الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة ترصد محاولات توظيف الخرافة الشعبية في الكتابة والمسرح

ندوة ترصد محاولات توظيف الخرافة الشعبية في الكتابة والمسرح
12 ابريل 2013 00:18
عصام أبو القاسم (الاتحاد) - نظم المركز الإعلامي في الشارقة، مساء أمس الأول، في إطار البرنامج الثقافي، الموازي لمهرجان أيام الشارقة التراثية، ندوة تحت عنوان «مسرح الرعب والخرافة»، وذلك بجمعية المسرحيين الإماراتيين في الشارقة. وقدم الندوة وأدارها «على طريقة سؤال وإجابة» الممثل مرعي الحليان، وشارك فيها عبد العزيز المسلم، مدير إدارة التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والمسرحي الكويتي عبد العزيز المسلم. وفي مستهل حديثه تكلم الحليان عن علاقة المسرح بالتراث، لافتاً إلى عدد من التجارب المسرحية في الإمارات، وخصوصاً تجربة الراحل سالم الحتاوي الذي عرف كيف يستثمر الحكايات و«الخراريف» لإثراء تجربته في الكتابةالمسرحية. وأشار الحليان إلى التأثير القوي الذي تحدثه القصص والأساطير الشعبية المخزونة في ذاكرات الأجداد، وكيف أنها تثير استجابات ومشاعر مختلفة، وخصوصاً لدى الصغار، وفي السياق أشار مقدم الأمسية إلى عدد من الحكايات التي عاشت طويلاً وسط عامة الناس مثل «أم الدويس»، و«بديح بديحوه»، و«حمار القايلة»، منتهياً إلى أنه تغني حساسيتهم تجاه الأشياء والعالم من حولهم. ومن ثم تحدث المسرحي الكويتي عبد العزيز المسلم الذي عُرف عنه اقتراحه تجربة مسرحية موسومة بـ «المسرح الادرينالي»، مستلهماً المفهوم الفسيولوجي لمصطلح «الأدرينالين»، وهو هرمون يتعلق بمشاعر الذعر والخوف في الجسم. وقال المسلم إنه شاء منذ تخرجه في المعهد العالي للمسرح بالكويت أن يقدم تجربة مسرحية مغايرة ؛ وهو بدء في ذلك منذ حفل تخرجه إذ قال للجنة الأساتذة في مادة «نظريات الإخراج» حين سئل عن المنهج الذي سيشتغل عليه «إنه يريد تقديم مسرحية وفق منهج المسرح الأدريناليني». وذكر المسلم «حين أتذكر الآن ما قلته لهم حينذاك استغرب إذ يبدو لي كلامي جريئاً جداً، وخصوصاً أن الأمر يتعلق بامتحان نهاية السنة». ومضى المسلم في تجربته المختلفة وقدم العديد من العروض مثل «مصاص الدماء»، و«زمن دراكولا»، و«البيت المسكون»، وسرعان ما أطلق الإعلام الكويتي على مسرحه وصف «مسرح الرعب»؛ في إشارة إلى ما يتميز به من مشاهد مخيفة يحشد لها المسلم كل طاقته الفنية والإنتاجية حتى تكون شديدة الوقع على الجمهور؛ وهو ذكر أنه يصرف كثيراً على مسرحياته التي يستمر بعضها فترات طويلة فوق خشبات مسارح الكويت والدول الخليجية الأخرى. والمح الفنان الكويتي إلى أن مسرحه يهدف إلى «التغيير»، ويتوسط إلى ذلك، بما يؤثر مباشرة في الناس، ولئن أخذ مسرحه مظهراً مرعباً وبدا للوهلة الأولى بعيداً عن الواقع إلا أنه في الحقيقة وفي جوهره يمس موضوعات حيوية في المجتمع، ولكن في مظهر مختلف لم يعهده الناس. وتابع المسلم حديثه مشيراً إلى التحدي الكبير الذي واجهه في أول الأمر إذ ان «الجمهور تربى على نمط معين من المسرحيات، وكان عليّ أن أجد مكاناً لهذا الضرب المسرحي الجديد الذي أقدمه، وقد احتجت إلى الوقت والمال الكثير». من جانبه تحدث الباحث الفلكلوري الإماراتي عبد العزيز المسلم عن أثر الحكايات الشعبية على الحراك الاجتماعي اليومي، وقال إن الحكاية شبيهة بمصل التطعيم الذي يقينا من الأمراض، وإنها تتملك الناس وتحكم رؤيتهم لما حولهم وتداخل منظورهم إلى الحاضر والمستقبل، كما تحدد علاقتهم بماضيهم. وفي هذا الإطار استعرض مدير مهرجان الشارقة التراثي جملة من الحكايات التي خلدت في الذاكرة المحلية، مبرزاً دلالاتها وسياقات إنتاجها وأزمنتها، منطلقاً في ذلك من أبحاث عدة، أنجزها ويتابع تطويرها عبر بحثه للدكتوراه. توقف المسلم خصوصاً عند البعد الدرامي لحكاية «أم الدويس»، وذكر كيف أنها يمكن أن تكون مغايرة لو نُقلت من كونها حكاية شفهية إلى نص مكتوب، وقال «ستفقد الكثير من خصائصها وستبدو أقلّ تعقيداً درامياً». ولفت المسلم إلى تجربته في برنامج «خراريف» الذي كان يقدمه في تلفزيون الشارقة، مشيراً إلى أنه كان يقدم بعض الحكايات الشعبية عن «طريقة الرواية»، ولاحقاً طلب من إدارة التلفزيون أن يتضمن البرنامج لوحات تمثيلية مجسدة من ممثلين معروفين، وقال إن ذلك كان ملمحاً قوياً في البرنامج إلا أن التجربة لم تستمر طويلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©