الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المبتعثون في رمضان.. حنين إلى صوت الأذان وتجمع العائلة

المبتعثون في رمضان.. حنين إلى صوت الأذان وتجمع العائلة
17 يونيو 2017 11:41
هناء الحمادي (أبوظبي) تتميز ليالي شهر رمضان المبارك بالروحانية والطمأنينة، والأجواء العائلية الحميمة، وصوت المآذن تصدح بصلاة التراويح والقيام، في مشهد إيماني مرتبط بهذا الشهر الفضيل، فالشهر يلم شتات الأنفس، ويزيل كربها بصلاة ودعاء وختم للقرآن، وإفطار صائم، حيث يمنح شهر رمضان المبارك الفرصة للمبتعثين من أجل الدراسة والبعيدين عن الدار والأهل والوطن، للتجمع والتواصل بما ينسيهم مرارة الغربة وقسوتها على النفس، وإن كان لا يحاكي أجواء ونكهة الشهر الفضيل في الوطن وبين الأهل والأحباب، فإنه على الأقل يذكرهم بها ويضفي على حياتهم في كنف الغربة دفئا من نوع خاص، لهذا نجد الطلبة المغتربين يتآلفون في هذا الشهر أكثر من غيره من شهور السنة. الأجواء الرمضانية في الغربة، تُعتبر مُميزة، لأنها تجمع الطلاب المغتربين والأصدقاء على مائدة واحدة، ويمكن اعتبار شهر رمضان فُرصة تمنح الطلاب الشعور بإحساس وكأنهم في البلاد أو في البيت.. حيث يقول الطالب راشد بن غليطة الغفلي، الذي يدرس في جامعة ويلز البريطانية «رغم طقوس رمضان الإيمانية والشعور المفعم بالطمأنينة واستقرار الروح بقربها من خالقها، إلا أن قضاء الشهر بعيداً عن تراب الوطن واجتماع الأسر وصوت المآذن يجعل منه جزءاً ناقصاً لا يمكن أن يعوّض بأي شكل من الأشكال». ويضيف «للسنة الرابعة على التوالي يمر علي رمضان خارج الدولة، وأنا أحاول قدر المستطاع خلق أجوائه التي نشأنا عليها منذ الصغر باجتماعنا بالأصدقاء والزملاء من المسلمين على موائد الإفطار، حيث تستمر الدعوات من منزل إلى آخر، ومشاركة أيضاً العمالة المسلمة من الآسيويين وغيرهم بوجبات الإفطار الدائمة ليعم الخير والجزاء، لافتاً إلى أن سفارة الدولة العائلة الحاضنة لكل الإماراتيين في الخارج. فترة امتحانات عمر إبراهيم آل علي طالب هندسة ميكانيكية في السنة الرابعة من جامعة في بوسطن يرى أن هناك فرقاً كبيراً بين قضاء شهر رمضان في الوطن وفي الخارج، خصوصاً أن الطالب المغترب يعتمد على نفسه في الطبخ وتنظيم الوقت والدراسة، مبيناً أنه يقضي يومه في رمضان من خلال الدراسة في الجامعة، ومن ثم تجهيز الإفطار مع الطلبة، حيث يتشارك الجميع مع بعضهم البعض، خاصة أنه قليلاً ما يتم الطبخ باقي أيام السنة. ويقول: يتزامن هذا العام حلول رمضان مع مواعيد الامتحانات النهائية، لذا فالأمر صعب جداً، في ظل الحاجة للطاقة والتركيز خلال فترة الامتحانات بشكل عام، فكيف لو تزامن رمضان والامتحانات سوية؟! لكن نحاول قدر الإمكان التوفيق بين الأمرين. وعن اشتياقهم للأهل يؤكد «أننا نشتاق للأهل والأجواء الرمضانية في البلاد، ودائماً نحاول في طرق مختلفة أن نتجاوز شعور البُعد عن البيت والعائلة، وقوة الاشتياق لهذه الأجواء. شعور الغربة وجود الطلبة مع بعضهم البعض في أجواء روحانية في الشهر الفضيل وقضاء ساعات الصيام بين الدراسة والامتحانات كثيراً ما تخفف من وطأة الغربة لدى الكثير من الطلبة المغتربين.. لكن محمد آل علي في السنة الثالثة تخصص هندسة كيميائية في إحدى جامعات بوسطن يقول «الأجواء الرمضانية في بوسطن تختلف اختلافاً كبيراً عن الوطن، ورغم طول ساعات الصيام وموعد الامتحانات، فإن ذلك يتطلب منا مضاعفة الجهد والتركيز أكثر على التحصيل الدراسي للحصول على أعلى الدرجات والنجاح بتفوق، مبيناً أن وجود الأصدقاء الإماراتيين من تخصصات مختلفة والتعاون الذي يجمعهم على إعداد وجبات الإفطار والتجهيز للسحور يخفف من شعورهم بالغربة، واصفا اليوم الأول والثاني من شهر رمضان له بعيداً عن الأهل والوطن بالتجربة الصعبة. الدراسة والصيام ولخص عبدالله خوري في السنة الرابعة تخصص تسويق ومالية من جامعة «suffolk university» في بوسطن صعوبات الصيام في الخارج في طول فترة الصيام: رمضان مختلف تماماً في الغربة ومن الصعب أن نقارنه بالأجواء الروحانية في الوطن، وما يزيد صعوبته طول ساعات الصيام وهذه الصعوبة ليست بسبب الشعور بالجوع والعطش، وإنما لأنك تعيش في مجتمع غير مسلم فلا تشعر بروحانية الشهر، كما هو الحال في أرض الوطن، كما تؤثر طول فترة الصيام على قوة التركيز في البحث والدراسة. وعن أكثر الأشياء التي يفتقدها خوري في الغربة في أيام الشهر الفضيل أضاف: أفتقد الأجواء الخاصة مع العائلة والأهل في رمضان، وزيارات الأقارب والأصدقاء، واجتماع الأهل وقت الإفطار، كما افتقد سماع صوتِ الأذان وخاصة أذان المغرب في رمضان، وصلاة التراويح وجوها الروحاني المميز في الإمارات. مشاعر وأحاسيس ولا يقل شوق وحنين عيسى الحمادي تخصص هندسة كيميائية في السنة الثالثة الذي يدرس في جامعة «Northeastern» في بوسطن عن الجو الروحاني والرمضاني عند الأهل وفي الوطن، فرغم محاولاته الحثيثة على التمتع بأجواء رمضانية مشابهة لتلك التي يحياها في الوطن، من حيث العبادات والطاعات إلا أنه لا تعوضه عن الأجواء في البيت. ويقول «إن رمضان خارج الوطن له مشاعر وأحاسيس أخرى ومعان كثيرة، وإن رمضان فرصة لهم كمبتعثين كي نظهر عظمة ديننا في سن فريضة الصيام، فلله الحمد نجد أنفسنا فخورين ونحن نخبر غير المسلمين عن سبب صيامنا، فنرى في أعينهم نظرة الاحترام والتقدير». ويتابع: هذه سنتي الثالثة في صيام رمضان خارج الوطن بعيداً عن كنف العائلة، لكن رغم وجودنا في بلد الغربة، تبقى لأيام رمضان ولياليه نكهة خاصة تميزه عن باقي شهور السنة، فكما اعتدنا أن نعيش لحظات ترقب جميلة ليلة الإعلان عن ثبوت رؤية هلال الشهر الفضيل بين الأهل والأصحاب في الوطن الغالي، هنا في بوسطن ترافقنا المشاعر ذاتها كل عام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©