أثري في مهب الريح

شعر: ميسون صقر * ابتسامةُ المطَرِ المَطَرُ يَسقٌطُ في الخَارِجِ دُمُوعَ فراقٍ عَزيز المَطَرُ يَرُخُّ في الدّاخِل قَسوَةَ النَّفْسِ التي بلا رَحْمَةٍ القَسْوَةُ ابتسامةُ المَطَرِ اليومُ جَميلٌ بارِدٌ بَعْضَ الشيء، مُمطِرٌ منذ أمْس ليلاً النَّافذةُ مَفتُوحةٌ أخيراً على حَديقةٍ خَضْرَاءَ وأشْجَارٍ ..... صَبَاحُ الخَيِر هذه أرْواحُنا خُذْهَا أبِي يزْرَعُ الفَرحَ ويقطفُه حَبيبي أبي يزرَعُ الأشْجارَ سُوراً يكبر بيني وبينَهُ يدَي تَلتصقُ بالرّصيفِ لا يفرّقُها الطريقُ أبي يشْتري الورْدَ نَحنُ نَزَرعُهُ سَنابلَ حُب مضِيء هذه أرْواحُنا خُذْهَا إنْ حَوّلْتهَا كَفّا تَمسَحُ هي أجْدَى وأجمَلُ إنْ حَوّلْتهَا صَوتاً لُذْتَ بالحياةِ ليتَها صَوتُكَ أنتَ ليتَها الوَادي يَخضَرّ في لْحظةِ المَطرِ يَا أبي، هَذه رُوِحي تَسبِقني إليكَ. غِيابٌ غِيابٌ ورَقيُّ بَيْنَنَا لوْ كَسْرناهُ بالكِتَابةِ أو أعدْنَاهُ إلى سَرِيرِهِ لينَامَ لاكْتَمَلَ السّرُّ. لا حُبَّ إلا لا حُبَّ إلا باتسَاقٍ الجُمْلَة ودُخولِ المَعْنَى مُرَدفاً للغةِ. لا مَرارَةَ بَيننَا لا مَرارَةَ بَيننَا إلا أنها المُصَادَفةُ وحَدهَا خَلَقتْ مَرارتَها فينَا سَكَبتنا في الضَّغِينةِ لا أَملَ في الرَّجُوع لن تَفتكَ الكرَاهيةُ بنَا لِتكُونَ أشْلاءُ المَحبةِ عَلماً للبُغضِ حًولنَا لَكنَّها مَرارَةُ الذكْرى حِينَ تَمُرُّ عَلَى عَاشقَينِ يَتذكّرانِ حَالَهمَا في السَّعيرِ. فِراقُنا أمَامنا فِراقُنا أمَامنا يَرْكُضُ قَبلنَا ويَسْتقبِلُنا في المُنْحدرَاتِ فِراقُنا صَعبٌ لَكنَّه دَائماً أمَامنَا يَمْشي يُسرعُ الخُطَى نَرَاهُ مُعلَّقاً في الضَّوءِ لَماذا تَهتزُّ الصُّورةُ سَرِيعاً لَماذا نسْكُبُ كَأسَ البهْجةِ ونَنامُ في البُكاءِ؟ ألكيْ يَتهدلَ الحُبُّ ويَنْسكبَ صَوتُنا في الغَضَبِ حَيثُ تَضَاريسُ عِظامِنَا تَخترِقُ وَرَقَةَ الرِّقةِ؟ النسيانُ لا بذرةً هو ولا ثَمَرَةً تُؤكَلُ إنَمَا نَواتُه تُبْطلُ الدَوَرَانَ حَولَكَ لإضَاءَةِ الكَونِ وتَكرَارِ الحَياةِ. أثري في الحياة وقفت على الشباك انتظرت سهمت في السراب كشيء يمر ولا يترك أثراً أثري في الحياة في مهب الريح لافتة كبيرة شرق البيت، مقابل الفطام، خلف السينما شقة تهرول في الطلوع إلى اليانصيب أمام الباب خلف الجسد الأنيق عند الروح المثيرة رجلٌ ينطق كلمة فابتسامة، فمحبة عند السكون قبل العودة إلى السينما حيث الأفلام تستحضر الماضي ضد الحاضر المعلن أضع لافتة كبيرة على قلبي مغلق للتحسينات ? ? ? كوني ذرات وغيابي مجرة ? ? ? جمالي في الصور ألقني في حضنك دون مرارة بلا موعد محدد بلا غيوم على الوجنتين أرجعني لجمالي في الصور ليقيني في المرآة لا تتسع عيناك لرؤيتي لا تتوارى نجمة في بياض السريرة أنا الملكة أنا الملكة ملكة نفسي وشعبي جسدٌ أملكه ويملكني أحكم أرضه وسماءه أنا الأرض أرض الميعاد يدي فوق قلبي حين أكون أنا الأرض بلا شعبٍ بلا موعد أنا الثورة ثلاث نقاط تزمها الواوُ تفتح ما بعدها تنغلق لحظة تنفتح بعدها للأبد أنا الأبد الكون طفلي المدلل أنا من أكونْ وكوْني لغيري * من ديوان “جمالي في الصور” الصادر حديثا للشاعرة ميسون صقر، عن دار العين للنشر، وقد وقعته قبل أيام خلال الدورة الثانية والعشرين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب