الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سنودن» ونظام «سورم»

24 ابريل 2014 00:05
والتر بينكاس محلل سياسي أميركي السؤال الذي كان ينبغي أن يطرحه «سنودن» على «بوتين» يوم الخميس الماضي هو: هل تود أن تصف كيف تعمل الإصدارات الثلاثة من نظام «سورم» للمراقبة، وماذا يحدث للبيانات التي تجمعها من الهواتف والبريد الإلكتروني والوسائط الإلكترونية الأخرى؟ ولابد أن الموظف السابق في وكالة الأمن الوطني الذي سرب في مايو الماضي عشرات الآلاف من مستندات الوكالة فائقة السرية التي تصف مئات من برامج اعتراض الاتصالات الإلكترونية الأميركية، يعرف ما هو «نظام التدابير الاستقصائية الفعّالة» (سورم) وهو نظام مراقبة إلكتروني روسي تستخدمه موسكو منذ عقود وتجري عليه عمليات تحديث متواصلة. وكان بوتين -الذي قال: «ليس لدينا نظاما يقوم بعمليات اعتراض جماعي للرسائل والمكالمات ولا يمكن أن يوجد بموجب قوانينا - بعيداً كل البعد عن الصدق في إجاباته، ولكنني سأتناول هذا الأمر في مقام آخر». وعلى رغم أن التفاصيل بشأن النظام الروسي تكاد لا تحظى بأية شهرة في خضم الأخبار المتواترة عن أنشطة وكالة الأمن الوطني، إن لها وصفاً تفصيلياً على موقع المحرك البحثي «جوجل» وعشرات المواقع الأخرى المفتوحة. وكثير من المعلومات التي نشرت مؤخراً عن النظام الروسي كانت نتاج تحقيقات استقصائية أجراها رئيس تحرير موقع «آجينتورا دوت آر يو» أندريه سولداتوف ونائبته «إيرينا بوروجان». وفي حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، طور جهاز الأمن في الاتحاد السوفييتي «كي. جي. بي» نظام اعتراض أتوماتيكياً للاتصالات في أنحاء الدولة من أجل تسجيل كافة الاتصالات التي تجريها الأجهزة الحكومية. وعندما انهار الاتحاد السوفييتي، اعتمدت وزارة الاتصالات في الحكومة الروسية نظاماً يتطلب من شركات الاتصالات المخصخصة حديثاً السماح لجهاز «إف إس بي» الذي حلّ محل «كيه جي بي»، بمواصلة المراقبة في ظل البرنامج الذي أشير إليه بـ «سورم -1». ويطلب من جهاز «إف. إس. بي» من شركات الاتصالات تركيب جهاز يمنح أجهزة الأمن قدرة مستمرة على الاستماع إلى المكالمات أو تسجيلها من دون علم الشركة. ويعمل الجهاز على إعادة تحويل المكالمات إلى جهاز تحكم تابع لـ«إف إس بي»، وهو ما يمنح الوكالة اطلاعاً كاملاً على كافة الاتصالات، ويتم ربط جميع المقرات الإقليمية لـ«إف. إس. بي» بواسطة سلك بكافة مشغلي الهواتف ومزودي خدمات الإنترنت في مناطقها. ومن أجل مراقبة محادثات هاتفية خاصة أو اتصالات عبر شبكة الإنترنت، يتعهد عميل «إف إس بي» بأنه لن يكشف عن أية محادثات إلا لرؤسائه. وفي عام 1998، تم تشغيل برنامج «سورم 2»، الذي مكّن جهاز «إف إس بي» من مراقبة شبكة الإنترنت إلى جانب جميع الهواتف التقليدية والمتحركة. ويتعين على مزودي خدمات الإنترنت في روسيا تركيب جهاز خاص في خوادمهم تمكن أجهزة الأمن من تسجيل أية اتصالات تريدها مباشرة، من دون معرفة مزود الخدمة أو مستخدميها. وفي يناير عام 2000، بعد فترة قصيرة من تولي فلاديمير بوتين مهام الرئاسة، أظهر معرفته بنظام «سورم» عبر تعديل قانون يمنح الحق لأجهزة أمنية أخرى باستخدامه، من بينها وزارة الداخلية، وجهاز الحماية الفيدرالي، وجهاز الاستخبارات الخارجية، والجمارك والضرائب، ووكالة مكافحة المخدرات الفيدرالية. ومؤخراً، أدخلت روسيا نظام «سورم -3» إلى الخدمة، ولا يواصل النظام فحسب تقديم كافة البيانات بشأن المشتركين في خدمات مثل شبكات التواصل الاجتماعي ومعاملات البطاقات الائتمانية، ولكن أيضاً تشير التقارير إلى أنه يتمتع بقدرات تخزينية تصل إلى ثلاثة أعوام. وفي أكتوبر الماضي، قبيل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، تم تحديث نظام «سورم» مرة أخرى، بإضافة آلية تفتيش دقيق لحزم الرسائل تُمكّن من تحديد المرسل والمستقبل لحزم معلومات إلكترونية خاصة، إلى جانب القدرة على تصفية المعلومات الواردة ضمن هذه الحزم. ولدى الحكومة الأميركية اطلاع على نظام «سورم»، ففي تقرير مؤرخ في 22 مايو الماضي، أصدر مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الأميركية تحذيراً للمسافرين إلى دورة الألعاب الأولمبية بشأن ضرورة الحذر من نظام «سورم»، الذي يسمح بمراقبة وتسجيل وتحليل كافة البيانات التي تمر عبر شبكات الاتصالات الروسية. ونصح مسؤولو الأمن القومي في وزارة الخارجية المسافرين إلى روسيا بضرورة عدم فحص أجهزتهم الإلكترونية الشخصية أو الخاصة بالعمل بلغتهم في المطار، وعدم توصيلها بخوادم محلية في المقاهي، أو الفنادق، أو المطارات، أو المناطق المحلية الأخرى، علاوة على ضرورة تغيير كلمات المرور قبل وبعد الرحلة. وحذروا أيضاً من شراء التكنولوجيا المتوافرة للبيع في روسيا، إذ يمكن تعقبها جغرافياً وتحديد أماكنها وتفعيل ميكروفون للتنصت على الهواتف. يُنشر بترتيب خاص مع «خدمة واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©