واصلت إسرائيل إغلاق معابر قطاع غزة حتى إشعار آخر دون توضيح الأسباب التي دفعتها لذلك، بينما كشف مصدر رفيع المستوى في ديوان الرئاسة الفلسطينية أمس، النقاب عن الأفكار التي طرحتها وناقشتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس خلال لقائها الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، خلال الأيام الثلاثة الماضية·وقال المصدر إن رايس حضت الطرفين على عقد لقاءات يومية وسرية مكثفة للوصول الى صيغة يقبلان بها، مؤكداً أن رايس ستتابع كل مجريات اللقاءات التي ستعقد بين الجانبين ·
وأوضح المصدر الذي فضل عدم كشف هويته، أن رايس تطرقت للمرة الأولى خلال لقاءاتها مع الجانبين، الى قضية حدود يونيو عام 1967 بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وغور الأردن وأجزاء من البحر الميت، واعتبر ذلك ''تطوراً نوعياً وواضحاً '' من قبل الإدارة الأميركية إزاء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ·
وأكد المصدر أن رايس طلبت من الجانبين الاتفاق فيما بينهما على إجراء تعديلات على حدود يونيو عام 67 كما طلبت العمل في موضوع القدس المحتلة والتوصل الى تفاهمات فيما يخص المواقع الدينية فيها، وأيضاً الترتيبات الإدارية والأمنية المتعلقة بالعلاقة بين شطري المدينة الشرقي والغربي ·
وقال المصدر إن رايس أبلغت الطرفين بأن الإدارة الأميركية ستسعى إلى بلورة تفاهم بشأن الآلية الدولية لتعويض اللاجئين الفلسطينيين ، وذلك كجزء من حل هذه المشكلة، مشيراً الى أن رايس حضت الطرفين على ''إنجاز شيء'' قبل موعد انعقاد اللجنة الرباعية الدولية على المستوى الوزاري في نيويورك الشهر المقبل ،على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ·
وكشف المصدر النقاب عن أن الجنرال الأميركي جيمس جونز سيعمل خلال الفترة القريبة المقبلة ،على وضع الترتيبات الأمنية الخاصة بالدولة الفلسطينية، وذلك في ضوء الخلافات الكبيرة القائمة في مواقف الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فيما يخص هذه الترتيبات · وقال إن جونز سيعقد سلسلة لقاءات مع الجانبين لاستيضاح المواقف بينهما ''للوصول الى نتائج ملموسة يقبل بها الطرفان ويتم عرضها على الإدارة الأميركية''·
ومن جانب آخر، قالت صحيفة ''هآرتس'' العبرية أمس، إن أحد الأمور الأساسية التي ستخرج بها رايس من إسرائيل ·هو أن هناك احتمالاً عالياً بألا تكون هنا حكومة جديدة مستقرة حتى نهاية ولاية حكم بوش في نهاية العام الجاري 2008 · ''فقد جاءت رايس الى إسرائيل بهدف حث المفاوضات مع السلطة ، ولكنها وجدت نفسها تعنى في قسم مهم من محادثاتها بمحاولة فهم ما يجري في الساحة السياسية في إسرائيل''·
وتابعت الصحيفة العبرية، إن رايس ومساعدوها حاولوا فهم المعاني الدستورية للتنافس في حزب ''كاديما'' على خلافة رئيس الوزراء الحالي ايهود أولمرت، وطلبوا أن يعرفوا ما هي الخيارات الواردة أمام المرشح الذي سيفوز ''بل إنهم سألوا ماذا ستكون عليه مكانة رئيس الوزراء أيهود أولمرت في فترة الحكومة الانتقالية، وما اذا كان بوسعه أن ينفذ خطوات سياسية ذات مغزى''·
وقالت الصحيفة إن رايس أرادات أن تفهم ما اذا كان الجدول الزمني الإسرائيلي الداخلي ، يمكنه أن يتداخل مع روزنامة الإدارة ومسيرة انابوليس التي تتحدث عن اتفاق بين إسرائيل والسلطة حتى نهاية 2008
وأوضحت الصحيفة، أن زيارة رايس لم تحقق أي تقدم سياسي ، وحسب مصدر سياسي إسرائيلي وضع في صورة تفاصيل المحادثات، شددت رايس في لقاء ثلاثي مع وزيرة الخارجية تسبي ليفني والمسؤول الفلسطيني عن المفاوضات أحمد قريع ،على أنه ''يجب مواصلة التقدم في المحادثات ،اذ أن كل ما يتم الآن سيوفر عملاً في المرحلة القادمة'' أي بعد تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل وإدارة جديدة في الولايات المتحدة·
وقال مصدر سياسي إسرائيلي إنه في نهاية اللقاء توصل المشاركون الى فهم بأن على المفاوضات أن تتواصل باستمرار، على نحو منقطع عن التطورات السياسية في إسرائيل·
ومن جهة أخرى، أعلن جون جنج مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ''الأونروا'' في قطاع غزة، عن تقديم مبلغ 20 مليون شيكل (6 ملايين دولار) لطلبة مدارس الوكالة في القطاع لمساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الدراسية مع بداية العام الدراسي الحالي·
وطالب جنج مصر وإسرائيل بالتحرك والاستجابة الإنسانية وفتح معبري رفح و''ايرز'' أمام الفلسطينيين العاديين وقال ''هناك أكثر من 300 طالب محاصرين في قطاع غزة ،وللسنة الثانية لا يستطيعون الذهاب الى جامعاتهم''
عدد اليوم
