الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منتجات النحافة تحوّل أحلام الرشاقة إلى كوابيس صحية

منتجات النحافة تحوّل أحلام الرشاقة إلى كوابيس صحية
24 ابريل 2014 17:14
يدفع حلم الرشاقة برجال ونساء إلى تجربة منتجات تخسيس، ليتحول الحلم إلى كابوس صحي يورث أدواء يصعب الشفاء منها. وعلى الرغم من جهود وزارة الصحة في متابعة آخر الأبحاث التي تجرى على هذه المنتجات لإثبات ضررها على صحة متناوليها، إلا أن هذه المنتجات تتسرب إلى الشارع عبر مروجين يجدون آذاناً صاغية لبضاعتهم. يفضل كثيرون سلوك الطريق السهل للتخلص من وزنهم الزائد، إذ يلجأون إلى منتجات النحافة والتخسيس دون استشارة طبية، ما يخرجهم من حفرة السمنة ليسقطهم في حفر أخرى أقلها خطراً أمراض المعدة. ويستغل تجار الانترنت أحلام السمان بالرشاقة، فيروجون منتجات غير مرخصة، ويلتفون على المحظورات بتغيير شكل العبوات وألوانها. وطالبت وزارة الصحة بعدم الانخداع والانتباه إلى جمل قد تؤشر على الغش، مثل وعود بفقدان سريع للوزن مثل «تخلص من وزنك الزائد خلال 7 أيام» أو «لا تجهد نفسك، لا داعي للرياضة» أو «تخلص من الكرش دون حمية غذائية». كما حذرت من شراء منتجات تكون بطاقة التعريف بها مكتوبة بلغة غير مفهومة، أو ادعاء بعض المنتجات أنها عشبية 100% ولكن نتائجها مماثلة لأدوية معتمدة. وقالت المواطنة عفراء محمد، متضررة، إنها بحثت عن طريق سريع للحصول على قوام رشيق، واستدلت على طريق منتجات التخسيس من خلال مواقع الانترنت، لكن النتائج كانت وخيمة، فقد أصيبت بقرحة المعدة، موجهة النصح إلى من يريد الرشاقة بالابتعاد عن مثل هذه المنتجات الضارة التي يجهلون مضارها، «فالجسم نعمة علينا أن نعي ما الخطورة قبل أن نندم». وكان المواطن عبيد محمد يعاني سمنة مفرطة وتراكم الدهون في مناطق متفرقة من جسمه إلى درجة أنه كان يعاني صعوبات في التنفس أثناء النوم، إضافة إلى آلام الظهر وصعوبة الحركة. يقول إنه سمع بشاي التنحيف السريع، الذي روجت له مواقع الكترونية بأنه شاي ملين يساعد في هضم الطعام، إلا أن الأضرار كانت بالغة في الكبد والكلى وكاد يفقد حياته بسبب هذا المنتج، متمنياً على الجهات المعنية ردع مروجي هذه السموم التي قد تتسبب بالوفاة. وروت مواطنة متضررة آثرت عدم نشر اسمها، قصتها مع الرشاقة التي كانت الهاجس الأكبر والحلم الذي يراودها في كل وقت، وغايتها التي سعت بكل وسيلة لتحقيقها، تقول: «بعد عدة تجارب لحميات عشوائية قمت بها، عثرت على منتج قيل إنه للتخسيس السريع خلال أسبوع، وكنت سعيدة في البداية من النتائج التي وصلت لها، لكن حلم الرشاقة تحول إلى كابوس بسبب ما تعرضت له من آثار جانبية للدواء، مثل الهلوسة والهذيان وغيرها». وحذرت لطيفة راشد، أخصائية تغذية، من تناول أدوية التخسيس، لأنها تمثل خطورة على صحة الإنسان وحياته، وتفوق خطورتها خطورة السمنة؛ فهي تؤدي إلى الإدمان إذ يعتمد الجسم عليها، ويؤدي عدم تناولها إلى ظهور أعراض خطيرة. وأكدت أن وزارة الصحة لا توافق على تداول أي أدوية حتى يتم التأكد من أنها آمنة وفعّالة، وقياس تفاعلها مع الأدوية الأخرى. وبعد التأكد من الخطوات السابقة يطرح الدواء في السوق تحت المراقبة والمتابعة لأي آثار جانبية قد تظهر بعد فترة طويلة. ونصحت الراغبين في تخفيف الوزن بالتقليل من كميات السعرات الحرارية من خلال الإكثار من الخضراوات والفاكهة، والتغيير من العادات والسلوكيات الغذائية الخاطئة، وزيادة النشــاط الحركي، مشـدداً على ضرورة أن يتم تخفيف الوزن بإشراف طبي. ودعت لطيفة الجمهور إلى عدم الانسياق لما تروجه مواقع التواصل من منتجات التخسيس. وأضافت أن وزارة الصحة دائماً تحذر من منتجات تخفيف الوزن (التخسيس)، التي يتم إعلانها وبيعها من قِبل مجهولين، عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت. وأكدت الدكتورة نادية الموسوي أخصائية تغذية أن العقاقير الموجودة في مواد التخسيس، تعد شكلاً من أشكال الإدمان، لذا فإنه يمنع تداولها لخطورتها، إذ أن بعض التأثيرات الدوائية التي يمكن أن تحدث من استعمال أدوية التخسيس هي الهلوسة إذ يرى المريض أشياء غير موجودة، إضافة إلى اضطراب الهرمونات وسرعة دقات القلب وتأثيرات دماغية وقلبية. وأوضحت الموسوي بأن آثار استخدام أي دواء قد لا تظهر على كل فرد بالنسبة نفسها التي تظهر على الآخر، إلا أن الخطورة تظل موجودة عند استخدامه على الجميع إدماناً وهلوسة. وأضافت أن السبب الذي يجعل البعض يستخدمه للتخسيس وهو فقدان الشهية للطعام أحد الأعراض الجانبية لهذا العقار، لذا يلجأ البعض له، متجاهلين المشاكل والأخطار الناجمة عنه، لافتاً إلى وجود شريحة كبيرة لا تعي الأضرار والآثار الجانبية له. وقالت الموسوي، إن مشكلة استخدام أدوية عشبية تحتوي على مواد كيميائية غير مذكورة على عبوة المنتج، وهذه المواد غير معلوم مدى جودتها وصلاحيتها للاستخدام، إضافة إلى عدم معرفة مدى ملاءمتها لجسم مستخدمها. إلغاء تسجيل مستحضر يحتوي على «سيبوترامين» «الصحة» تحذر من تناول قهوة وشاي التخسيس دأبت وزارة الصحة على التحذير من القهوة والشاي اللذين تروج لهما مواقع إلكترونية وقنوات تلفزيونية نظراً لاحتوائهما على مادة «سيبوترامين»، مطالبة الجمهور بعدم تناول مثل هذه المنتجات دون استشارة طبية، لما لها من تأثيرات سلبية مرضى الشريان التاجي وضغط الدم غير المنضبط، والأشخاص الذين سبقت إصابتهم بأمراض قلبية مختلفة. وأوضح الدكتور أمين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص أنه لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار استخدام منتجات عشبية وغذائية لعلاج السمنة، ومنها قهوة التخسيس، حيث بادرت الوزارة بالتعميم على مديري المناطق الطبية ومديري المستشفيات الحكومية والخاصة ومديري الصيدليات الخاصة، الذي يوصي بعدم استخدام «بوتانيكال سلمنج» لاحتوائه على مواد كيميائية غير مدونة على الملصق الخارجي. وأكد أن هذا المنتج غير مسجل لدى إدارة التسجيل والرقابة الدوائية في الوزارة، لافتاً إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية أصدرت تحذيراً بعدم استخدام هذا المنتج والمستخدم لتخفيف الوزن، وذلك بسبب احتوائه على مادة «سيبوترامين»، التي قد تسبب زيادة في ضغط الدم، وزيادة في معدل نبضات القلب لبعض المرضى، إضافة إلى أن هذا المنتج يمكن أن يسبب خطراً كبيراً على المرضى المصابين بأمراض القلب أو بعدم انتظام ضربات القلب أو السكتة الدماغية. وأوضح أن مختبرات الرقابة الدوائية المختصة في الوزارة، قامت بفحص عينات من قهوة التخسيس، وكذلك كبسولات «ميزيتانج بوتانيكال سلمنج»، التي تستخدم من قبل عدد كبير من الأشخاص لتقليل الوزن. وناشد الأميري الجميع، ضرورة أخذ الحيطة والحذر، وعدم الانصياع للإعلانات المضللة، وتحري الدقة عند تناول مثل هذه المنتجات، كونها غير مسجلة في وزارة الصحة. وأشار إلى أنه تم اكتشاف وجود مادة «سيبوترامين»، في إحدى العينات و«سيبوترامين وفينولفيثالين»، في عينة أخرى من القهوة أما كبسولات «ميزيتانج بوتانيكال سلمنج»، فقد تبين احتواءها على مادة «سيبوترامين». وأوضح الأميري أن الدراسات الطبية تؤكد أن هناك العديد من المحاذير عند استخدام مادة «سيبوترامين»، حيث يجب عدم استخدامه في حالات مرضية كثيرة مثل مرضى الشريان التاجي ومرضى ضغط الدم غير المتحكم به والأشخاص الذين سبق إصابتهم بانسداد في شرايين الأطراف أو نوبات ذبحة صدرية أو زيادة أو اضطراب في ضربات القلب وكذلك أثناء الحمل وفترة والرضاعة. والمعروف طبياً أن هذه المادة تستخدم بحذر في حالات الاكتئاب النفسي وبعض حالات الجلوكوما وارتفاع ضغط الدم، ومع الأفراد الأكثر عرضة للنزيف أو تحت العلاج بأدوية منع تخثر الدم. وتقول المصادر الطبية، إن هذه المادة يمكن أن تؤدي إلى تداخل مع بعض الأدوية الأخرى التي قد تؤخذ معها في الوقت نفسه، بحيث يجب عدم استخدامها مع أدوية مضادات الاكتئاب وبعض مضادات الصداع النصفي مثل «سوماتربتان»، أو بعض المسكنات مثل «ترامادول» أو «فينتانيل». وهناك أدوية مثل «كيتوكونازول إريثرومايسن»، أو «كلاريثرومايسين»، يؤدي استخدامها مع «سيبوترامين» إلى زيادة كمية «سيبوترامين» في الدم، وبالتالي تؤدي إلى زيادة سمية الآثار الجانبية له. قائمة المستحضرات المغشوشة أصدرت منظمة الأدوية الأوروبية تقريراً مؤخراً يفيد بأن مخاطر «بوتانيكال سلمنج» أكثر من منافعه، وقد تم إلغاء تسجيل المستحضر الذي يحتوي على مادة «سيبوترامين» بدولة الإمارات العربية المتحدة. أما مادة «فينولفيثالين»، فهي مادة تستخدم كمادة ملينة، وقد أوقف استخدامها من قبل لاعتبارها مادة مسرطنة. وضمت قائمة المستحضرات المغشوشة بمادة «السيبوترامين» مستحضر «بوتينشيال سليمنج» مجهول المصدر، كبسولات «دريم بودي سليمنج» لشركة «بيجيج هوادا»، «فروت بلانت لوزينج فات» مجهولة المصدر، مستحضر «جاديرا» مجهول المصدر، قهوة «كيوجر 18 سليمنج» مجهولة المصدر، مستحضر «ليشاو لشركة يونان بيان»، قهوة «لوز وايت» مجهولة المصدر، «شاي ماجيك سليم» مجهول المصدر، كبسولات «ماجيك سليم وايت» مجهولة المصدر، كبسولات «بي 57 هوديا» لشركة هوكينج، كبسولات «فينترابوم سليمنج» مجهولة المصدر، «شين يوان فانج» مجهولة المصدر، كبسولات «سيلندر سليم 11» مجهولة المصدر، مستحضر «تينجدا» مجهول المصدر، كبسولات «سليم فروت سليمنج» لشركة بروداميند، كبسولات «سليم فروت دابل بوار» لشركة بروداميند، كبسولات «سليمينيا وايت لوز» مجهولة المصدر، كبسولات «إس شيب سليم» مجهولة المصدر. كما شملت القائمة المستحضرات المغشوشة بالمادتين الـ«سيبوترامين» والـ«فينولفثالين» المسرطنة كل من: مستحضر «تيانران زوناشي» لشركة ها شينج، مستحضر «بيادوسو» لشركة شينج رن، مستحضر «سليم إيزي هيربس»، شاي باي يو جو سليم مجهول المصدر، كبسولات ميوزي باي يانج مجهولة. وأضاف الأميري «على الرغم من مأمونية وسلامة المنتجات العشبية، إلا أنها تكون مصدر خطر أحياناً، وذلك عندما يتم غشها بمواد كيميائية أو دوائية وهذا ما نراه في هذه الأيام، حيث لوحظ أن الأسواق تزخر بمنتجات عشبية يدعى أنها آمنة وتعطي نتائج مذهلة لتخسيس الوزن، ولكن بعد تحليلها يتبين أنها تحتوي على مواد كيميائية أو دوائية غير معلومة التركيز، مما يؤدي إلى مخاطر على صحة المستخدم إن لم يكن على المدى القريب فبالتأكيد على المدى البعيد». وطالبت وزارة الصحة بسحب العديد من المنتجات المستخدمة لهذا الغرض، والتي تبين غشها من خلال التحليل الذي تم إجراؤه من جهات صحية عالمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية والصحة الكندية وغيرهما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©