مقاهي دبي شاغرة رغم احتدام منافسات المونديال

حالة استنفار شهدتها مقاهي دبي منذ بدء مباريات كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا في الوقت الراهن. البعض أنفق ببذخ على الدعاية لمقهاه، وضاعف فترات العمل، والآخر زاد من المواد التموينية حتى يستطيع ملاحقة طلبات مئات الزبائن التي لا تنتهي على غرار المواسم السابقة، لكن غالبية أصحاب المقاهي أصابتهم خيبة أمل على ما يبدو، إذ فوجئوا بضعف الإقبال على مشاهدة المباريات، وتبددت أحلامهم في جني أرباح مضاعفة هذه المرة. «أبو عميرة» أحد أصحاب المقاهي، اشترك في «باقات» الجزيرة الرياضية واشترى بطاقتين لفك شيفرة المباريات، وأعد مقهاه تماما لهذا الحدث الكروي المهم، إلا أنه فوجئ بأن عدد زبائنه كما هو لم يزد، فقط بضع عشرات يتابعون المباريات ويتسامرون كما هو الحال في الأيام العادية. يقول: «للأسف منافسات المونديال جاءت في وقت غير مناسب بالنسبة لنا هذا العام، إذ واكبت امتحانات طلبة المدارس والجامعات وبدء إجازات الصيف التي تفضل الغالبية قضاءها خارج البلاد، ما أثر على نسبة مشاهدة المباريات في المقهى»، يضيف: « في المواسم السابقة كان المقهى يمتلئ عن آخره، حتى أننا لم نكن نستطيع تلبية كل طلبات زبائننا من كثرتها، ومكاسبنا هي الأخرى كانت كبيرة ومن ثم ننتظر هذا الحدث كل موسم على عكس هذه المرة». مقهى آخر أنفق على الدعاية الخاصة بإذاعة المباريات ببذخ وبشكل مبهر لجذب جمهور الساحرة المستديرة، الواجهة الأمامية للمقهى تتزين بأعلام الدول المشاركة في المونديال وكلها أوروبية وأجنبية، باستثناء العلم الجزائري الذي يتوسطها، ليس هذا وحسب، فقد قسم ماهر خضير مقهاه من الداخل بعناية إلى أركان مختلفة، ونصب خمسة أجهزة تلفزيون ذات شاشات عريضة، وزينه من الداخل بعناية، لكنه أصيب هو الآخر بصدمة عدم الإقبال على مشاهدة المباريات، يشرح: «بالطبع لم أكن أتوقع ذلك، فزبائني أنفسهم هم الذين يشاهدون المباريات ولم يزد عددهم، وربما يكون عدم اشتراك دول عربية في المونديال باستثناء الجزائر السبب في عدم الاهتمام بهذا الحدث بالشكل الكافي، رغم ذلك جمهور المقهى منقسم، فالبعض يشجع البرازيل وآخرون متحمسون للأرجنتين، خصوصاً اللاعب ميسي الذي يسحرهم بلمساته، ويدخلون بسبب ذلك من حين إلى آخر في جدل وتحليل للمباريات لا ينتهي». كل المقاهي بلا استثناء استعدت لهذا الموسم الكروي، سواء الخمس نجوم أو العادية، مقهى ثالث متواضع به شاشة تلفزيون واحدة، لكنه أعلن الطوارئ أيضا للمونديال، يقف سامح رمضان المسؤول عن تقديم الطلبات للزبائن في ركن من المقهى ينظر إلى ثمانية أشخاص يجلسون يتابعون مباراة الجزائر وسلوفينيا وترتسم على وجهه ضحكة ساخرة، يقول: «إنها المرة الأولى التي يجلس فيها هذا العدد المحدود لمشاهدة مباريات بمثل أهمية المونديال، ولأننا ندرك قيمة هذا الحدث الكروي العالمي، قمنا في المقهى بالاستعداد الجيد له ورفعنا درجة الاستعداد واشترينا أدوات إضافية (شيش، أكواب، كراسي) وزدنا فترات العمل واشترينا مواد تموينية أكثر من المعتاد، هذا ما نفعله كل موسم كروي، إذ دائما ما يكون المقهى مكتظا بالزبائن وطلباتهم أيضا، لكن الوضع مختلف هذا العام ولا أدري ما السبب».