8 نوفمبر 2009 00:27
يستعد رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري لإعلان ولادة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة خلال اليومين المقبلين بعد التوصل الى اتفاق مع المعارضة على صيغة تشكيلها.وأبلغ النائب عقاب صقر الذي يعتبر من المقربين للحريري محطة تلفزيون الجديد ان “الحكومة بحكم المؤلفة وما يجري الآن هو وضع اللمسات الاخيرة وتأليفها لن يتجاوز آخر الاسبوع”.
وتبلغ الحريري ظهر امس من المعارضة موافقتها على الصيغة الحكومية التي تم التوصل إليها خلال المفاوضات حول تشكيل حكومة جديدة. وذكر بيان صادر عن مكتب الحريري الاعلامي ان رئيس الحكومة المكلف اطلع من الوزير جبران باسيل، القيادي في التيار الوطني الحر الذي يرأسه النائب ميشال عون، احد اقطاب الاقلية، “على نتائج اجتماع قيادات المعارضة ليل امس الاول، واعلانهم الموافقة على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية”. وقال هاني حمود، مستشار الحريري ان الاجتماع بين الحريري وباسيل “كان إيجابيا جدا،ونتوقع الاعلان عن تشكيل الحكومة قريبا”.
وكان “حزب الله” أبرز أركان الاقلية، أصدر بعيد منتصف ليل الجمعة السبت بيانا اعلن فيه ان المعارضة قررت “السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقا للقواعد التي اتفق عليها في حصيلة المفاوضات التي جرت”. وجاء هذا الاعلان إثر اجتماع ضم أبرز اقطاب قوى 8 مارس الممثلة بالاقلية في المجلس النيابي وبينهم عون والامين العام لحزب الله حسن نصرالله. وقال النائب الان عون من التيار الوطني الحران باسيل أبلغ الحريري بالموافقة على توزيع الحقائب، الا ان “التشاور حول اختيار اسماء الوزراء الذين سيمثلون الاقلية في الحقائب العائدة إليها مستمر”.
واوضح ان “الموضوع أصبح تقنيا”، مشيرا الى ان “هناك اتفاقا سابقا على مبدأ ان تسمي كل كتلة وزراءها”. وذكر الان عون ان ابلاغ الحريري “بالأسماء بات قريبا”، من دون ان يحدد الموعد. الا ان مصدرا في التيار الوطني الحر رفض الكشف عن اسمه ذكر ان القرار النهائي حول الاسماء وتبليغها للحريري قد يتم في مهلة اقصاها الاثنين المقبل. وقال النائب عقاب صقر الصيغة التي تم الاتفاق عليها تضم أعضاء التيار الوطني الحر خمسة وزراء بينهم وزير دولة، ووزيران لحزب الله وثلاثة وزراء لحركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري.
ووافق الحريري على توزير جبران باسيل الذي سقط في الانتخابات النيابية الاخيرة في يونيو، علما انه كان متمسكا في المرحلة الاولى من تكليفه “بعدم توزير الراسبين” في الانتخابات. كما وافق على إعطاء حقيبة الاتصالات مجددا للتيار الوطني الحر، وهي الحقيبة التي يشغلها باسيل حاليا،رغم ان اوساط الاكثرية كانت أعلنت مرارا ان هذه الحقيبة “حساسة من الناحية الامنية” ولن تعطى للأقلية. ووصف صقر هذه التنازلات بأنها “تنازلات ضرورية من اجل التسوية ولا تمس الجوهر ولا المضمون”، معتبرا ان المهم بالنسبة الى الاكثرية “الانتهاء من تشكيل الحكومة”. وقال صقر ان سبب تسريع المفاوضات والقيام بهذه التنازلات يعود الى وجود “أخطار كبيرة تحدق بلبنان تحدث عنها حتى الموفدون الدوليون”. وعدد هذه الاخطار بثلاثة “الخطر الاسرائيلي، اذ ان اسرائيل قد تتذرع بالفراغ الحكومي للقول ان لا حكومة في لبنان بل هناك حزب الله فقط وبالتالي التخطيط لعمل ما ضد لبنان”. اما “الخطر الثاني، فهو خطر الارهاب الداخلي”، مشيرا الى ان “مجموعات فلسطينية في المخيمات بدأت تتحرك”,، فيما “عزز مناخ اللادولة حصول أحداث أمنية متفرقة هنا وهناك”.
وأكدت مصادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان لـ”الاتحاد” أنه لا مراسيم لتشكيل الحكومة حتى الآن، ورجحت ولادتها مساء اليوم الاحد او صباح الاثنين.وعزت المصادر نفسها التأخير الى المشاورات الجارية داخل كل كتلة برلمانية بشأن اختيار اسماء الوزراء بعد حصولها على اسماء الحقائب التي أسندت إليها.
ورداً على سؤال لـ”الاتحاد” عن الزيارة المتوقعة للرئيس المكلف الى القصر الجمهوري أجابت المصادر: “ان الزيارة حتى ولو تمت اليوم (امس) فهي ستكون لإطلاع الرئيس سليمان على حصيلة المشاورات فقط وما آلت إليه من نتائج. وقالت: “ان لا شيء محسوما حتى الآن”.ونفت مصادر رئيس البرلمان نبيه بري بدورها لـ”الاتحاد” بروز عقبات أمام التوافق الذي حصل على تشكيل الحكومة، وقالت: “ان الامور متوقفة عند تفاهم الرئيس المكلف مع حلفائه من مسيحيي 14 مارس. وكان الرئيس سليمان قد اطلع من وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال طارق متري امس على نتائج المشاورات الخاصة بتأليف الحكومة
المصدر: بيروت
عدد اليوم
