الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن وخطر بيونج يانج النووي

واشنطن وخطر بيونج يانج النووي
28 أغسطس 2008 00:52
أعلنت كوريا الشمالية يوم الثلاثاء الماضي توقفها عن تعطيل مفاعلها النووي الرئيسي، إلى جانب التهديد بإعادة بناء المرافق التي كانت قد استخدمتها سابقاً في صنع ترسانتها النووية، ما لم تحذف واشنطن اسمها من قائمة الدول الإرهابية؛ وعلى امتداد أشهر عديدة، انخرط الخبراء الأميركيون والمهندسون الكوريون الشماليون في تعطيل المرافق الرئيسية التابعة لمفاعل ''يونج بايون'' الواقع شمالي العاصمة الكورية، وهي الخطوة التي وضعت حداً للمصدر الرئيسي الوحيد المعروف الذي تستمد منه ''بيونج يانج'' مادة البلوتونيوم الانشطارية؛ وفيما لو أقدمت كوريا الشمالية على تنفيذ ما هددت به، في تحد منها لأميركا وحلفائها الرئيسيين الرامين إلى نزع أسلحة ''بيونج يانج''، فسوف تهدر بذلك أكبر إنجاز لسياسات إدارة بوش الخارجية· وعلى رغم أن كوريا الشمالية قد عرفت بإطلاقها لمثل هذه التهديدات في إطار تكتيكات لعبتها التفاوضية مع واشنطن، إلا أن تهديد الثلاثاء الماضي، يقضي على آخر أمل للإدارة في تحقيق طفرة في نزع أسلحة ''بيونج'' النووية قبل نهاية الولاية الحالية ومغادرة بوش للبيت الأبيض بحلول يناير من العام المقبل؛ وقد وصفت وزارة الخارجية الأميركية تلك التهديدات بأنها تمثل خطوة للوراء في طريق المفاوضات بين واشنطن و''بيونج يانج''؛ وقال ''روبرت'' وود الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية للصحفيين إن هذا الإعلان من جانب كوريا الشمالية يعد انتهاكاً واضحاً لالتزام مسؤوليها بالإطار التفاوضي للسداسية الدولية؛ أما زميله ''توني فراتو'' ؟الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض- فذكر أن كوريا الشمالية أبلغت واشنطن بوقف أعمالها مؤقتاً في المصنع المعني وغيره من المنشآت النووية، بينما من جانبنا فقد أخطرنا ''بيونج يانج'' باتخاذنا لما يلزم من إجراءات لحذف اسمها من القائمة، ما أن تفي بالتزاماتها المتعلقة بالتحقق من أنشطتها النووية السابقة· أما ''بيونج يانج'' فقد واصلت اتهامها لواشنطن بعدم الوفاء بالتزاماتها ووعودها بحذف كوريا الشمالية من قائمة الإرهاب، في حين واصلت واشنطن إصرارها على الحصول على موافقة ''بيونج يانج'' على صيغة شاملة للتحقق مما إذا كانت قد أخفت بعض المعلومات عن أنشطتها النووية السابقة في تقريرها الذي رفعته مؤخراً، قبل حذف اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب؛ يذكر أن وكالة الأنباء الحكومية الكورية الشمالية، كانت قد نقلت عن مسؤول رفيع المستوى تصريحه: ''لقد قررنا التعليق الفوري لأنشطة تعطيل منشآتنا النووية؛ ويعد هذا الإجراء سارياً اعتباراً من 14 أغسطـــس الجــاري، وقـــد أخطرت كافــة أطراف التفاوض معنا بشأن هذه المنشآت بالقرار''· وكان العمل قد بدأ في مفاعل ''يونج بايون'' بهدف تعطيله منذ العام الماضي، إلى جانب تعطيل مصنع يمد المفاعل بما يحتاجه من طاقة، وكذلك تعطيل معمل مختص باستخلاص البلوتونيوم من قضبان الطاقة النافدة؛ يجدر بالذكر أن ''بيونج يانج'' كانت قد هدمت برج تبريد المفاعل المشار إليه في يونيو من العام الحالي؛ ويقدّر بعض الخبراء أن استئناف العمل في المنشآت النووية التي تم تعطيلها، سوف يستغرق عاماً كاملاً على أقل تقدير· وعلى أية حال، فإن مجرد تعطيل هذه المنشآت والمرافق النووية ليس كافياً لتحقيق الهدف النهائي الذي ترمي إليه واشنطن، ألا وهو تفكيك البنية التحتية النووية لكوريا الشمالية؛ ولضمان تحقيق هذا الهدف، تبدي واشنطن حرصاً على التوصل مع ''بيونج يانج'' إلى صيغة شاملة تسمح بخضوع جميع المواقع والمنشآت التي تشك واشنطن في أن لها علاقة بالنشاط النووي لإجراءات التفتيش، حتى تطمئن لعدم وجود أي أصول نووية سرية لا تزال تخفيها عنها كوريا الشمالية؛ إلا أن المسؤولين الكوريين الشماليين أبدوا تذمراً واضحاً من هذا المطلب· وصرح ناطق رسمي باسم ''بيونج'' قائلاً: ''تكون واشنطن قد ارتكبت خطأً فادحاً فيما لو اعتقدت أنه سوف تفتح لها أبواب البلاد لتمارس فيها اجراءات التفتيش المنزلي كما يحلو لها وبالطريقة التي تقررها، على غرار ما تفعله في العراق؛ ومضى المسؤول إلى القول: كوريا الشمالية لا تزال في حالة حرب مع الولايات المتحدة الأميركية من الناحية النظرية، طالما أن الحرب الكورية التي دارت خلال الأعوام 1950-1953 لم تنته إلى أكثر من مجرد إبرام صفقة لوقف إطلاق النار بين الجانبين؛ ووصف الناطق الرسمي نفسه، مطالبة كوريا الشمالية من جانب الولايات المتحدة بالتخلي التام عن أسلحتها وبرامجها النووية، بينما لم يسمح لها بإجراء تفتيش نووي مماثل في كوريا الجنوبية، للتأكد من خلو الأخيرة من أي أسلحة نووية أميركية مخبأة هناك، إنما هي مطالبة أقل ما يمكن أن توصف به أنها شبيهة بمطالب العصابات وقطاع الطرق· يجدر بالذكر أن ''بيونج يانج'' ظلت تطالب واشنطن لعدة سنوات، برفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأن تعطيل منشآتها النووية قد بني على وعد من واشنطن بتحقيق وعدها لكوريا الشمالية برفع اسمها، إلا أنها وضعت شروطاً إضافية بعد أن عطلت ''بيونج يانج'' منشآتها النووية؛· والمشكلة كما يرى المحللون والمراقبون أنه لم يبق على عمر إدارة ''بوش'' الحالية سوى بضعة أشهر فحسب، يتعذر خلالها التوصل إلى اتفاق على تفكيك كامل لمنشآت ''بيونج يانج'' النووية وبرامجها، ما يعني أن حل الأزمة النووية هناك لم يعد إنجازاً يمكن أن تحققه الإدارة في ما تبقى لها من شهور معدودة· شو سانج هون-سؤول ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©