الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محطات وأرقام

11 ابريل 2013 23:25
كوريا الشمالية (أو جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية) دولة محكومة بنظام سلطوي تفردي منذ عقود، بما في ذلك الأنشطة الدينية (البوذية والكونفوشوسية وغيرهما) التي توجهها الدولة. ويقطنها 21.966 مليون نسمة (تقديرات يوليو2001)، وتقع في الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية بين بحر اليابان شرقا وحوض كوريا غربا، ولها من الشمال حدود طويلة مع الصين (1416كم)، وحدود متوسطة مع شقيقتها الكورية الجنوبية (238 كم)، وحدود قصيرة مع روسيا (19كم). فهي بذلك تقع بين ثلاث قوى، إحداها تحتضن وجودا عسكريا لأميركا مقابل الصين وروسيا. تاريخيا، احتُلت شبه الجزيرة الكورية من قبل اليابان ما بين عامي 1910 و1945، حيث تحررت وانقسمت إلى شمالية (عاصمتها بيونج يانج) وجنوبية (عاصمتها سيؤول). وفي الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية تدخل السوفييت، وأعادوا قائد حرب العصابات كيم إيل-سونج (كان في الاتحاد السوفييتي بين عامي 1941 و1945) زعيما للدولة الشيوعية الشمالية؛ وفي المقابل عملت الولايات المتحدة خفية لترشيح “رجل أميركا في الجنوب” سينجمان روهي. حاول القوميون الجنوبيون إعادة توحيد شبه الجزيرة، لكن روهي وشكوك الولايات المتحدة أفشلا المساعي، ثم حدد الفاصل رسميا بين الكوريتين عندما أعلنت جمهورية كوريا الجنوبية، وبدأ الجانبان البناء العسكري للمواجهة. ومع أن المناوشات التي راح ضحيتها الآلاف ظلت لخمس سنوات (45-1950)، يُلقى باللائمة فيها على الطرفين، فإن المشهور تاريخيا أن الحرب بدأت عام 1950 عندما غزا الشماليون أجزاء من الجنوب، ثم تدخلت واشنطن لدعم الجنوبيين تحت راية الأمم المتحدة. ولأنها دفعت القوات الشمالية إلى الحدود الصينية تدخل جيش المتطوعين الصينيين لوقف التقدم الأميركي. وبعد ثلاث سنوات قتل خلالها مليون كوري وصيني وأميركي، انتهت الحرب لتعود الكوريتان للتوقف عند الحدود التي كانت قبل الحرب. منذ عام 1953، ظلت الحدود الكورية قابلة للاشتعال في أي وقت في أجواء الحرب الباردة التي حولت الحرب إلى أشكال أخرى أبقتها متأزمة، مع استمرار الحرب الدعائية والدبلوماسية وعمليات التسليح المستمر والحرب الاقتصادية للتضييق دوليا على الشماليين. ولا تزال الحكومة الشمالية تنفق نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي (25-33% حسب التقديرات الأجنبية) على التسلح والجيش، والذي قُدر مجموعه من قبل الاستخبارات الأميركية بـ 3.7 الى 4.9 مليارات دولار في عام 1998. فيما ظل الجنوبيون يلقون دعما تسليحيا وحضورا عسكريا أميركيين. تتصف طبيعة الصراع بين الكوريتين بالدولية، فالانقسام كان بتدخل خارجي، والحرب اشتعلت بين قوى خارجية على أرضهما، والتسليح والدعم لكل منهما تدفق من طرف ثالث. وللحرب امتدادات خارجية تمثلت في أشهر عملين “إرهابيين”، تتهم فيهما بيونج يانج أولاً بالهجوم على وزراء سيؤول خلال زيارة لهم إلى ميانمار (بورما سابقا) عام 1983، وثانيًا بتفجير طائرة تابعة لكوريا الجنوبية عام 1987 التي قتل فيها 115 عاملا. هذا بالإضافة إلى الانقسام الواضح للجالية الكورية في اليابان بين الشماليين والجنوبيين، وأنشطة كنائس ومنظمات الكوريين الجنوبيين بين المهاجرين الشماليين في الصين. حتى بداية السبعينيات، سارت الدولتان في خطى اقتصادية متشابهة. وسياسيا ظل الحكم المركزي السلطوي سمة الكوريتين، بمزج مبادئ الكونفوشوسية وصور الحكم العسكري، بالإضافة إلى المبادئ الستالينية بالنسبة للشماليين. لكن الوضع بدأ يختلف عندما تبنت الجنوبية إستراتيجية الاقتصاد الصناعي المتوجه للتصدير للأسواق الآسيوية والغربية، أسوة باليابان. فتقدمت اقتصاديا، وهو ما جعلها إحدى أبرز الدول الصناعية الجديدة، فيما اتجهت الشمالية نحو العزلة وسياسة الاكتفاء الذاتي -مباعدة بينها وبين كتلتي الاقتصاد الشرقية والغربية- وهو ما دفعها تدريجيا للانحدار اقتصاديا. اقتصاديا، تحكم كوريا الشمالية بأحد أكثر أنظمة العالم الاقتصادية مركزية وانعزالية، والأنشطة الصناعية المدنية فيها وصلت إلى مرحلة من الانهيار، يصعب على الحكومة إحياؤها. ويواجه الشعب الكوري الشمالي بالإضافة إلى التضييق على حرياته نقصا شديدا في المواد الغذائية والطاقة والأسمدة. تملك كوريا الشمالية جيشا مؤلفا من نحو مليون رجل ويمثل خامس أكبر جيش في العالم، ويتركز نحو 70% منه في الجنوب قرب الحدود مع كوريا الجنوبية. ويملك الجيش نحو 11 ألف قطعة مدفعية متمركزة في نطاق يطول سيؤول .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©