«القاسمي» يحتضن أول عيادة لعلاج كلى الأطفال في مستشفيات «الصحة»

افتتح مستشفى القاسمي في الشارقة أول عيادة متخصصة في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لأمراض الكلى لدى الأطفال، حيث يبلغ عدد مراجعيها 50 حالة تبدأ أعمارهم من تاريخ الولادة وحتى 12 عاماً. وأكدت الدكتورة انتصار الحمادي استشارية كلى الأطفال في مستشفى القاسمي، أن العيادة رأت النور منذ قرابة ثلاثة أشهر، حيث يعتبر تخصص كلى الأطفال الأول في المستشفيات التابعة للوزارة، كما أنها تستقبل حالات مرضية من الشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة وغيرها من المناطق الأخرى. وبيّنت الحمادي أن تخصص كلى الأطفال يعتبر من التخصصات القليلة في الدولة، وأن الدولة ابتعثتها لكندا، وزميلتها الدكتورة زبيدة الإسماعيلي في مستشفى خليفة بأبوظبي، للحصول على هذا التخصص، وأنهما تعتبران أول طبيبتين مواطنتين في هذا المجال، كما أنه يوجد أربعة أطباء فقط في كلى الأطفال داخل مستشفيات الدولة بشكل عام. وقالت «إن العيادة الجديدة تعتبر إضافة كبيرة للمستشفى على وجه الخصوص ومستشفيات الوزارة بصورة عامة وأنها تضم طبيبة أخرى استشارية أطفال وهي الدكتورة أمل الشريف، كما تسعى الإدارة لاكتمال الفريق الطبي اللازم لمثل هذه العيادة المهمة وهذا التخصص النادر». وبينت الحمادي، في تصريحات لوسائل الإعلام أمس الأول في العيادة الجديدة، أن عدد الحالات التي تراجع المكان في ازدياد نظراً لعدم معرفة الأهالي بوجود هذه العيادة، وأنها تستقبل من 7 إلى 10 حالات بصورة يومية، منها حالات كشف جديدة ومراجعون سابقون، وأن قرابة 80% منهم غير مواطنين و20% من المواطنين. وأوضحت أن «من بين الحالات التي تراجع العيادة، هناك 3 حالات غسيل عن طريق البطن، وهو أنسب للأطفال، وحالة واحدة تستدعي زراعة كلى، وحالات أخرى متنوعة تعاني من مشكلات صحية في الكلى. وتابعت، «بعض الأمراض والحالات التي تراجع العيادة تعاني من مشكلات صحية في المسالك البولية أو فقدان الزلال أو البروتين عند الأطفال الذي يؤدي إلى فشل كلوي، أو وجود تشوهات خلقية في المسالك البولية عند الأطفال لا تكتشف مبكراً فتؤدي إلى فشل كلوي، أو الالتهابات المتكررة للبول وعدم علاجها حيث تؤدي إلى ضرر في الكلية ومن ثم فشل كلوي وهو ما يستدعي الغسيل ومن ثم الزراعة». وذكرت أن أمراض كلى الأطفال غالباً ما تكون وراثية ترتبط بصيغة أو بأخرى بزواج الأقارب، فمثل تلك الأمراض الوراثية تؤدي إلى فشل كلوي مبكر أو في المستقبل. وأكدت استشارية أمراض الكلى لدى الأطفال، أن المركز الوحيد للزراعة في الدولة والذي بدأ منذ العام الماضي، موجود في مستشفى خليفة بأبوظبي. كما يتم إجراء التحاليل والعلاج ومن ثم الزراعة مجانياً للحالات وأن هناك شرطاً واحداً هو أن يكون المتبرع من الأقارب، وذلك لمصلحة المريض باعتبار أن النجاح في الزراعة يكون أفضل. ولفتت الحمادي إلى أنه ومنذ عام 1993 وحتى عام 2009، تمت زراعة كلى لـ 50 طفلاً خارج الدولة، منهم 33 طفلاً حصلوا على كلى من أناس غير أقارب، والبقية من متبرعين أقارب، وبحسب الدراسات فإنه عندما يكون المتبرع من الأقارب تكون النتائج بالنسبة للمريض أفضل ولمصلحته حيث يتقبل الجسم الكلى بشكل أفضل». وبيّنت أنه يتم تعليم أسر الأطفال المراجعين للعيادة، إذا كانوا في حاجة لغسل كلى عن طريق البطن، طريقة الغسل، كما أن استخدام الجهاز يعتبر سهلاً ويتم ذلك في المنزل في فترات نوم الطفل حيث تستغرق عملية الغسل ما بين 8 و10 ساعات، ولا تتسبب في آلام للطفل. وأضافت «أن سعر جهاز غسل البطن للأطفال يصل إلى خمسة آلاف درهم، وأن الغسل يتم يومياً إلى أن يحين موعد الزراعة، كما أن غسل الكلى يعني أن الكلى لا تعمل وبالتالي فالغسل مقدمة للزراعة». وعرضت الدكتورة لحالة الطفلة العراقية زهرة، ذات السنوات الست، والتي تعاني من مشكلة تسريب البروتين في البول منذ 3 سنوات، وقدمت للعيادة بصحبة والدتها، وأن أهلها اكتشفوا المشكلة منذ 3 سنوات عندما لاحظوا وجود بعض الانتفاخات في جسمها. وأكدت الدكتورة الحمادي التي تتابع الحالة أن حالة الطفلة زهرة ليست وراثية، وأن مشكلتها تكمن في فقد البروتين في البول، وهي حالة شائعة لدى الأطفال، وأن وظيفة الكلى لديها جيدة، وتمنح أدوية فيها كورتيزون كأحد الخيارات للعلاج، وأنها ستستمر على هذا العلاج إلى عمر الـ 18. ونصحت الدكتورة الحمادي بالانتباه في حالة زواج الأقارب لوجود أمراض خاصة بالكلى، وإلى ضرورة أن يتم الكشف والفحص خلال الحمل بواسطة التصوير التلفزيوني الذي تمكن من خلاله معرفة مدى وجود أمراض مثل التكيس في الكلية وهو نوعان واحد منهما يظهر بعد عمر 25 سنة، والآخر قبل الولادة، وغيرها الكثير من العوامل الأخرى التي تساعد في سرعة العلاج لاحقاً وتسرع منه.