الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن يطالب سوريا الالتزام بوقف النار غداً

مجلس الأمن يطالب سوريا الالتزام بوقف النار غداً
11 ابريل 2012
دعا مجلس الأمن سوريا إلى الالتزام بمهلة وقف إطلاق النار، التي تمسك بها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان والتي تنتهي غدا الخميس لوقف العنف من جميع الأطراف بما يشمل الحكومة والمعارضة من دون شروط مسبقة، وسارعت الولايات المتحدة وأوروبا إلى التنديد بعدم تنفيذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد التزاماته بسحب الجيش والتهديد بخطوات لم تحددها. وفي تصريح قرأته السفيرة الاميركية سوزان رايس، أعلن مجلس الأمن تأييده لطلب عنان من السلطات السورية وقف المعارك قبل 12 أبريل في الساعة السادسة صباحا، بتوقيت دمشق. وقالت رايس إن أعضاء مجلس الأمن الدولي عبروا عن قلقهم العميق من مستوى التزام الحكومة السورية بوقف إطلاق النار حتى الآن. وأضافت أن أعضاء المجلس الخمسة عشر قد يواجهون قريبا “لحظة حقيقة” عندما يتعين عليه اتخاذ قرار بشأن زيادة الضغط على حكومة الرئيس بشار الأسد الذي لم يظهر أي دلالة على الالتزام بمهلة أمس النهائية لسحب القوات من البلدات والمدن ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة. وقال عنان خلال تفقده مخيما للاجئين السوريين جنوب تركيا “انه من السابق لأوانه القول إن خطة السلام فشلت”، مطالبا النظام السوري الذي لم يصدر أي إشارة سلام بتبديل نهجه جذريا عبر إبداء علامات واضحة على تغير الوضع العسكري خلال الساعات الـ48 المقبلة، لا سيما بعد رصد مؤشرات على انسحاب الجيش من بعض المناطق لكن مع تمركزه في مناطق أخرى، ودعا المعارضة للوفاء بالتزاماتها تجاه السلام بحلول 12 أبريل. وفي رسالة الى مجلس الامن امس ان سوريا لم ترسل “إشارة السلام” التي ينص عليها الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الرئيس السوري بشار الأسد لوقف العنف في سوريا. وقال عنان في رسالته ان القوات السورية النظامية “واصلت شن العمليات العسكرية” ضد أهداف مدنية في الأيام التي سبقت مهلة 10 أبريل التي كان يجب ان يتم سحب القوات والأسلحة الثقيلة من المدن السورية بحلولها. وأضاف ان القوات السورية انسحبت من بعض المدن قبل المهلة، ولكن أصبح لها أهداف جديدة. وقال ان “الايام التي سبقت العاشر من ابريل كانت تمثل فرصة للحكومة السورية لترسل رسالة سياسية قوية للسلام، وفي الأيام الخمسة الماضية أصبح واضحا ان مثل هذه الإشارة لم تصدر”. وأكد ان على الاسد “تغيير نهجه بشكل جذري” لتحقيق وقف اطلاق النار خلال الساعات الـ48 المقبلة. وأضاف عنان أنه ينبغي للمعارضة أيضا وقف القتال من أجل “عدم إعطاء الحكومة ذريعة لعدم تنفيذ التزاماتها”. وكان عنان قد قال ان الجيش السوري ينسحب من بعض المناطق في سوريا، ولكنه يدخل مناطق أخرى. وقال في مؤتمر صحفي عقب زيارته مخيما للاجئين السوريين ان “الجيش السوري ينسحب من بعض المناطق، ولكنه يدخل مناطق اخرى لم تكن مستهدفة في السابق”. وأعلن عنان أيضا ان العنف في سوريا يجب ان يتوقف “من دون شروط مسبقة”. وأضاف “اطلب مجددا من الحكومة السورية والجهات السورية الأخرى وقف العنف وفقا لخطة السلام وأعتقد انه يجب ألا يكون هناك شروط مسبقة لوقف العنف”. وأضاف عنان أنه ما زال من المبكر إعلان فشل خطته للسلام ووقف إطلاق النار المنصوص عليه. وقال “هناك تصعيد في سوريا من ناحية الأنشطة العسكرية”. وأكد عنان على ضرورة مواصلة المساعي الرامية إلى وقف العنف. وقد وصل عنان في وقت لاحق الى طهران لاجراء مشاورات مع المسؤولين الايرانيين بشأن الوضع في سوريا. وفي واشنطن أكد البيت الابيض امس ان مجلس الأمن الدولي سيتصرف حيال سوريا إذا استخلص عنان ان نظام دمشق لم يحترم تعهداته بوقف إطلاق النار. وصرح المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني للصحفيين “نأمل ان يجري مجلس الامن الدولي تقييما للوضع في سوريا اذا استخلص عنان ان نظام الاسد لم يحترم تعهداته”. وشدد كارني على ان الولايات المتحدة تنتظر تقييم عنان للوضع في سوريا الذي يفترض اطلاع الأمم المتحدة عليه، مكررا ان واشنطن ليس لديها “اي مؤشر” على تراجع العنف. وأضاف كارني إنه لم ير أي دليل حتى الآن على انسحاب الجيش السوري من المراكز السكنية وإن أميركا ستعمل مع شركاء دوليين بشأن “الخطوات المقبلة” ضد دمشق اذا لم تنفذ التزاماتها بموجب خطة وقف إطلاق النار التي توسطت بها الأمم المتحدة. وقال “شاهدنا أدلة كثيرة على مزيد من الوحشية والقمع ضد المدنيين الأبرياء”. وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه لم تصدر عن سوريا اي مؤشرات على نيتها تنفيذ التزامها بتطبيق خطة وقف العنف، متهما النظام السوري بتصعيد الهجمات ضد المعارضة. وقال هيج “لا توجد اي مؤشرات حتى الان على ان نظام الأسد لديه اية نية للالتزام بأي اتفاق يتعهد به”. وقال ان النظام السوري استغل مهلة العاشر من ابريل “كغطاء لشن عميات عسكرية مكثفة لسحق المعارضة السورية”. وأضاف في بيان ان النظام “اخضع مجتمعات باكملها ودون رحمة الى حملة غير انسانية من القصف والطرد القسري والاعدامات”. وتابع ان النظام حاول كذلك “ربط اتفاق وقف اطلاق النار بشروط غير مقبولة طرحها في اللحظات الاخيرة كمبرر لمواصلة العنف”. واضاف ان “النظام انتهك سيادة تركيا ولبنان واطلق النار عبر الحدود السورية على اشخاص يسعون بيأس الى العثور على ملجأ من هجوم النظام”. واضاف انه اذا فشلت خطة وقف العنف في سوريا، فان بريطانيا مستعدة لمحاولة تامين إصدار قرار جديد من مجلس الامن الدولي. وقال ان “الرئيس الاسد والمقربين منه يجب ان لا يشكوا أبدا في انهم سيحاسبون على أفعالهم”. وأضاف “ان على جميع من لهم نفوذ على القيادة السورية بمن فيهم روسيا، واجب دعم جهود وقف العنف وعزل النظام المحتوم والذي يشكل خطرا على الشعب السوري”. من جانبها قالت فرنسا امس ان سوريا لم تبدأ تنفيذ الخطة، معتبرة تصريحات نظام دمشق بأنها “تعبير جديد عن كذب فاضح وغير مقبول”. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “لم نر بداية التزام سوري لتطبيق خطة عنان”. وأضاف ان تصريحات دمشق “تدل على شعور بالإفلات من العقاب يجب ان تتحرك الأسرة الدولية حياله”، موضحا ان “هذا ما سيكون موضوع تحرك فرنسا في اجتماع مجموعة الثماني في واشنطن وفي مجلس الامن الدولي”. وقال فاليرو انه لم يتم تنفيذ “أي من عناصر” الخطة مستشهدا بمصادر سورية وصور التقطتها الأقمار الصناعية. وقال “هذا ما يقوله ممثلو النظام، وهذا هو الواقع”. وأضاف “مئة شخص يموتون يوميا في المتوسط وهذا الأمر متواصل. اليوم ما زالت قوات الأمن السورية تطلق النار على مناطق سكنية وتستخدم الأسلحة الثقيلة والعربات المدرعة وطائرات الهليكوبتر. هذا هو الواقع”. وأشار فاليرو ايضا إلى الأعيرة النارية التي أطلقت على لاجئين سوريين في تركيا وقال ان دمشق ليست فقط “تذبح شعبها بل تنتهك أيضا سيادة جيرانها”. بدوره دعا رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الى وقف إطلاق النار فورا في سوريا خلال زيارة الى الجامعة العربية في القاهرة. وقال مونتي عقب اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي “من الضروري تطبيق قرار وقف اطلاق النار الان”. وأضاف ان “الوضع في سوريا مصدر قلق كبير لإيطاليا وكل دول العالم”، مضيفا “اننا نؤيد مهة عنان ونؤيد قرارات الجامعة العربية” بهذا الشأن. إلى ذلك قال سفراء الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة أمس ان سوريا لم تلتزم بتطبيق الخطة وانه يجب التفكير بتطبيق إجراءات دولية. وقال السفير الألماني في الأمم المتحدة بيتر ويتيج ان الرئيس السوري بشار الاسد “لم يلتزم بخطة عنان، بل انه كثف العنف وانتهاكات حقوق الانسان” مع تواصل القصف الدموي الذي تشنه القوات السورية على المدن التي تشهد احتجاجات. وقال ان الاسد يمارس “العابا تكتيكية” مع المجتمع الدولي.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©