القاهرة (الاتحاد)
«لحن الخلود» فيلم درامي رومانسي غنائي استعراضي، ويعد أحد أكبر الأفلام الموسيقية المصرية، خصوصاً وأنه جاء متكامل العناصر من حيث القصة والسيناريو والتمثيل والموسيقى والإخراج. ودارت أحداثه حول المطرب والملحن الشهير «وحيد»، الذي يهتم بابنتي صديقه المقرب بعد وفاته، خصوصاً وأن شقيقهما شاب فاسد كان السبب في موت الأب، ويحتضن «وحيد» الابنتين ويرعاهما ويعاملهما كأحد أفراد عائلته، وبمرور الزمن تكبران، ويكبر مع إحداهما «وفاء» حبها لـ «وحيد» الذي طالما ترجمه إلى حب أخوي، ويمتنع عن الزواج إلى أن يلتقي بابنة خالة الفتاتين «سهام»، وحين تحاول «وفاء» البوح له عما في قلبها، تصطدم بإعلانه خبر زواجه، وتنتابها أعراض مرض في القلب أخفته عن الجميع، وتصاب بأزمة نفسية حادة، ويكتشف «وحيد» مع الوقت أنها تحبه، وأن زوجته تحول بينهما.
وشارك في بطولة الفيلم، الذي عرض عام 1952، فريد الأطرش وفاتن حمامة وماجدة ومديحة يسري وسراج منير وصلاح نظمي وعايدة كامل، عن قصة وحوار يوسف عيسى وسيناريو وإخراج هنري بركات، وغنى فريد في الأحداث أغنيات «وياك» و«يا مالكة القلب بإيدك» و«جميل جمال» و«بنادي عليك»، ولا تزال جملة «غني يا وحيد» تتبادر إلى أذهان الجمهور بمجرد سماع اسم الفيلم، وساهم في إكسابه ذلك الصيت أداء فاتن حمامة المؤثر للغاية، ومعها رقة وبراءة ماجدة، أمام شراسة وقسوة مديحة يسري.
وكان الفيلم محطة مهمة في حياة فريد حيث إن نجاحه اللافت أخرجه من أحزانه التي عاشها طوال العام السابق على الفيلم بوفاة شقيقته أسمهان ثم خروج سامية جمال نهائياً من حياته، وقدم بركات الفنانة فاتن حمامة في شكل مختلف تماماً، ورغم أن الفيلم رومانسي، إلا أنها تألقت في إبراز التركيبة النفسية المعقدة التي تمثلت في الصراع بين الفتاة الرومانسية، وبين العقد والغضب الذي تكون لديها تجاه حبيبها وقريبتها.
وأكد نقاد أنها أجادت في هذا الدور إلى حد الإعجاز، وعبرت بكل كيانها وإحساسها عن الصدمة النفسية التي تصيب فتاة بريئة وصغيرة بعد ضياع حلم أول حب لها. وكان المخرج بركات ذكر في أكثر من حوار له أن الفيلم أثبت نجومية فاتن، وأكد نجومية فريد، وأن التفاهم بين النجمين، وكذلك الاحترام والمحبة والصداقة، انعكس على مشاهد الفيلم فأعطى دوريهما صدقية.
عدد اليوم
