الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أسيل طالبة صماء هزمت الصمت بتعلم قراءة الشفاه

أسيل طالبة صماء هزمت الصمت بتعلم قراءة الشفاه
17 يونيو 2010 01:15
في قاعة الامتحان، لا صوت يعلو فوق الصمت، ويغلف السكون كل شيء، ولا تسمع سوى احتكاك الأوراق وصرير الأقلام بتلك السطوح البيضاء المسطرة، وقد يكسر جدار الصمت زفرة هنا وتنهد هناك، وتكون اللغة الغالبة هي لغة العيون. وما أن تدق ساعة انتهاء وقت الامتحان، حتى يعلو الضجيج وتدور الألسن في الأفواه تناقش وتجادل حول الصحيح والأصح، والامتحان كان صعباً أم سهلاً، وغير ذلك من طقوس ما بعد الامتحان. وحدها الطالبة أسيل بسام ونظيراتها يظل الصمت يغلف عالمهن، فقد ولدت محرومة من حاسة السمع، ورغم ذلك لم تستسلم وثابرت في دراستها. في قاعة الامتحان، تتسلم أسيل ورقتها الامتحانية، ثم تقرأها بتمعن، وإذا ما واجهها استفسار، تومئ للمراقبة وتتحدث إليها ناطقة الحروف بشكل صحيح، مستغنية عن لغة الإشارة، وتنتظر الإجابة بقراءة شفاه المراقبة، لتبدأ بالإجابة بكل انسيابية، بحسب أمينة خميس مديرة مدرسة عجمان الثانوية للبنات. وتضيف أن الطالبة أسيل استطاعت أن تجتاز امتحانات الفصل الدراسي الأول بمعدل 70%، وهو ما يعجز عن تحقيقه العديد من الطلبة الأسوياء، وهي تعتزم أن تحقق أفضل وأعلى النسب في امتحانات هذا الفصل، لتؤكد للجميع أن الإعاقة ليست عذراً للتراجع والتوقف عن تحقيق الأحلام. وتؤكد مديرة المدرسة أن أسيل نموذج للمثابرة على الجميع أن يحتذي بها إذ أنه لا يمكن للمتخاطب معها أن يدرك أنها فاقدة لحاسة السمع إلا إذا كان يخاطبها دون رؤيتها وجهاً لوجه، موضحة أن إدارة المدرسة تسعى لتوفير كل الإمكانات والتسهيلات التي تساعد على استمرار أية طالبة أو طالب يعاني من نفس الحالة في سبيل إكمال الدراسة، إضافة إلى خلق البيئة الدراسية والمحيط السليم والصحي لهم. من جهتها، تشير سمية نصر الله والدة أسيل إلى أن ابنتها لم تستسلم للإعاقة بل كافحت بكل قوة لتبلغ هذه المرتبة وتعتليها بكل جدارة، إذ أنه بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم دعم أفراد أسرتها وبالتعاون مع إدارة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية استطاعت أن تتعلم نطق الحروف بصورة صحيحة والكلام بالرغم من كونها ولدت صماء. وأضافت أنهم يعملون حالياً على تدريبها لتتعلم التخاطب والقراءة والكتابة باللغة الإنجليزية التي باتت تعتبر مهمة خاصة في مجال التعليم، مشيدة بكل الجهود التي بذلتها مختلف إدارات المدارس الحكومية التي درست بها أسيل، فضلاً عن منطقة عجمان التعليمية ووزارة التربية والتعليم. ومن منطلق المساهمة في دعم ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع وتحفيزهم للعطاء جنباً إلى جنب مع الأسوياء، طالبت أم أسيل منطقة عجمان التعليمية بتوفير مثل هذه الفرصة لكل من يواجه ما تواجهه أسيل والسماح لهم بإكمال دراستهم في المدارس الحكومية، حيث إن لها أخوين يعانيان من نفس الإعاقة لم يتسن لهما الدراسة في مدارس الأسوياء نظراً لصعوبة الإجراءات.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©