الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لعبة الأيام» تنتهي بقفلة «ساحرة» من وردة

«لعبة الأيام» تنتهي بقفلة «ساحرة» من وردة
10 مايو 2018 02:19
القاهرة (الاتحاد) «تضحك لك الأيام، تهجر وتنساني، تغدر بك الأيام، ترجع لي من تاني، بتغيرك أيام، وتبدلك أيام، وبتجيني تلاقيني مع الماضي، مع الذكرى مع الأحلام» مقدمة واحدة من أجمل ما غنت المطربة وردة عام 1963 وكان قد مضى على تأسيس التلفزيون في مصر عامين، وتم تصوير أغنية «لعبة الأيام» في تجربة جديدة تلفزيونياً، وغنتها قبيل اعتزالها، وعودتها إلى الجزائر، وهي في أوج نجاحها، قبل أن تعود مرة ثانية عام 1972، وكتب كلماتها الشاعر علي مهدي ولحنها الموسيقار رياض السنباطي، الذي استطاع فيها أن يحشد قدرات وردة الصوتية، على مستوى التعبير والتطريب وتقنية الصوت. واللافت أنها جاءت في وقت كانت فيه أم كلثوم قد بدأت التعاون مع الملحنين الشابين بليغ حمدي ومحمد الموجي، وتراجعت قليلاً عن التعاون مع السنباطي. وقال الناقد والمؤرخ الموسيقي الدكتور سعدالله أغا القلعة، إن أهمية «لعبة الأيام» تكمن في أنها من العلامات الفارقة في تاريخ الغناء العربي، حيث تميزت بقفلة ساحرة ونادرة من وردة، في ختام كل مشهد فيها، وأن الأغنية جاءت على قالب المونولوج الرومانسي، وبالتالي كانت خروجاً من السنباطي عن الأسلوب الذي اعتمده في تلحين أغاني أم كلثوم، طوال فترة الخمسينيات، وهو الأسلوب الملائم لأغانٍ تقدم على المسرح أمام الجمهور، بقيودها وضراوتها، ليعود إلى الأغنية الإذاعية أو التلفزيونية هذه المرة، وغلف النص مشاعر الحسرة والاستنكار والشجن والألم، وتم التعبير عنها من خلال المقامات الموسيقية المستخدمة، ومن خلال تضاريس اللحن في تخافض الجملة اللحنية للتعبير عن التحسر وتصاعدها للتعبير عن الاستنكار، وحمل مقاما النهاوند والكرد مشاعر الحسرة والاستنكار، فيما جسد مقام البيات والصبا، الشجن والألم، مع جسر مقامي، على مقام فرعي، هو الصبا زمزمة عند ورود كلمة الضنا، وتكررت كلمة «الأيام» 25 مرة في الأغنية، ما يعطيها أهمية، تقابل صفة الحبيب الذي تتلاعب به الأيام، ما يشير إلى الإبداع في لحن السنباطي، الذي أنهى المشاهد الغنائية دائماً بقفلة تطريبية رائعة، أدتها وردة باقتدار كامل، عند هذه الصفة، ولكنها حملت كذلك بتصاعدها عناصر التعبير عن الاستنكار، بسبب مواقف هذا الحبيب، الذي جعلته الأيام لعبة في يدها، لتنهي المشاهد والأغنية في ختام إبداعي معلق، وفق ما يتطلبه قالب المونولوج الرومانسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©