السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"حليب الأسى" البيروفي يواجه "طيور" إيطاليا.. و"بوابة الجنة" السوري يتحدى "المسافر" المصري

"حليب الأسى" البيروفي يواجه "طيور" إيطاليا.. و"بوابة الجنة" السوري يتحدى "المسافر" المصري
8 نوفمبر 2009 23:22
شهد مهرجان دمشق السينمائي الدولي السابع عشر عرض مئتين وخمسة وسبعين فيلماً روائياً طويلاً، بالإضافة إلى عشرات الأفلام القصيرة، التي مثلت اثنتين وخمسين دولة عربية وأجنبية، وتوزعت العروض على عشر صالات سينمائية في دمشق، شهدت إقبالاً كثيفاً، لا سيما الأفلام المشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة، وعددها عشرون فيلماً عربياً وأجنبياً، حاز بعضها اهتماماً واسعاً من قبل النقاد والمهتمين، وهنا عرض لأبرز الأفلام التي شاركت في المهرجان. "حليب الأسى" افتتح المهرجان بعرض الفيلم السينمائي البيروفي "حليب الأسى" للمخرجة كلوديا لوسا، والحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي فبراير الماضي. ويسلط الفيلم الضوء على فترة قاتمة من تاريخ أميركا الجنوبية حين زهقت أرواح حوالي سبعين ألف شخص بين عامي 1980 و2000، فأصيبت فاوستا "مجالي سولييه" بمرض انتقل إليها من حليب أمها. لكن مرضها لم يكن بيولوجياً، وإنما هو نتيجة لما تعرضت له النساء في البيرو من اضطهاد وسوء معاملة خلال هذين العقدين. وبعد مضي هذه الأيام الرهيبة بقيت فاوستا شاهدة حية على أعمال العنف التي اجتاحت بلدها وبات مرضها خوفاً متأصلاً في أعماقها، جرّد روحها البريئة من الجوانب الحلوة في الحياة. وبعد وفاة والدتها وجدت فاوستا الخائفة نفسها مرغمة على مواجهة خوفها الأشد من خلال التحديق في الجانب المظلم من ذلك الخوف الرهيب، وأخيراً تنطلق فاوستا لاكتشاف طريقها نحو الحرية. "مراقبو الطيور" من أبرز الأفلام التي شاركت في المسابقة الرسمية فيلم "مراقبو الطيور" للمخرج الإيطالي ماركو بيتشيس، ويتحدث عن السكان الأصليين لوسط البرازيل، حيث تدور القصة حول مجموعة من الهنود الغورانيين تقوم بمواجهة الغرباء المعاصرين الذين استملكوا أرض أجدادهم. ومع أن عدداً من هؤلاء القوم مازالوا متمسكين بالطرق التي توارثوها عن أسلافهم، إلا أن الغالبية العظمى منهم اضطروا للعيش على أرض محددة خصصت لهم بعيداً عن موطنهم الطبيعي، حيث باتت نساؤهم تستخدم مساحيق التجميل الحديثة، في حين اضطر رجالهم إلى ارتداء السراويل وغيرها من الأزياء المعاصرة من أجل استقبال السائحين ومراقبي الطيور بهدف كسب الرزق. إلا أن الكآبة والقنوط وحالات الانتحار أصبحت شائعة بينهم. فيقرر أوسفالدو "أبريسيو دا سيلفا بيدرو" وإيرينيو "أدميليسون كونتسيانزا فيرغا" أن الوقت قد حان لمساندة أبناء شعبهم، وذلك بعد اكتشافهما لجثتي امرأتين ماتتا انتحاراً. وبمساعدة زعيم القبيلة ناديو "أمبروسيو فيلهالفا" ينظم أوسفالدو وإيرينيو مظاهرة، احتجاجاً على ما آلت إليه الأوضاع، وسرعان ما تتحمس مجموعة من أفراد القبيلة وتحتل مزرعة يمتلكها رجل يدعى مورييرا "ليوناردو ميديروس" وزوجته "تشيارا كاسيللي". ويصرّ ناديو على أن مزرعة مورييرا تخص قبيلة الغورانيين قبل أن ينتزعها الغرباء منهم. لكن مورييرا وزوجته عنصريان ولا يتعاطفان مع قضية هؤلاء الهنود. ويحتدم الصراع بين صاحب المزرعة وأفراد القبيلة. "بوابة الجنة" وشاركت سوريا في هذه الدورة من المهرجان بفيلمين، الأول هو فيلم "بوابة الجنة" للمخرج ماهر كدو، وهو من تأليف حسن سامي يوسف وإنتاج المؤسسة العامة للسينما وبطولة تيسير إدريس ونادين سلامة وعبير عيسى وعمار شلق ومحمد الأحمد، ويتحدث الفيلم عن الانتفاضة الفلسطينية في ثمانينيات القرن الفائت، من خلال التطرق إلى حياة عائلة من الضفة الغربية. أما الفيلم الثاني، فهو "مرة أخرى" سيناريو وإخراج جود سعيد، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما وشركة سوريا الدولية للإنتاج الفني، وبطولة: قيس شيخ نجيب، عبد اللطيف عبد الحميد، بياريت قطريب، عبد الحكيم قطيفان، كندة علوش، جوني كوموفيتش، فادي صبيح، آنجو ريحان، جمال شقير، مجد رياض. ويتحدث الفيلم عن الوجود العسكري السوري في لبنان، من خلال حكاية أحد الضباط السوريين، وما حصل معه خلال هذه الفترة العصيبة. ويتعرض الفيلم لما تركته الحرب من أثر على حياة السوريين واللبنانيين وعلاقاتهم ببعضهم بعضاً. وذلك على خلفية قصة حب بين مديرة بنك آتية من لبنان، لها تاريخها وماضيها في الحرب اللبنانية، وشاب سوري يعمل مهندساً للمعلوماتية في البنك، ويحمل ماضيه وماضي والده الذي خاض الحرب الأهلية في لبنان. "واحد صفر" المشاركة المصرية في المهرجان كانت بفيلمين، الأول هو "واحد صفر" تأليف مريم ناعوم وإخراج كاملة أبو ذكرى، وبطولة رشا نبيل وعادل عمرو وأحمد جمال وتامر مجدي ومحمد كريم وسميرة عبد العزيز وإلهام شاهين وأحمد الفيشاوي، وخالد أبو النجا وحسين الإمام، وغيرهم. وتدور أحداث الفيلم في يوم كأس الأمم الأفريقية 2008، حيث تواجه ثماني شخصيات ظروفاً صعبة تزيد من تعقيد حياتهم المعقدة أصلاً. لكن فوز الفريق المصري يجعل أصحاب تلك الشخصيات ينسون مشكلاتهم ولو اقتصر الأمر على ليلة واحدة فقط، وهي الليلة التي حقق فيها فريقهم نتيجة "واحد صفر". المسافر كما شاركت مصر بفيلم آخر هو "المسافر" من تأليف وإخراج أحمد ماهر وإنتاج وزارة الثقافة المصرية، ويلعب أدوار البطولة فيه الفنان العالمي عمر الشريف وخالد النبوي وسيرين عبد النور وعمرو واكد وشريف رمزي وعلاء مرسي ويوسف داود وسعيد طرابيك وعبد العزيز مخيون. وينقسم الفيلم إلى ثلاثة أقسام، يدور كل منها في يوم واحد يحمل تاريخاً محدداً يشير إلى حدث بارز في تاريخ مصر والعالم: اليوم الأول في مدينة بورسعيد عام 1948 أي بعد انتهاء حرب فلسطين أو بعد وقوع "النكبة" الكبرى، والثاني في الإسكندرية 1973 أي خلال حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل، والثالث في القاهرة في خريف 2001، أي بعد أحداث سبتمبر الشهيرة التي وقعت في نيويورك وواشنطن. ويجد المشاهد نفسه أمام شخصية رئيسية هي شخصية "حسن"، التي يجسدها خالد النبوي في مرحلة الشباب، ثم عمر الشريف في مرحلة الشيخوخة. لكننا نشاهد الأحداث من خلال عين حسن وكما يرويها بصوته "وهو كهل" من خارج الصورة. و"حسن" رجل مصري يعمل في مصلحة البريد يذهب لتسلم عمله في بورسعيد فيجد نفسه منساقاً للبحث عن امرأة تدعى نورا لكي يسلمها تليغرافاً من خطيبها الذي تنتظره لكي يتزوجها في تلك الليلة تحديداً. لكن حسن يقرر ألا يسلمها التليغراف، بل يجد نفسه منجذباً إليها، وتنجذب هي أيضاً إليه على نحو ما!. مصطفى بن بولعيد وشاركت الجزائر بفيلم "مصطفى بن بولعيد" سيناريو وحوار الصادق بخوش وإنتاج مؤسسة التلفزة الجزائرية، ويلعب أدوار البطولة فيه حسان قشاش وسليمان بن عيسى ورشيد فارس وشوقي بو زيد وخالد بن عيسى وغيرهم. ويتناول الفيلم قصة حياة المناضل مصطفى بن بولعيد الذي ولد عام 1916 بالأوراس، وهو سليل أسرة ميسورة الحال، وضع أملاكه في خدمة الثورة، لكنه جُند في صفوف الجيش الفرنسي، وشارك في الحرب العالمية الثانية، وأبلى بلاءً حسناً في المعارك، مما أهله لنيل أوسمة عديدة اعترافاً بدوره. وبعد انقضاء الحرب وانتصار الحلفاء، خرج الجزائريون بمظاهرة سلمية احتفاء بهزيمة النازية، مطالبين فرنسا بتنفيذ وعودها في الاستقلال. لكنهم تعرضوا لمجزرة همجية على يد جيش الاحتلال الفرنسي في 8 مايو عام 1945. فتوجه مصطفى إلى النضال ضمن صفوف الحركة الوطنية الجزائرية كقيادي. وحين سافر إلى المشرق العربي متنكراً لجلب الأسلحة للثورة ألقت عليه القوات الفرنسية القبض عند الحدود التونسية الليبية، وبعد مقاومة بطولية، اقتيد إلى تونس العاصمة، ومنها إلى الجزائر ليحكم عليه بالإعدام، غير أنه تمكن، بعزمه وإيمانه وبمعية رفاقه، من حفر خندق تحت أسوار أشد معتقلات الاحتلال تحصيناً، وفرّ منه بمعجزة، ليعود إلى قيادة الثورة من جديد. إلى أن حيكت له مؤامرة انتهت باستشهاده. "ثلاثون" أما تونس، فشاركت بفيلم "ثلاثون" للمخرج الفاضل الجزيري، ويتناول مسيرة المصلح الطاهر الحدّاد في العشريّة الأخيرة من حياته حين خرج عن الحزب، وانشغل بالحركة النّقابيّة برفقة صديقه محمّد علي الحامّي وعندما انهمك في تأليف كتاب "العمّال التونسيّون" بعد حلّ "جامعة عموم العملة التونسيين" ومحاكمة زعمائها ثمّ نفيهم. ويتواصل مسار الرّجل بنضاله الاجتماعي عند معالجته لأمراض المجتمع وإصداره لكتاب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع"، . الذي لقي مناهضة كبيرة من طرف بعض عناصر الحزب وثلّة من أقطاب النظارة العلميّة لجامع الزّيتونة عرّضته لمهاجمات شرسة لردعه. وتتقاطع مسيرة الحدّاد في هذا العمل مع مسارات شخصيّات أدبيّة وفكريّة طبعت بحضورها وإبداعاتها فترة الثلاثينات الصّاخبة بالأحداث اللاّفتة، كالمؤتمر الإفخارستي ومناورات سلطة الحماية لإحباط كل عمل نقابيّ أو سياسي يطالب بالحقّ في حياة كريمة. كما يركّز الفيلم على أحداث أليمة أثــّرت في الحدّاد تأثيراً بالغاً كموت صديقيه الحامي والشابي اللّذين منحهما من كيانه حيّزاً مهماً. كما شاركت في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام مهمة أخرى، مثل "آخيل والسلحفاة" سيناريو وإخراج تاكيشي كيتانو، والفيلم المغربي "الدار السوداء" إخراج نور الدين لخماري، وفيلم "جون راب" سيناريو وإخراج فلوريان غالنبرغر، و"كاتالين فارغا" سيناريو وإخراج بيتر ستريكلاند، و"مياو مياو" إخراج وسيناريو هسياو تسي تشنغ، و"زهور عباد الشمس العمياء" خوسيه لويس كيوردا، وغيرها
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©