الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان بن طحنون يفتتح «100 قطعة تحكي تاريخ العالم» في السعديات

سلطان بن طحنون يفتتح «100 قطعة تحكي تاريخ العالم» في السعديات
24 ابريل 2014 02:14
جهاد هديب (أبوظبي) - افتتح معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مساء أمس الأول في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات معرض “100 قطعة فنية تحكي تاريخ العالم”، الذي تقيمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع المتحف البريطاني ويستمر حتى مطلع أغسطس المقبل. وحضر الافتتاح معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي وزكي نسيبة المستشار الثقافي في وزارة شئون الرئاسة، ومبارك المهيري مدير عام “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة” نائب رئيس “المجلس الوطني للسياحة والآثار” العضو المنتدب لـ”شركة التطوير والاستثمار السياحي”، وجاسم الدرمكي نائب مدير عام وعضو مجلس إدارة الهيئة، وسلامة الشامسي مديرة مشروع متحف زايد الوطني، بالإضافة إلى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب في الدولة. ويأتي المعرض ضمن سلسلة من المعارض التي من شأنها أن تمهد لافتتاح متحف زايد الوطني في المنطقة الثقافية في السعديات خلال العام 2016، حيث تتوجه هذه المعارض، والفكرة الأساسية التي يقوم عليها المتحف إلى محبي الفنون كلها وجمهورها من الإماراتيين والمقيمين على أرض الدولة، إلى جوار إبراز تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، ومكانتها الثقافية، في سياق التاريخ الحضاري والإنساني العالمي. يضم المعرض مائة قطعة فنية آثارية من موجودات المتحف البريطاني الرسمي، وتم اختيارها بناء على أنها تقدم “تاريخ ثقافات العالم”، والإسهامات التي قدمتها منطقة الشرق الأوسط، وفي القلب منها الإمارات، لتطوير الحضارات العالمية، والتعريف بالفكرة الأساسية التي يقوم عليها متحف زايد الوطني. وكان الافتتاح مسبوقا بندوة حوارية قدمها نيل ماكجريجور وحملت عنوان: “استكشاف الأعمال الفنية” مستعينا بتقنية البروجكتور، والتي يمكن وصفها بأنها افتتاح تمهيدي للمعرض قدم من خلالها ماكجريجور العديد من القطع الفنية والأفكار المرتبطة بها ومدى إسهام هذه الأفكار في التعبير الثقافي عن الأقوام والشعوب التي أنتجتها وكذلك إسهامها في التقريب بين الثقافات والشعوب في العالم القديم، ودورها في تطور التجربة البشرية. وانطلاقا من فكرة أن التجمعات البشرية قد تفرقت منذ قديم الزمان على سطح الكرة الأرضية، فإن ذلك قد عزز لدى البشر عموما الرغبة في التنقل والاحتكاك بالآخر ولو بذريعة البحث عن الكلأ والماء، فحدث هذا الاحتكاك عبر الحرب مثلما عبر المقايضات التجارية ما أسهم في تطوير التجربة البشرية ككل، ليتركز الحديث حول أن كل فنية في المعرض تخبرنا بقصة ما أو حكاية تروي مسيرة التجربة البشرية منذ البدايات. والبدايات كانت مع عدد من الأدوات الحجرية التي تعود إلى قرابة المليوني عام والتي عثر عليها في أفريقيا، فرأى ماكجريجور أن هذه الأدوات تمثل اكتشافا كبيرا كان من شأنه أن يسهم في تغيير حياة البشر بالفعل، إذ استخدمت هذه الأدوات في الصيد تحديدا، وكذلك كسر عظام الحيوانات والوصول إلى البروتينات التي غذّت البشر وأعانتهم على الاستمرار والبقاء. ثم عرض قطعا حجرية أخرى أكثر تطورا ما يعني أنها باتت أكثر تعقيدا مع تعدد أغراض استخدامها في الحياة اليومية للبشر، حيث لاحظ أن ثمة ميلاً لدى البشر إلى صناعة الأشياء بحيث تكون جميلة على الرغم من عدم استقرارهم في مكان واحد وعلى الرغم من دأبهم على التوسع ولو على حساب الآخرين. وأشار إلى أن “الموت” و”الضرائب”، أي النظام المالي، هما حقيقتان أساسيتان في تاريخ البشرية، مستعرضا العديد من الأفكار والحكايا التي تخبرنا بها المومياء المصرية وتابوتها المليء برموز وإشارات تمنح الناظر إلى هذه القطعة الفنية، مشيرا إلى أن هذه المومياء مع تابوتها اشتراها المتحف نهاية القرن التاسع عشر من تاجر قطع فنية، على أن المومياء تعود لعازفة موسيقى كانت تعمل في أحد المعابد في المدينة التي عاشت فيها، ومع تطور التصوير المقطعي جرى اكتشاف أن هذه المومياء تعود لرجل وليس لامرأة. وكذلك تحدث ماكجريجور عن قطعة فنية تعود لأربعة آلاف وخمسمائة عام عثر عليها في مدينة أور ويعتقد بأنها لعبة تشبه لعبة الشطرنج إنما كانت صناعتها في ما يعرف اليوم بأفغانستان، ليعود بعد ذلك إلى عدد من القطع الفنية التي هي توابيت لموتى من مناطق مختلفة من العالم، حيث ثمة تابوت يأخذ شكل سمكة من إفريقيا وكذلك تابوت روماني عثر عليه في إنجلترا ويحكي قصة النبي يونس فلاحظ أن هذه الحكاية تتكرر بأشكال مختلفة في ثقافات عديدة. ولدى انتقاله إلى الحديث عن الضرائب أو النظام المالي، لاحظ أنه، للغرابة، لم يطور المجتمع المصري القديم نظاما لتداول العملة على الرغم من كبر حجم ذلك المجتمع وعمق الثقافة التي كانت سائدة فيه. وهنا عرض ماكجريجور عملة قديمة تظهر عليها صورة ملك “ليديا” الاغريقية في غرب تركيا الراهنة التي طورت نظاما للعملة المصنوعة من الذهب والفضة تم من خلالها تحديد أثمان أوزان الأشياء التي كانت في متداول الناس، الأمر الذي تعمم على العديد من الدول الأخرى والممالك في العالم القديم عبر الحروب والصراع على الذهب والفضة وعلى الطرق التجارية، ليستعرض في هذا الإطار عملة من الهند وأخرى إسلامية تعود إلى فترة الخليفة عبدالملك بن مروان الذي أوقف التعامل بالعملة الرومانية، وقام بصك عملة جديدة سواها، أبرزت في البداية صورته هو ليتم بعد ذلك الاكتفاء بالكتابة على العملة دون صورة. وكان لافتا حديثه عن انتقالات العملة الإسلامية في مناطق عديدة من العالم من بينها بعض بلدان أميركا اللاتينية وسواها من العالم الجديد والقديم. وختم ندوته بالقول: “بدأنا بأفريقيا ومن سعي البشر إلى تحسين شروط حياتهم ليصل التقدم بنا اليوم إلى المهندسة الإماراتية ريم المرزوقي التي اخترعت سيارة يمكن قيادتها بالأرجل بهدف مساعدة نوع من البشر من ذوي الاحتياجات الخاصة على التغلب على الصعوبات التي يواجهونها عبر بدائل تقنية.. وهذه صناعة حلم، وانفتاح على أفق جديد”. يقع “متحف زايد الوطني” وسط المنطقة الثقافية في السعديات ويحتفي بتأسيس دولة الإمارات وتحولها إلى دولة حديثة على يد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويروي قصة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وتوحيده الإمارات تحت لواء واحد بجانب تاريخ المنطقة وروابطها الثقافية مع جميع أنحاء العالم. تتناول أبرز القصص التي يسردها المتحف القيم الراسخة التي تمسك بها الشيخ زايد إلى جانب إيمانه العميق بضرورة الاهتمام بمجالات التعليم والحفاظ على العادات والتقاليد والاستدامة البيئية والتراث والثقافة.. وذلك انطلاقا من حسه الإنساني العالي وإيمانه العميق. ويعتبر “متحف زايد الوطني” وجهة لمواطني الدولة والمقيمين على أرضها وسيكون مركزا للتعليم والنقاش ومقرا لتنظيم سلسلة من المعارض وعروض الأداء والأنشطة وورش العمل المتنوعة والتواصل مع الجمهور في جميع أنحاء العالم عبر شبكة الإنترنت واستخدام أحدث التقنيات المتطورة.. وينتظر أن يكون هذا المتحف الاستثنائي إضافة هامة للمشهد الثقافي المحلي والإقليمي والعالمي وواحدا من أكثر المؤسسات الثقافية تميزا في العالم التي تطبق أعلى معايير الجودة في العرض والتقييم الفني إضافة إلى البرامج الخاصة بالمعارض والفعاليات. (أبوظبي-وام)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©