الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حضور جماهيري كبير وأساليب متطورة لتشجيع الأطفال على القراءة

حضور جماهيري كبير وأساليب متطورة لتشجيع الأطفال على القراءة
12 ابريل 2013 21:30
مجلات مصورة، وجلسات لتعليم القراءة بأساليب جديدة متطورة، وحضور جماهيري لافت، كان ذلك أبرز ملامح فعاليات حملة «أبوظبي تقرأ»، التي انطلقت مساء أمس الأول في مركز الخالدية التجاري وتستمر حتى السادس عشر من أبريل الجاري، ويشرف على تنظيمها مجلس أبوظبي للتعليم بهدف تعليم الأطفال أهمية القراءة في حياة البشر، وتشجيعهم على حب القراءة والعلم. (أبوظبي) - أربعة أركان أحاطت بموقع الفعالية، اشتملت رفوفاً محملة بجميل القصص وروائع حكايات أدب الأطفال، التي تحاول التواصل مع عقولهم الصغيرة بأساليب سهلة وميسرة، من خلال اللغتين العربية والانجليزية، بوصفهما اللغتين اللتين يتم التدريس بهما في أغلبية المدارس الآن. الأركان الأربعة حول المحاور التي تتضمنها حملة «أبوظبي تقرأ»، قال مدير الاتصال بمجلس أبوظبي للتعليم، أحمد السويدي إن الأنشطة المطروحة على الجمهور ضمن فعاليات الحملة، التي ينظمها مجلس أبوظبي للتعليم، تمثل المحاور الأربعة للحملة، من خلال أربعة أركان، تحمل العناوين التالية: القراءة للاستمتاع، القراءة للمعرفة، القراءة لإتاحة الفرص، القراءة للإلهام، من خلال أنشطة تستمر بشكل يومي من الساعة الرابعة حتى السابعة والنصف مساءً لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الجمهور للاستفادة من الأنشطة المختلفة التي تجرى خلال أيام الحملة. وبالنسبة لتفاصيل هذه المحاور، ذكر أنها تعكس المراحل التي يمر بها القارئ، فالطفل حين يبدأ القراءة يكون ذلك بهدف البحث عن الاستمتاع في جو مرح، بعد ذلك ينتقل إلى المرحلة التالية، التي تتناسب مع تطور عمره الزمني، حيث يتغير مسار اهتمامه في القراءة إلى القراءة بهدف اكتساب المعلومة والمعرفة، وتستمر هذه المرحلة حتى الانتهاء من فترة المراهقة التي تكون أثناء الدراسة الثانوية، إلى أن يصل الفرد إلى المتطورة وهي مرحلة الإلهام، بمعنى أن تكون القراءة مصدراً لإلهام الفرد، ويحقق الأهداف أو المحاور الأربعة للقراءة، ليصبح الفرد سعيد الحظ حين ترافقه القراءة طيلة حياته، ويتخذها عادة يمارسها ولا يستطيع الابتعاد عنها رغم انشغالاته التي تفرضها عليه الحياة اليومية. قصص مشوقة ويورد أن كافة هذه المفاهيم المرتبطة بالقراءة، التي تسعى حملة «أبوظبي تقرأ» إلى تحقيقها، تعكسها الفعاليات بوضوح إلى الزائرين من الأطفال وذويهم، حيث يتم تسليم الطفل بطاقة نضع فيها بياناته الخاصة، وبعد أن يعبئها، يمر على الأركان الأربعة وما بها من أكشاك تحمل مجموعات مدهشة ومسلية من القصص المشوقة، والمطبوعة بأسلوب جذاب يتناسب مع أعمارهم، حيث يقوم الطفل بالمشاركة في أنشطة القراءة والفعاليات التعليمية في كل ركن، في معية مدرسين متخصصين في اللغتين العربية والانجليزية لمساعدة الأطفال على فهم ما قد يتعثر استيعابه، بالإضافة لمجموعة من أخصائيي المكتبات للتعامل مع الجمهور من أولياء الأمور، كون الحدث ليس موجهاً فقط إلى الأطفال، بل إلى كل أفراد العائلة من أجل تحفيزهم وتشجيعهم على القراءة. وبعد أن ينتهي الطفل من جولته بين الأركان الأربعة، يتسلم جائزة تشجيعية عبارة عن مجموعة من الهدايا الرمزية مقدمة من رعاء الحدث، إسهاماً منهم في دفع رجال الغد على التواصل مع القراءة وإدراك فائدتها لهم وللمجتمع، كما أن الفعالية التي يشهدها مركز الخالدية التجاري، تشتمل على العديد من أشكال الترويح المحببة للأطفال ومنها مسابقات وشخصيات كرتونية معروفة لدى الأطفال تصاحبهم طوال أيام الحدث ومنها شخصية منصور التي يعشقها أطفال المواطنين والمقيمين في الإمارات، ولها جمهورها الكبير في أوساطهم. القراءة والتكنولوجيا من أولياء الأمور اللاتي اصطحبن أبناءهن وحرصن على حضور مناشط الفعالية منذ انطلاقها عصر يوم الخميس الماضي، بسمة فريحات، المحاضرة ومدربة التنمية البشرية في أحد معاهد أبوظبي، تقول إن حملة أبوظبي تقرأ تعتبر من أبرز المبادرات التي شهدتها الإمارات لتحفيز الجميع على القراءة وليس الأطفال فقط، خاصة أن الجميع في عصر التكنولوجيا الرقمية، بدأ يتناسى القراءة ويبتعد عنها، ولذلك جاءت الحملة في وقتها تماماً من إجل إعادة الناس مرة أخرى إلى الكتاب وعالم القراءة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين تصيبهم أضرار صحية متنوعة لكثرة جلوسهم إلى وسائل التكنولوجيا، ما قد يصيبهم بأضرار بدنية، وأخطاء في عمليات التربية والتنشئة. وبالنسبة لها كولية أمر لطفلين رنيم 9 سنوات، وسليمان 11 سنة، توضح أنها تحرص وباستمرار على توافر مجلات الأطفال بشكل أسبوعي في المنزل، وقراءتها عليهم، وأحياناً تشتري لهم قصصاً تربي فيهم قيم وأفكار إيجابية، ومنها مجلات علمية تتناسب مع اهتمام ابنها، حتى تنمي فيه حبه للعلم، ويستطيع عندما يكبر أن يحدد هدفه في التعليم والحياة بسهولة ودون معاناة، بعكس حال كثير من الأبناء الذين يقفون مترددين وعاجزين عن اختيار هدفهم من الدراسة الجامعية أو تحديد آمالهم في الحياة، بسبب قلة معرفتهم بالعالم المحيط بهم، وهي المعرفة التي تأتي وتكتسب بسهولة من خلال القراءة. أهمية القراءة تلفت مدربة التنمية البشرية، إلى أن الأهالي يواجهون تحدياً كبيراً، يتمثل في أن طبيعة الحياة قد تشغلهم عن هذا الدور، ولكن عليهم أن لا يغفلوا أهمية القراءة ويحرصوا على تشجيع أبنائهم على القراءة وممارستها ولو مرات قليلة خلال الأسبوع، وكذا اصطحابهم لزيارة المكتبة كلما أتيحت الفرصة، وهو ما تفعله مع أبنائها، الذين تصطحبهم في زيارات متكررة إلى مكتبة الأطفال الموجودة بمنطقة البطين في أيام العطلات، وذلك بهدف عمل علاقة قوية ومباشرة بينهم وبين القراءة، لما فيها من فوائد عدة لهم خلال مراحل النمو التي يمرون بها، فالقراءة تقوي اللغة عند الطفل وتوسع آفاقه الفكرية وتجعله شخصاً أكثير إيجابية لنفسه وأسرته والمجتمع. وبالنسبة لأبنائها رنيم وسليمان، تبين أها تعمل على تشجيعهم الآن على القراءة التعبيرية، ومن خلالها يتعرفون على الكثير من مهارات القراءة اللغوية الصحيحة، مثل التعرف على علامات الترقيم، ونبرات الصوت، وغيرهما من المهارات المرتبطة بالقراءة وتستعين فيها بتعويدهم على قراءة واستماع القرآن الكريم، كونه الوسيلة الأهم في تعليم قواعد قراءة اللغة العربية وفهم جمالياتها، مشيدة بحرص مجلس أبوظبي للتعليم على تشجيع الأطفال على القراءة عبر هذه المبادرة، التي تعكس اهتمام حكومة الامارات بالأجيال الجديدة، وغرس أهمية القراءة فيهم، كما تلفت إلى فكرة المكتبة المتنقلة التي قامت بها بعض المؤسسات من قبل، وتنادي بعودتها مرة أخرى باعتبارها من الأفكار الجميلة التي يجب استمرارها على مدار العام لتنتقل من مكان إلى آخر داخل الإمارة، ما يعتبر تشجيعاً مستمراً على القراءة لكل أفراد الأسرة وليس فقط للأطفال. بنبرة يملأها الخجل، قال الطفل سليمان، إن مبادرة أبوظبي تقرأ مبادرة جميلة وتقدم للأطفال أشياء مفيدة ومسلية، وإنه سعد بالوجود مع غيره من الأطفال واللعب معهم والقراءة في المجلات العربية والأجنبية المتاحة للجميع هناك. يوميات رنيم الطفلة رنيم، التي يمكن أن نطلق عليها المبدعة الصغيرة، كونها تكتب يوميات وخواطر رغم سنوات عمرها التي لاتتجاوز تسع سنوات، تحدثت بشئ من الثقة واللباقة التي تفوق سنوات عمرها، وقالت» أحب القراءة لأن الأساتذة كانوا يشجعونني على ممارستها، وأن يكون هناك أحد معي ليصحح لي الخطأ، خاصة حين أقرأ باللغة بالانجليزية، وكتبت يوميات لمواقف كثيرة تعرضت لها وأشاد بها المدرسون وأمي ومن هذه اليوميات «كنا رايحين عشان نشاهد مصارعة كونغ فو، وكانت بين فتاتين، وبعد ذلك وجدتهما تتصالحان، فاستغربت وسألت المدرسة، فقالت لي هذه ليست مشاجرة وهما ليسوا أعداء، وإنما مجرد لعبة رياضية تعتمد على الحركة والقوة العضلية، ثم عدت بعد ذلك إلى المنزل بعد أن تعلمت شيئا جديدا وهو أن هناك رياضات قوية تشبه المشاجرات، وفي حقيقتها ليست كذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©