هناء الحمادي (أبوظبي)
تسافر الكثير من العائلات بعد عناء عام كامل من العمل، من أجل أخذ قسط من الراحة، ويحتاج هذا الأمر إلى تخطيط جيد وتخصيص ميزانية لتجنب الوقوع في بعض المواقف المحرجة، خصوصاً إذا كان السفر بصحبة أفراد الأسرة، الأمر الذي قد ينتج عنه زيادة في مصاريف الرحلة أو وجود طلبات قد تظهر فجأة.
ومن الضروري أن يهتم رب الأسرة بالتخطيط الجيد للسفر، وأن يخصص ميزانية لذلك، إلى جانب تخصيص مبلغ إضافي للحالات الطارئة التي قد لا تكون في الحُسبان.. لكن الملاحظ لدى الكثير من المسافرين أن التخطيط للسفر مغيب عن أذهان البعض، لهذا لا جديد في برامجهم السياحية، فكل ما يعملونه هو الذهاب إلى الأسواق أو الملاهي أو المطاعم، أو الإقامة في منتجع.
تحديد الميزانية
لا تنتظر إلهام حسين (موظفة، وأم لـ5 أبناء) قدوم الصيف لتخطط وتحجز تذاكر السفر، بل قبل حلول الصيف تستعد وتخطط للسفر من خلال اختيار الوجهة السياحية المناسبة للعائلة وتحديد الميزانية، ومن بعد ذلك بعد أن يتم الاتفاق بينها وبين أفراد أسرتها تحجز التذاكر التي تكون أسعارها مناسبة لها قبل قدوم فصل الصيف، خاصة أنها تقوم بحجز التذاكر بـ(8 أشهر) قبل نية السفر.
وتقول: «من ينوي السفر لابد أن يخطط قبل الرحلة بعدة شهور، حتى يكون مستعداً لوضع ميزانية مناسبة للسفر والهدايا والتمتع بأجواء الرحلة السياحية، خاصة أن الشراء من الأسواق وتناول الطعام في عدم أماكن ووسائل التنقل من الأمور التي تحتاج إلى المال الكثير،، مشيرة إلى أنها عاشت أياماً جميلة في كوريا، باعتبارها جميلة والأسعار فيها مناسبة لأفراد أسرتها، ولم تتطلب صرف مبالغ كبيرة، مما أدى ذلك إلى تقليل مصاريف الرحلة، وشددت على أهمية الحجز وشراء تذاكر السفر قبل موسم الصيف بفترة كافية، إلى جانب الاستفادة من العروض التي تقدمها بعض مكاتب السفر والسياحة بين وقتٍ وآخر.
خطة مسبقة
وترى أفراح علي (متزوجة) أنه ليس هناك ميزانية معينة لما سيتم صرفه في إجازة الصيف، ورغم اعتمادها وقراءتها عن التخطيط المناسب لميزانية السفر، فإن إغراءات المراكز التجارية وما تبيعه من البضائع المنوعة والجملية تغريها وتدفع بها إلى الشراء أكثر وأكثر، مؤكدة أن ذلك يتعدى أحياناً الميزانية المقررة لعملية الشراء. وتقول: «الميزانية التي تمَّ تخصيصها للرحلة كانت نحو 60 ألف درهم، إلاَّ أن ما حدث هو أن مصروفات الرحلة تجاوزت 120 ألفاً.
غلاء الأسعار
ولفتت عنود سيف الحوسني (27عاماً) إلى أن زوجها خصص ميزانية للرحلة تصل إلى 50 ألف درهم تقريباً شاملة تذاكر السفر والهدايا، وقد خطط للسفر منذ نحو 5 أشهر تجنباً لزيادة أسعار التذاكر في الصيف، مشيرة إلى أنَّ لديها شعوراً داخلياً يشير إلى أن التكلفة الحقيقية للرحلة ستتجاوز هذا المبلغ بكثير، في ظل غلاء الأسعار الذي تشهده معظم دول العالم، ومع ذلك فهي ترى أن زوجها سيجعل هذا الأمر في الحسبان وهو يُخطط لهذه الرحلة.
وأوضحت غاية الدرمكي (موظفة) أن والدها لا يهتم كثيراً بتخصيص ميزانية محددة للرحلة، لأنه يهدف إلى إدخال البهجة والسرور إلى نفوس أفراد أسرته، وقد أخبرها أن الميزانية التقديرية للرحلة لن تقل عن 100 ألف درهم.
وأضافت أن الاهتمام بتخصيص مبلغ مالي كميزانية للسفر أمر لا يهمها كثيراً، إذ أنها ترى أن الأهم من ذلك هو مدى المتعة والفائدة التي يحصل عليها الفرد وأفراد أسرته حين عودتهم من سفرهم، داعيةً الجميع إلى عدم تفويت الفرصة على أنفسهم وأفراد أسرهم والاستمتاع بالسفر ومشاهدة العالم من حولهم.
سفر ناجح
كم أنفقت في سفرتك ؟ لا يزال سؤالاً تقليدياً ومكرراً على كل قادم من الخارج، ويطرحه البعض كونه سيخوض التجربة ذاتها، فيما يطرح آخرون كيف يمكن أن نخطط لسفر ناجح في الصيف؟.
يذكر رضا مسلم، المدير الشريك في شركة تروث للاستشارات الاقتصادية، أهمية التخطيط السليم والمسبق لرحلات السفر، وتحديداً في عملية الحجز المبكر الذي قد يوفر 30% من قيمة التذاكر، كما أن التخطيط يساعد على تحديد الوجهة، وبالتالي تحديد المواقع والمعالم التي تزورها ووسيلة التنقل داخل تلك الدولة، أما التحديد المفاجئ فلا يترك فرصة للشخص للتفكير ولا يترك خيارات للمسافر، مشيراً إلى أن التخطيط معناة عملية إجرائية محترفة يكون الإنسان واعياً بكيفية تنظيم قضاء الإجازة بلا قروض أو ديون تثقل الكاهل بعد العودة من السفر.
ويضيف «يعتمد التخطيط المسبق للميزانية في المقام الأول على الدول التي ينوي المسافر السفر إليها، فمثلاً دول غرب أوروبا بالطبع تحتاج إلى الكثير من المال والتي تكون عملتها إما بالدولار أو اليورو، أما السفر إلى دول شرق آسيا فالوضع مختلف وأقل تكلفة نوعاً ما من حيث الإقامة والمراكز التجارية، ويتحكم ذلك في الوقت ذاته بعدد أفراد الأسرة والميزانية والإقامة والأماكن السياحية والتنقل من مكان لآخر، ومدة البقاء طبعاً.
وينصح مسلم من ينوي السفر بعدم اللجوء إلى الاقتراض والدخول في متاهة القروض التي لا تنتهى إلا مع زيادة كاهل رب الأسرة، من حيث قطع قسط شهرى من ميزانية الأسرة التي يختل توازنها بعد العودة من السفر، لافتاً «كل من ينوي السفر والتمتع بإجازة صيفية سعيدة عليه منذ بداية العام أن يوفر جزءاً من راتبة يدخره لحين السفر، وهذا يعد من أفضل أساليب التخطيط الناجحة لرحلة سياحية مع أفراد الأسرة.
الهدف الإيجابي
يرى إبراهيم الذهلي، ناشر ورئيس تحرير مجلة أسفار السياحية أن الكثير منا يفتقد «ثقافة التخطيط للسفر » باعتبار التخطيط عملية منظمة، تساهم بسرعة الإنجاز وتحقيق الهدف من السفر بشكل إيجابي.
ويضيف «ثقافة التخطيط في غاية الأهمية ليست فقط في السفر، إنما في حياتنا العملية والاجتماعية، لكن الملاحظ أن الكثير من العائلات في الصيف قبل السفر بأيام أو أسبوع تخطط للسفر، وهذه من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الكثير منا، فالتخطيط للسفر يعتمد على الجهة المقصود السفر لها، وكيف يمكن لنا أن نستمتع في سفرنا بتكلفة أقل؟ متى وكيف ومع من نسافر؟ أبرز الأشياء التي يجب على الإنسان أن يعد لها عند السفر؟
ويقول«التفكير الوقتي للسفر يترتب عليه الكثير من المشاكل، فالبعض لا يجد تذاكر الحجز على خطوط الطيران لكثر الحجوزات من المسافرين، كذلك تمتلأ الفنادق والشاليهات والشقق الفندقية بالحجوزات، كما أن الأسعار ترتفع بنسبة كبيرة جدا من حيث الإقامة والتذاكر والأماكن الترفيهية وأسعار المطاعم، ومن هنا أنصح الجميع أن يخطط لسفر ناجح قبل ذلك بفترة كافية، قبل السفر بـ 6 شهور، هذا لسفر مميز ومتعة حقيقية للاستمتاع بأجواء السفر. وبين أن تجربة السفر وجهه وهدفا، إن لم تخطط التخطيط المناسب يعتبر خسارة وقت وخسارة مال، لكن الإنسان الذي يخطط يصل إلى ما يريد بأقل ما يمكن، والاطلاع والاستفادة من تجارب الآخرين يساعدك على رسم صورة جيدة لطريقة التخطيط التي سوف تعتمدها، كما أن الاطلاع وزيارة الكثير من مواقع السفر على المواقع ستساعد، وتساهم في نجاح سفر جميل برفقة الأهل والأصدقاء.
السفر الناجح
التأكد من صلاحية بطاقات الائتمان البنكية أو الحصول على بطاقات جديدة.
أخذ التطعيمات الوقائية قبل السفر لبعض الدول المعروفة بانتشار الأمراض فيها.
اصطحاب صور لجواز السفر وصور شخصية للاحتياط. حجز الطيران وحجز الفنادق.
الحصول على تأمين طبي لأن بعض الدول تطلب وجود تأمين طبي للزائر.
عدد اليوم
