الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تعاون الصين وأفريقيا بين آمال الازدهار ومخاوف «الاستعمار»

7 نوفمبر 2009 02:07
تستضيف مصر غداً وبعد غد المنتدى الرابع للتعاون الصيني الأفريقي الذي سيدفع في اتجاه قيام علاقات اقتصادية مزدهرة بين الطرفين، وسط اجواء متضاربة ما بين الآمال بتحقيق تطور اقتصادي متبادل والمخاوف من قيام «استعمار جديد على الطريقة الصينية». ووصل رئيس الوزراء الصيني وين جياباو امس الى القاهرة برفقة وزيري الخارجية والتجارة يانج جيشي وشين ديمينج. ويفتتح جياباو، غداً، برفقة الرئيس المصري حسني مبارك، في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر، «المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الافريقي». وسيشارك عدد من كبار القادة ووزراء الخارجية والاقتصاد من خمسين بلداً في هذا اللقاء الذي يعقد كل ثلاث سنوات وقد جرى عام 2000 و2006 في بكين وعام 2003 في اديس ابابا. ويعكس المؤتمر الطموحات السياسية والتطلعات الاقتصادية للقوة الناشئة الاولى في العالم وقد اعلنت بكين ان منتدى شرم الشيخ سيضع خريطة طريق لتعزيز هذا التعاون خلال الفترة الممتدة بين 2010 و2012. وضاعفت الصين استثماراتها في جميع انحاء افريقيا من السودان الى انجولا، ومن غينيا الى الجزائر، مدفوعة بحاجاتها الهائلة الى المواد الاولية من اجل ضمان نموها والى أسواق لتصريف بضائعها. وحققت الاستثمارات الصينية المباشرة في هذه القارة، بحسب الاحصاءات الرسمية الصينية قفزة من 491 مليون دولار عام 2003 الى 7,8 مليار دولار في نهاية 2008، ما فرض بكين كشريك مهم في منافسة مع الغربيين. كذلك تضاعفت المبادلات التجارية بين الصين وافريقيا منذ مطلع العقد لتصل الى 106,8 مليار دولار عام 2008، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 45,1% في سنة. ويشكل النفط القسم الأكبر من الواردات الصينية من أفريقيا (39 مليار دولار من أصل 56 مليار عام 2008)، إلى جانب المواد الأولية. أما صادرات الصين إلى أفريقيا (50,8 مليار دولار)، فتتألف بنسبة 51% من آلات وتجهيزات كهربائية وسيارات ودراجات نارية. غير أن الإعلان عن مشروع ضخم لاستثمار سبعة مليارات دولار في قطاع المناجم في غينيا بعد أيام قليلة على مجزرة ذهب ضحيتها 150 معارضاً في هذا البلد، سلط الضوء مجدداً على قلة اكتراث بكين للحقوق الأساسية. كذلك تتعرض الصين لانتقادات منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان لدعمها النظام في السودان، حيث تتهم بالتغاضي عن التجاوزات والجرائم المرتكبة في دارفور. غير أن دولاً أفريقية كثيرة تقدر للصين تكتمها على صعيد الحقوق والديمقراطية، فيما تتهم الغربيين بالتبشير بالأخلاق. وفي المقابل، لا تزال بعض البلدان الأفريقية تقاوم «الإغواء الصيني» ومنها نيجيريا التي تبدي حتى الآن تحفظات شديدة حيال مشاريع بكين لشراء سدس احتياطها النفطي المثبت. وقال مدير الدائرة الاقتصادية في الاتحاد الأفريقي رينيه نجيتا كواسي في سبتمبر إن «على أفريقيا أن تحذر الخروج من الاستعمار للوقوع في استعمار جديد صيني». ورد وزير الخارجية الصيني يانج جيشي بأن «الصين هي أكبر دولة نامية في حين تضم أفريقيا أكبر عدد من الدول النامية». وأضاف متحدثاً لوكالة الصين الجديدة أن الطرفين لديهما «تجارب تاريخية متشابهة ومهام مماثلة ومصالح مشتركة»
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©