والإكثار من الصدقات وإخراج الزكوات للفقراء والمساكين والمحتاجين مع تفقد الأرحام وزيارتهم وصلتهم إلى جانب عدم الإساءة إلى المسلمين وكف الأذى عنهم. كما إن الاعتكاف سنة عند أكثر أهل العلم في العام كله، والأرجح ما كان في العشر الأواخر من رمضان، ويرى العلماء جواز الاعتكاف مدة يسيرة في المسجد كساعة أو ساعتين بنية التقرب لله تعالى، فالاعتكاف هو لزوم المسجد والإقامة على طاعة الله، وهو سنة مؤكدة. ويضيف: لا شك أن مشاهدة البرامج التلفزيونية غير المفيدة، تضييع للوقت في غير فائدة وقد يترتب على ذلك الإثم، إذا كانت هذه البرامج فيها المجون والمخالفات الشرعية خاصة في رمضان، فالوقت ثمين وسيسأل عنه الإنسان يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به». غسل الذنوب أوضح الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر، إننا نستقبل رمضان الكريم، شهر الرحمة والغفران، بالنفحات الروحانية الجميلة المميزة، وهناك وقفات نعيشها كل عام مع قدومه، فالبعض يتسابق في حفظ كتاب الله تعالى، والزكاة والصدقات وقيام الليل، فسارع أيها المسلم، وصل رحمك وقم بإفطار صائم لما فيه من أجر عظيم عند الله، واجتهد في العبادة لأن شهر رمضان بمثابة وقت كافٍ لغسل الذنوب، سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، يتقرب فيها المسلم لله عز وجل، فلا بد في هذا الشهر الفضيل أن يبعد نفسه عن المحرمات والأشياء التي توقعه في المحظور، فيبتعد عن الغيبة والنميمة والكذب ويكثر من ذكر الله. وبين: الصوم من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وثواب الصيام مطلق، إذ يعطى الصائم أجره بغير حساب، قال صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به»، فاختص الله الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال لشرفه عنده، ولأنه سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله، وقد ثبت عن رسول الله أنه كان يبشر أصحابه بمجيء رمضان، ويخبرهم أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتغل فيه الشياطين، يقول صلى الله عليه وسلم: «إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفدت الشياطين، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة»، وقال صلى الله عليه وسلم: «أتاكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم»، والمقصد الأسمى من الصيام، الإصلاح والتهذيب، لا تعذيب النفوس بنحو الجوع والعطش. عبادة وعمل يقول الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، رمضان ليس شهر خمول ونوم وكسل، ولكنه شهر جهاد وعبادة وعمل، لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم، وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام، وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً لا تقليداً وتبعية للآخرين، وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم، لنفوز بالمغفرة والعتق من النار، وينبغي لنا أن نحافظ على آداب الصيام والزيادة في أعمال الخير، وأن يقول الصائم إذا شُتم «إني صائم»، فلا يسب من سبه ولا يقابل السيئة بمثلها، بل بالكلمة التي هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله، وينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح طلباً للأجر والثواب المرتب عليها، قال صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبر وتفكر، ليكون حجة له عند ربه وشفيعاً له يوم القيامة، وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى: (... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى?)، «سورة طه: الآية 123»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©