الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيلم يحمل اسمين من بطولة مخرج آخر

فيلم يحمل اسمين من بطولة مخرج آخر
27 أغسطس 2008 23:29
يعرف فيلم ''الإسلام يا سلام'' أو ''إسلامور'' اقبالا كبيراً من طرف الجمهور منذ أن نزل الى قاعات السينما بالمغرب، ويتميز الفيلم بأنه أول فيلم مغربي يحمل اسمين كما أنه من بطولة مخرج آخر غير مخرج العمل سعد الشرايبي، حيث استطاع المخرج حكيم النوري الذي يقف هذه المرة أمام الكاميرا بدل الوقوف خلفها أن يبرهن على علو كعبه في التمثيل فأدى دور البطل باقتدار غير متوقع· ما يميز الفيلم أيضا هو موضوعه الجديد نسبياص على السينما المغربية حيث تدور أحداثه حول أسرة عادت من أميركا للاستقرار بالمغرب بعد أحداث 11 سبتمبر، فرغم أن تيمة الازدواجية الثقافية سبق أن عولجت في السينما المغربية وسيطرت كثيراً على موضوعات ''سينما الهجرة'' التي تعالج التناقضات التي يعيشها المهاجر واصطدام ثقافته بثقافة محيطه الجديد، إلا أن فيلم ''الإسلام يا سلام'' يطرح هذه الازدواجية من منظور تأثر المهاجر بالحياة الأميركية، وهو الجديد الذي يحمله هذا الفيلم للسينما المغربية على اعتبار أن أغلب الأفلام المغربية خصصت موضوعاتها لهجرة المغاربة الى أوروبا وما يمكن أن تفرزه من مشاكل اجتماعية وصراعات نفسية· الزواج المختلط لم يسلم الفيلم من انتقادات حادة وجهت له حيث هاجم بعض النقاد تناوله السطحي والبسيط لقضايا معقدة مثل الزواج المختلط ونظرة الغرب إلى الثقافة العربية الإسلامية، والازدواجية الثقافية، وتمرد الأبناء، إلا أن المخرج سعد الشرايبي نفى تهمة السطحية وأكد أن النقاد اتهموه سابقا بتعقيد أعماله وأضاف ''البعض علق على اختياراتي السينمائية بالقول لماذا كل هذا التعقيد، لماذا مثلا في ''عطش'' العودة إلى زمن الخمسينات والاستعمار، لماذا الانخراط في نقاشات قضايا المرأة في ''نساء ونساء''، معتبراً أن اعجابه بسينما السبعينات أثر كثيراً في تحديد توجهاته الجمالية واختياراته في القول والفعل السينمائيين فأصبح همه الوحيد البحث عن سينما جادة لا توافق بالضرورة سينما الفرجة أو ما يسمى بالسينما التجارية أو سينما الجمهور العريض، مضيفا ''تربيت في أحضان سينما النقاش والصراع حول الأفكار، حينما كنا نشاهد الأفلام لم نكن بعدها نجلس للضحك والمرح بل نشرع مباشرة عقب انتهاء العرض في مناقشة شعاراته وقضاياه الفكرية والسياسية''· ولم يستبعد المخرج أن يكون سبب اتهامه بالسطحية ابتعاده عن تصوير كل موقف يحمل دلالة سياسية أو دينية خالصة ويقول ''منذ البداية اتفقنا على الابتعاد عن تصوير الشخوص الحاملة لرمزية معينة مثل بن لادن أو بوش أو غيرهما، واتفقنا كذلك على تفادي التعبير عن موقف ضد أو مع ما حدث· حاولنا رصد حكاية وتقديم قضية بطريقة اجتهدنا فيها لتلافي التعبير عن مواقفنا الشخصية''· اسمان لفيلم واحد استأثر عنوان الفيلم بآراء النقاد حيث انصبت ملاحظاتهم حول معنى التسميتين والتأويلات الممكنة لهما، وفي اشتراكهما الدلالي والمعنوي وتكرر السؤال في أكثر من مقال نقدي لماذا ''الإسلام يا سلام'' و''الإسلام مور''، وما هي وظيفة العنوان الانفعالية والتبليغية، ودور صياغته اللغوية المزدوجة بين العربية والفرنسية· وشرح المخرج هذه الازدواجية في عنوان الفيلم بين ''الإسلام يا سلام'' و''الإسلام مور'' بأن السيناريو كان مكتوباً باللغة الفرنسية وحمل منذ البداية اسم ''الإسلام مور'' وحين بحث عن ترجمة دقيقة للمصطلح اقترح عليه أحد الروائيين المغاربة ''الإسلام يا سلام'' كترجمة للمصطلح فأعجب بالصيغة اللغوية مع ما فيها من رنين موسيقي، وقرر الاحتفاظ بالاسمين· وتدور أحداث الفيلم حول واقع أسرة عاشت لمدة 25 سنة بأميركا وفجأة قرر الوالد العودة إلى بلده الأصلي والاستقرار بصفة نهائية في المغرب بعد أحداث 11 من سبتمبر، وبالفضاء الجديد والغريب على الأبناء سينشأ تصادم بين ثقافة الحداثة والغرب وثقافة العادات والتقاليد المحافظة التي ترفضها الزوجة الأميركية والأبناء· ويتخذ الوالد قراره بالقيام بهجرة معاكسة بعد أن شعر بانقطاع الصلة بينه وبين بلده وثقافته فعاد برفقة زوجته الأجنبية وطفليهما المراهقين بحثاً عن الروابط التي فقدها ومنهياً مرحلة قاسية من الشعور بالغربة بين أفراد عائلته وفي بلد أصبح غريباص عنه· ويفرض الأب عباس الذي أدى دوره المخرج حكيم نوري، على زوجته الأميركية بيتي التي أدت دورها آن ماسينا، والمراهقين يحيى (يونس الأزرق) وإيطو (يارا الغافري)، التقيد بتعاليم الدين، وتغيير سلوكهم ليناسب ثقافة بلدهم الأصلي· ويحتدم الصراع والنقاش حين يرغم عباس زوجته على تغيير هندامها واحترام تقاليد البلد، وأمام رفض الزوجة والأبناء تقيد حريتهم وسلوكهم، يختار عباس الإقامة في القرية حيث يعتبر أن الجذور الأكثر صفاء ونقاء ستساعد على تخفيف الصدام بين أفراد الأسرة· وفي القرية يدرك عباس أن بلده الأصلي لم يعد كما كان فقد أصبح غريباً عنه ولابد له من البحث في الكتب وفي الثقافة التقليدية عن أجوبة يعزز بها انتماءه القومي والديني ويحقق عبرها توازنا داخليا، وشرع يسأل عن رفاقه وعن ماضيه وعن حليمة التي أحبها قبل أن يسافر إلى الخارج للدراسة والعمل، لكن سؤاله عن حبيبته السابقة أثار استياء إبراهيم (الذي أدى دوره الممثل حسن الصقلي) المسؤول عن ضيعة العائلة فرفض الإجابة عن سؤال عباس وهو ما جعله يدرك أن إبراهيم يخفي عنه سرا· بداية الصراع ويواصل عباس بحثه في الأصول والجذور مقتنعاً أن استعادة الماضي هو السبيل الوحيد للتخلص من القلق الذي يتخبط فيه وإدراك هويته التي شوشها المقام في الغرب، بينما الابن يحيى والبنت إيطو يواجهان الاختلاف والتناقض بين ما يحملانه من قيم وبين مجتمعهم الجديد· وينغمس البطل أكثر في ذكرياته ويعود الى الاستماع للخطب الدينية والتقيد بتعاليم الشريعة الإسلامية، ويحارب سلوك أبنائه في القرية واصرارهم على السباحة والتمتع بجو الضيعة بحرية، فيزداد اشتعال الصراع بين الزوج المغربي والزوجة الغربية· وفي هذه الأثناء تلتحق بالأسرة وفاء أخت عباس وزوجها الفرنسي مارك الذي يعمل صحفيا، وتثير وفاء التي أدت دورها الممثلة سعاد حميدو قضية ملكية بيت القرية، فيظهر خلاف بين عباس وأخته على خلفية مطالبة الأخيرة بملكية البيت، وتزداد الخلافات باعلان مارك زوج وفاء عن رأيه ونظرته للعالم الشرقي في التحقيقات التي انجزها عن حلقات الذكر والمديح التي حضرها رفقة عباس· وفي خضم هذه الأحداث الساخنة يكتشف عباس أن ثمرة علاقته السابقة مع حبيبته حليمة هي الشابة كلثوم قريبة إبراهيم المسؤول عن الضيعة، وحين يخبر عائلته تقرر زوجته بيتي الرحيل، بينما يلوم الأبناء أباهم على الازدواجية والتناقض في مواقفه المعلنة وحياته الخاصة، فتزداد الهوة اتساعاً بين عباس وعائلته· كتب سيناريو فيلم ''الإسلام يا سلام'' فاطمة لوكيلي وسعد الشرايبي، ووضع له الموسيقى التصويرية الموسيقار المغربي يونس ميكري، وهو من بطولة حكيم النوري وآن ماسينا وسعاد حميدو وإيمان الرغاي وحسن الصقلي· ويعد مخرج الفيلم سعد الشرايبي واحدا من أشهر المخرجين في السينما المغربية، هجر الطب ليفجر طاقته الإبداعية في إخراج أفلام مهمة مثل ''نساء ونساء''، و''عطش''، و''جوهرة''·
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©