قطع منتخب أوروجواي لكرة القدم خطوة كبيرة على طريق التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا إثر فوزه الثمين والمستحق 3 - صفر على منتخب جنوب أفريقيا مساء أمس الأول في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة. ووجه منتخب أوروجواي بقيادة نجمه البارز دييجو فورلان لطمة قوية إلى أصحاب الأرض بعد مباراة فاترة من منتخب جنوب أفريقيا “بافانا بافانا” على استاد “لوفتاس فيرسفيلد” في بريتوريا.
وتزامنت الهزيمة مع ذكرى يوم له أهمية خاصة في تاريخ جنوب أفريقيا، وهو يوم ثورة سويتو في عام 1976، حين دخل الطلبة السود في معركة مع الشرطة ضد قرار الحكومة بتعليم التلاميذ السود لغة الأفريكانز أو الأفريكانية، وهي مشتقة من اللغة الهولندية والتي كان يتحدثها معظم أفراد الأقلية البيضاء، وهي الأحداث التي راح ضحيتها بين 200 و600 شخص.
وافتتح فورلان التسجيل في الدقيقة 24 ثم أضاف الهدف الثاني له وللفريق في الدقيقة 80 من ضربة جزاء احتسبها الحكم السويسري ماسيمو بوساكا الذي أدار المباراة على حارس مرمى جنوب أفريقيا إيتومولينج كوني الذي طرد من الملعب ليستكمل منتخب جنوب أفريقيا المباراة بعشرة لاعبين.
وسجل ألفارو بيريرا الهدف الثالث للفريق في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع. واستحق فورلان الفوز بجائزة أفضل لاعب في المباراة بعد هدفيه والأداء الرائع على مدار المباراة.
والفوز هو الأول في هذه المجموعة بالبطولة الحالية حيث سيطر التعادل على مباراتي الجولة الأولى. كما أنه الفوز الأول الذي يحققه منتخب من أميركا الجنوبية على أصحاب الأرض في الدور الأول بجميع بطولات كأس العالم.
والهزيمة هي الأولى لمنتخب جنوب أفريقيا في بريتوريا، حيث خاض الفريق خمس مباريات سابقة في بريتوريا حافظ فيها على سجله خالياً من الهزائم علما بأن أي من المواجهات الست التي خاضها الفريق في بريتوريا حتى أمس الأول لم يكن من بينها أي مواجهة مع المنتخبات الأفريقية. والفوز هو الثاني لمنتخب أوروجواي في ثلاث مواجهات مع “البافانا بافانا”، حيث كان الفوز من نصيب أوروجواي بنتيجة 4 - 3 في كأس القارات 1997 بالسعودية بينما تعادلا سلبيا في لقاء ودي بجوهانسبرج.
وأكد دييجو بهدفيه أنه تخصص في هز شباك الأفارقة ببطولات كأس العالم لأنه سجل هدفيه الثاني والثالث فقط في بطولات كأس العالم بينما كان هدفه الأول في شباك السنغال عندما تعادل الفريقان 3 - 3 في الدور الأول بمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. وفرض منتخب أوروجواي سيطرته على مجريات اللعب في معظم فترات المباراة بفضل فارق الخبرة الذي يتفوق به على منتخب جنوب أفريقيا.
من ناحية أخرى وجه المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا انتقادات حادة ولاذعة إلى الحكم السويسري ماسيمو بوساكا الذي أدار مباراة الفريق مع منتخب أوروجواي.. وألقى باريرا باللوم في هذه الهزيمة الثقيلة، التي منى بها فريقه، على الحكم السويسري بوساكا الذي طرد حارس مرمى جنوب أفريقيا إيتومولينج كوني عندما كانت نتيجة المباراة هي تقدم أوروجواي 1- صفر فقط ومنح منتخب أوروجواي ضربة جزاء قبل 14 دقيقة فقط من نهاية المباراة. وقال باريرا “اللحظة الحاسمة كانت احتساب ضربة الجزاء وإشهار البطاقة الحمراء، كنت على وشك الدفع بمهاجم جديد، ولكن الحكم منح (أوروجواي) ضربة جزاء وتغيرت المباراة”. وفي الوقت الذي حاول فيه منتخب جنوب أفريقيا البحث عن هدف التعادل بعد تقدم أوروجواي بهدف دييجو فورلان في الشوط الأول، جاء طرد حارس المرمى واحتساب ضربة جزاء لمنتخب أوروجواي ليقضي تماما على آمال أصحاب الأرض.
وتقدم فورلان لتسديد ضربة الجزاء بهدوء ليضعها في شباك الحارس البديل مونيب جوزيف قبل أن يحرز زميله ألفارو بيريرا الهدف الثالث لأوروجواي في الوقت بدل الضائع.
وقال باريرا “لم أر الواقعة بشكل مناسب ولكن اللاعبين منزعجون بالفعل، لقد قالوا إنه كان أسوأ حكم في البطولة حتى الآن،
وأضاف “غادر (الحكم) الملعب بابتسامة عريضة، أتمنى ألا أرى وجهه بعد الآن لأنه لا يستحق أن يكون هنا”، واعترف باريرا بأن اهتزاز شباك الفريق بهدف متأخر في الوقت بدل الضائع أفسد فرص الفريق في هذه المجموعة الصعبة بسبب فارق الأهداف ولكنه أوضح أن فرصة فريقه في التأهل إلى الدور الثاني ما زالت قائمة.
جوردان: يوم الألم
جوهانسبرج (د ب أ) - أعرب داني جوردان الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2010 لكرة القدم بجنوب أفريقيا أمس، عن قلقه بشأن الأجواء العامة للبطولة بعد هزيمة جنوب أفريقيا صفر- 3 أمام منتخب أوروجواي.
وصرح جوردان إلى المراسلين في جوهانسبرج “أداء المنتخب المضيف يلعب دوراً حاسماً دائما في نجاح البطولة. كانت ليلة مؤلمة، كانت أول ليلة تصمت فيها أبواق الفوفوزيلا”. وأصبحت لدى منتخب جنوب أفريقيا “بافانا بافانا” فرصة هزيلة الآن في التأهل إلى دور الستة عشر بالبطولة.
وقال جوردان إن الأداء المخيب للآمال الذي قدمه منتخب جنوب أفريقيا حتى الآن يتناقض تماما مع مسيرة البطولة التي حققت نجاحاً كبيراً.
وأوضح جوردان “إنه يوم يحمل لنا السعادة والألم”، معرباً عن أمله في أن يتجاوز مواطنوه صدمة الخروج المبكر لفريقهم من البطولة في حالة حدوثه.
ويحتاج منتخب جنوب أفريقيا الآن إلى الفوز على نظيره الفرنسي في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة يوم الثلاثاء المقبل حتى يبقى على فرصته في التأهل لدور الستة عشر، علما بأن بطولات كأس العالم لم تشهد من قبل خروج المنتخب المضيف من الدور الأول.
عدد اليوم
