سكان الشارقة يشكون تلوثاً في مياه المنازل والبلدية ترده إلى عدم صيانة الخزانات

انتقد عدد من سكان مدينة الشارقة وجود تغير في لون مياه الصنابير الخاصة بمنازلهم وتحولها إلى اللونين الأحمر والأخضر الداكن، في وقت أكدت فيه بلدية الشارقة ممثلة بمديرها العام المهندس سلطان المعلا تنظيم حملات تفتيشية بالتعاون مع عناصر من هيئة مياه وكهرباء الشارقة، فضلاً عن مسح عشوائي من وقت لآخر. وأرجع المهندس سلطان المعلا تلك المشكلة إلى إهمال بعض ملاك المباني السكنية والمكاتب العقارية لتنظيف الخزانات أو لعدم تبديل أنابيب المياه التي يعلوها الصدأ. وفي هذا الإطار، طالب سكان من المدينة بضرورة التشديد على مسألة الصيانة ومحاسبة المقصرين لارتباطها الوثيق بالصحة العامة عبر قوانين صارمة وملزمة بشأن صيانة الخزانات بصفة دورية. وطمأن مدير عام بلدية الشارقة سكان المدينة، مؤكداً أن مصدر المياه لخزانات الإمارة “موحد”، وتأتي نظيفة ومعقمة، إلا أن إهمال البعض في مسألة الصيانة، وتعرض المياه للتلوث والغبار والأتربة، وعدم تنظيفها سنوياً، تؤدي إلى تغيير لون المياه إلى حمراء بسبب الصدأ أو إلى خضراء بفعل الطحالب. وأكد المهندس سلطان المعلا أن عناصر قسم الصحة والتفتيش يتحركون بصورة فورية حين تصلهم شكوى عبر الخط الساخن 993، حيث يقومون بالكشف على هذه الخزانات ويعمدون إلى توجيه أخطار لصاحب المبنى لإصلاح الخلل وإنهاء الأمر بصورة سلمية وسريعة وفي حال عدم الاستجابة فإنه يتم تغريمه، بحسب القوانين واللوائح المعمول بها. وأشار مدير عام بلدية الشارقة إلى أهمية تعاون مالكي البنايات السكنية مع البلدية والمحافظة على تنظيف خزانات المياه بشكل دوري والعمل على إغلاقها بإحكام، ودعا إلى ضرورة أن يكون خزان المياه مصمماً طبقاً للمواصفات الفنية بشرط أن يكون موقعه بعيداً عن جميع مصادر التلوث. وشدد على ضرورة الالتزام بقضية النظافة والصيانة بصورة دورية، إضافة إلى أن تكون الخزانات محكمة الإغلاق لمنع دخول الأتربة والملوثات الأخرى، وأن تكون أنابيب توصيل المياه من مادة غير قابلة للصدأ. وقال إن الإدارة تقوم بإجراء كشف دوري على الخزانات كل ستة أشهر على الأقل للتأكد من سلامتها إنشائياً وصحياً، وذلك بأخذ عينات من الخزانات وإخضاعها للتحاليل المخبرية لتحديد مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، ودعا الجمهور إلى عدم التردد عن التبليغ عن أي أعطال أو ملوثات في أي وقت على هاتف الطوارئ 993 الذي يمارس نشاطه على مدار الـ24 ساعة. إلى ذلك، شكت مقيمة في بناية بمنطقة الزهراء خلو عقد إيجارهم من قضية الصيانة، وأكدت أنهم يقومون بإجراء الصيانة على نفقتهم الخاصة، ولكن موضوع “الخزان” ليس مسألة فردية، بحسبها. فيما أكدت زينب جعفر “مقيمة” في حي اليرموك نزول مياه أقرب في لونها إلى الأحمر، وفيها شوائب في الفترة الأخيرة، وقالت إنها اتصلت للإبلاغ بنفسها عن هذه المشكلة. وعلى صعيد متصل، تحدثت شيماء محسن وتقطن في وحدة سكنية بمنطقة القاسمية عن نزول مياه غير نظيفة من صنابير المياه منذ عدة أيام، مشيرة إلى أنها تحدثت مع “أمن البناية” الذي أكد لها أن المشكلة ليست من البناية. وتناول علي غزال موظف في مكتب عقاري في مدينة الشارقة عملية الصيانة، قائلاً: “نشرف على عدة بنايات في مدينة الشارقة، ولدينا عقود مع شركات صيانة تشمل كافة إجراءات الصيانة خصوصاً الخزانات التي تتم صيانتها مرة سنوياً”. وفيما يخص شأن النظافة، تحدث المهندس عبد الله حسين بقوله: “الخزانات الموجودة في بنايات المناطق الصناعية عادة تكون أكثر عرضة للتلوث من الأحياء السكنية العادية، وهناك حزمة من الشروط الواجب الاعتماد عليها بشأن الخزانات، حيث يفترض أن يكون الخزان مصنوعاً من مادة غير قابلة للصدأ ومطلي من الداخل بمادة لا تؤثر على الماء”. ونوه بضرورة وجود أنبوب رفيع لولبي الشكل مزود بشبكة معدنية رقيقة، وذلك لمنع دخول الحشرات والأتربة. وأكد أن عدم إغلاق الخزان بطريقة محكمة يؤدي إلى دخول الكائنات الدقيقة والأتربة والبكتيريا إلى المياه، مشدداً على أهمية وجود فتحات مناسبة للتعبئة والتهوية، والعمل على توفير عوامة للتحكم في كمية مياه الخزان مع مراعاة سهولة إزالة الرواسب أثناء تصميم خزانات المياه من خلال أرضية ملساء وجدران سهلة التنظيف، والحفاظ على غطائه مغلقاً بإحكام وبشكل دائم.