الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جائزة الشيخ زايد للكتاب تحيي أولى أمسيات الثقافة العربية في جامعة أكسفورد

جائزة الشيخ زايد للكتاب تحيي أولى أمسيات الثقافة العربية في جامعة أكسفورد
7 نوفمبر 2009 02:17
عقدت أمس أولى محاضرات جائزة الشيخ زايد للكتاب في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة بالتعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط التابع للجامعة، بحضور سيف الشامسي، قنصل دولة الإمارات في المملكة المتحدة، وحاتم سيف النصر، السفير المصري في لندن، ومشاركة عدد كبير من الاساتذة والدارسين بالجامعة وممثلي مراكز الدراسات العربية بالإضافة إلى الكتاب والمثقفين والإعلاميين. وافتتحت المحاضرة بكلمة لراشد العريمي، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، رحّب فيها بضيوف الجائزة، مؤكّداً أهمية هذا التعاون بين الجائزة وجامعة أكسفورد والذي يأتي ضمن الخطة الشمولية للجائزة للنهوض بالثقافة العربية والوصول بالأدب العربي إلى مصاف العالمية. وأضاف العريمي «بهذا التعاون الفريد مع جامعة أكسفورد تكتسب الجائزة زخماً ودعماً غير مسبوقين من أحد أكبر صروح العلم. ونحن في الجائزة نأمل تضافر جهودنا مع ما تقدّمه جامعة أكسفورد ومركز الشرق الأوسط، لما من شأنه فتح قنوات جديدة للحوار الحضاري والتبادل الثقافي بين الشعوب». وأدار النقاش خلال الندوة يوجين روجان، مدير مركز الشرق الأوسط في أكسفورد، حيث بدأ بالترحيب بالجائزة وضيوفها، مثنياً على دور الجائزة في الحوار الحضاري العالمي. كما تم عرض فيلم قصير يعرف بالجائزة وأهدافها في مختلف فروعها ومن ثمّ تناوب كل من الدكتور عبدالله الغذامي عضو الهيئة الاستشارية للجائزة، والروائي جمال الغيطاني الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب لعام 2009، في طرح محاور النقاش بحوار أثرى الحدث وشدّ الحضور. الثقافة العربية وفي هذا الإطار، تحدث الغذامي عن موضوع الرمزيات الثقافية المختلفة بجمل أساسية منها «اقرأ» وهي أول كلمة نزلت في القرآن الكريم ثم بكلمة «كتاب» حيث وصف القرآن نفسه بأنه كتاب الله أو أنه «الكتاب». ثم استعرض الثقافة العربية تحت معنى «اقرأ الكتاب» بدءاً من حرص الرسول (صلى الله عليه وسلم) على تعلم المسلمين القراءة والكتابة مستشهداً بحادثة افتداء أسرى مقابل قيامهم بتعليم القراءة والكتابة لصبيان المسلمين، مشدداً على المنزلة المتميزة التي حظي بها كتّاب الوحي بين الصحابة ومن ثم النهضة الثقافية العربية في العصرين الأموي والعباسي والتي قامت على الترجمة من جهة وعلى تقدير المؤلفين والمبدعين حتى صار من تعلم وألف جزءاً من الطبقة العليا من المجتمع، من جهة ثانية. وتطرق الغذامي إلى مثالين أحدهما كتاب الأغاني للأصفهاني والثاني كتاب ألف ليلة وليلة مع التفريق بين الكتابين حيث إن أحدهما يمثل الطبقة الثقافية العليا والآخر ينظر إليها بدونيّة. واختتم حديثه بالإشارة إلى جائزة الشيخ زايد للكتاب بوصفها مشروعاً لتشجيع الكتابة والتأليف والإبداع الفكري وتحقيقاً للجملة الرمزية الأساسية «اقرأ الكتاب». دعم الأدب الجاد من ناحيته تحدث الغيطاني عن دعم جائزة الشيخ زايد للكتاب للأدب الجاد الذي لا يغازل الحواس والمشاعر ويرفض الظواهر السلبية في الحياة الثقافية كظاهرة «البيع الواسع» كعنصر لتقييم الأدب وهذا بحدّ ذاته انتصار للأدب العميق والمجدد والرائد في مجاله. وتطرق إلى بدايات رحلته في امتهان حرفة الكتابة واهتمامه بالعمارة الفرعونية والقبطية والإسلامية ثم شغفه بكل من أدب الرحلات والأدب الجغرافي العربي والأدب العالمي لنخبة الكتاب مثل تولستوي ودستويفسكي وتوماس مان ودانتي وآخرون ممن اعتبرت نتاجاتهم من روائع ما انتجت البشرية. وقال الغيطاني «منذ البداية كان همي تحقيق مبدأ بسيط نشأ معي، أن أكتب ما لم أقرأ مثله ففي رأيي أن كل مبدع لا يأتي بجديد إلى تراث الإنسانية كله وليس إلى تراث ثقافته فقط يكون ناسخاً وليس مبدعاً». وأضاف «كنت مهموماً بتحقيق خصوصيتي الإبداعية ليس من أجل الشكل فقط ولكن من أجل إيجاد مساحة تمكنني من التعبير عما أريد قوله»، لافتاً إلى محاولاته في استيعاب مصادر الأدب العربي القديم المهجورة ومحاولاته في إخضاع أساليب السرد الحديثة إلى التقاليد البلاغية القديمة مكتوبة وشفهية مما انبثق عنها روايته «الزيني بركات» ثم وقائع حارة الزعفراني ثم التجليات وصولاً إلى دفاتر التدوين التي فاز منها الكتاب السادس بجائزة الشيخ زايد للكتاب. وسرد الغيطاني قصة زياراته لدولة الإمارات العربية المتحدة ما لفت نظره فيها من تقدم في كافة مصادر الحياة والتي لم تتحقق بسبب الثروة النفطية بل بالحكمة التي أديرت بها هذه الثروة وقارن بها الدول المتقدمة التي اثرت سوء سياساتها في تبديد الثروة والتقدم. وأشار إلى أن الحكمة التي تتميز الإمارات تجسدت في شخص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي وجه الثروة إلى المستقبل عبر التقدم إلى العرب كلهم وكافة أطياف الإنسانية من خلال المشاريع الكبرى كجائزة الشيخ زايد للكتاب. نقاش وتبع الحوار فتح باب النقاش مع الحضور والذي شهد زخماً من الأسئلة وطرح العديد من المواضيع المهمة في الثقافة والأدب العربي، شملت الرواية النسوية العربية ودور الروائيات العربيات في الأدب، وظاهرة التصوف في الكتابة الأدبية، وتأثير أعمال الأديب الروسي دويستوفسكي في كتابات الغيطاني. وامتد النقاش إلى ما بعد الوقت المقرر للمحاضرة حيث رحّب الحضور بعقد محاضرات مماثلة لمتابعة القضايا المطروحة. وتعليقاً على المشاركة في المحاضرة، قال السفير المصري إن «المستوى الرفيع الذي تحافظ عليه الجائزة منذ تأسيسها والثقل الثقافي والأدبي لفائزيها ليبعث الفخر فينا كمصريين بعلاقتنا الوطيدة بالإمارات العربية المتحدة، ويزيدنا اعتزازاً بهذه الجائزة التي أضحت رمزاً ثقافياً واحتفاليّة بالتراث والأصالة». يشار إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي جائزة مستقلّة ومحايدة تؤمن بخلق محيط فكري للمنافسة الإبداعيّة التي تزيد من نهضة الكتاب العربيّ وتجسير علاقته بالقراء عبر الترشح بأعمالهم كل عام، مما يتيح الفرصة لتثمين إنجازاتهم والتشديد على قيمتها في تعزيز التنمية الحضاريّة للشعوب
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©