الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتحي أبو النصر: أن أكتب فقط

فتحي أبو النصر: أن أكتب فقط
27 أغسطس 2008 23:33
فتحي أبو النصر شاعر يمني له حضور متميز في الساحة الشعرية خلال العقد الأخير حيث أصدر مجموعتين شعريتين وله نشاط صحافي ملحوظ· هنا يجيب فتحي على سؤال عن عاداته الكتابة لديه فيقول: أفهم الكتابة على أنها الطقس الذي لا يحتاج إلى تنسيق طقساني مسبق، وأقصد أنها الطقس التلقائي الذي يحوي كل الطقوس غير المزعومة من اجل ممارسة الكتابة كفعل أهم بالنسبة لي، إذ في العادة لا أنتظر مناخ الطقسنة ـ عمداً ـ حتى يهيئني للكتابة هو، بل إنني أنا من أهيئه ـ على غفلة ـ لأجل ذلك· وفيما هناك دافع غامض للكتابة ـ أسميه المتحكم بعلاقتي معها ـ فإنني أدركه كثيراً، وكثيراً لا أدركه، إلا أنه الدافع الوحيد الذي يجعلني في سلام معي، مواجهاً لأضدادي، في حين أثق بإشاراته المنبثقة من حاجتي الماسة لأن تتوحش رقتي أو العكس، وذلك بحسب حالتي النفسية حينها واحتياجها الرؤيوي الملتبس· ويتابع أبو النصر: إن اللحظة الكتابية ـ بصفتها لحظة لقائي الذي لا يُفسر بسهولة مع ذاتي والآخرين في آن واحد ـ تبقى لحظة تواصلي الدائم مع الأقاصي البعيدة، وهي لحظة احتدام جوانية تفوق الخيال، كما أنها تطفح بمواجهتي الظامئة لي وللعالم متدفقاً بالكتابة، بمعنى أنها اللحظة التي تمثل الوعي الصافي والمتوتر بالذات وبالآخر، لتتمثل فيها شهوة ندمي وانتظاري، أنا الذي لا أندم ولا أنتظر· علاوة على ما سبق، دائماً في طمأنينتي وأنا أكتب أكون في خالص اللهاث· والكتابة، بشكل عام، هي طقس الانهيار الممتع، وهي قيدي التحرري، وليس من طقس يهمني غيرها سوى أن أكون بأنفاس هدوء شرس· بيد أنها وهي تتطلب أن أكون متجذراً في ''فتحي'' مثلاً، فإنها تتطلب أن أكون منزوعاً عنه كذلك، والخلاصة أن لكل حالة نفسية طقسها الكتابي الذي لا يتكرر مرتين مهما كان التشابه، فأنا في وعيي أستطيع أن أكتب كما أنا في لاوعيي أيضاً، وهكذا: وأنا تحت الضوء، كما أنا في منطقة الظل، يكون طقسي الخصوصي جداً، هو أن أكتب فقط!
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©