محمود خليل (دبي) - تزامنت تجربة وهمية، أجريت في منطقة البرشاء أمس للتعامل مع تسرب غاز من شاحنة جراء حادث مروري، مع وقوع حادث تدهور حقيقي لصهريج غاز على شارع دبي العابر قبل 8 دقائق من بدء التجربة الوهمية المعد لها مسبقاً.
واعتبر اللواء الدكتور جاسم محمد بالرميثة مدير الإدارة العامة للعمليات، أن وقوع هذا الحادث بالتزامن مع إجراء التجربة الوهمية من قبل القيادة العامة لشرطة دبي، بالتعاون مع إدارة الدفاع المدني، وتحت إشراف وزارة الداخلية صباح أمس، من “المفارقات الغريبة”.
وتعاملت كوادر الدفاع المدني وإدارة الإنقاذ بشرطة دبي في التاسعة والنصف من صباح أمس مع حادث تدهور صهريج محمل بمادة الغاز المسال، ما أدى إلى إصابة سائق الصهريج برضوض في مختلف أنحاء الجسم.
وأكد العميد عمر عبد العزيز الشامسي مدير مركز إدارة القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات، أن حادث انقلاب صهريج الغاز الذي وقع على شارع دبي العابر قبل 8 دقائق من بدء تنفيذ التجربة الوهمية، لم ينتج عنه حدوث أي تسريب للغاز.
وقال إن فرق الدفاع المدني والإنقاذ عالجت الحادث بشكل نهائي دون أي تداعيات، فيما تم تقديم الإسعافات الأولية اللازمة لسائق الصهريج في موقع الحادث، قبل نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج من الإصابات المتوسطة التي لحقت به جراء تدهور الصهريج.
وأشار إلى أن معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، أشرف على عملية معالجة تداعيات الحادث أولاً بأول من خلال شاشات غرفة القيادة والسيطرة بشرطة دبي.
من جانبه، قال الرائد أحمد عتيق بورقيبة نائب مدير إدارة الإنقاذ بشرطة دبي، إنه تم تحريك فريق التطهير الكيماوي التابع لإدارته على الفور، خوفاً من حدوث أي تسريب من الصهريج، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني والإنقاذ بقيت في حالة تأهب واستعداد في موقع الحادث لحين نقل مادة الغاز المسال من الصهريج المتدهور إلى صهريج آخر تم إحضاره.
وأشار جاسم محمد بالرميثة إلى أنه تم على الفور اتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة في هذه الحالات، وقد تم التعامل مع الحادث وفق شروط ومعايير ومتطلبات فرق السلامة والأزمات والكوارث، وتطويق مكان الحادث الذي لم تنجم عنه أي إصابات، وتم نقل الغار إلى صهريج آخر ورفع الصهريج من على الطريق.
وقال إن التجربة واصلت خططها بعد السيطرة على الحادث الحقيقي، التي تم الإعداد لها للتعامل مع تسرب غاز من شاحنة جراء حادث مروري، وذلك لقياس مدى الاستعداد وسرعة الإجراءات المتخذة في مثل هذه الظروف، والمدة الزمنية التي تستغرقها فرق الإنقاذ للوصول إلى مكان الحادث، وجاهزيتها لتنفيذ خطط الطوارئ بالتنسيق والتعاون بين الإدارات المعنية.
وقال اللواء بالرميثة إن أهمية هذه التجارب تكمن في مدى قياس سرعة الإجراءات وتنفيذ خطط الطوارئ، إضافة إلى التعرف إلى درجة استعداد جميع الأطراف من الشركاء، مثل الدفاع المدني وهيئة الصحة في دبي ومؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وبلدية دبي، لأهمية هذه الإجراءات في إنقاذ الأرواح.
وأضاف أنه تم تشكيل لجنة تقييم، وهي لجنة سرية لتقييم فرق العمل وقياس مستوى الأداء وتقييم درجة تنفيذ الخطط، والتقليل من الوقت المهدر، وقياس الفترة الزمنية للوصول إلى موقع الحادث (التجربة)، وقنوات الاتصال والتنسيق بين فرق الإنقاذ.
وأكد أن جميع القياسات وتقارير فرق التقييم تخضع لعمليات حسابية واستطلاع آراء خبراء الكوارث في التعامل مع مثل هذه الأحداث بطريقة علمية، بهدف تحقيق الاستفادة الكاملة من هذه التجربة والاستغلال الأمثل للإمكانات والتجهيزات المتوافرة، حيث يتم في ضوء ذلك إعداد التقرير النهائي واستخلاص النتائج من هذه التجربة. وأثنى مدير الإدارة العامة للعمليات على تعاون جميع أفراد الجمهور مع فرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف لتسهيل مهام رجال الإنقاذ والدفاع المدني في التعامل مع الحادث، وتنفيذ عمليات نقل المصابين وتمكينهم من الوصول بسرعة من موقع الحادث في منطقة البرشاء إلى المستشفيات.
وأوضح اللواء بالرميثة أن سيناريو التجربة الوهمية بدأ بورود بلاغ إلى مركز القيادة والسيطرة في الساعة الـ10 صباحاً، يفيد بوجود تسرب غاز من شاحنة جراء حادث، وعلى الفور أعلن مركز القيادة والسيطرة حالة الطوارئ، وتم إبلاغ أقرب دورية من مركز شرطة بر دبي، فانتقلت على الفور الفرق المشاركة في التجربة إلى مكان الحادث، وباشرت عمليات الإنقاذ والإسعاف، وهي الوحدات المساندة وسيارات الأزمات والكوارث وفريق الكشف عن المواد الخطرة.
عدد اليوم
