السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي الدفّاع.. من رعاية الغنم إلى رعاية العقول

علي الدفّاع.. من رعاية الغنم إلى رعاية العقول
10 مايو 2018 20:02
نبغ السعودي علي الدفاع بعلوم الرياضيات، حتى نال فيها درجة الأستاذية (بروفيسور) من الولايات المتحدة التي ذهب إليها مبتعثاً، بعد لقاء ملهم مع الملك الراحل سعود الأول، الذي حمله أمانة العودة بعلم نافع للبلاد التي كانت تشق طريقها نحو التنمية والازدهار، فكان على قدر المسؤولية وتطور من راعي أغنام إلى راعي عقول كما أراده الملك الراحل. في مرحلة دراستي الثانوية في المملكة العربية السعودية كنتُ أكثر الطلبة شغفا بمادة الرياضيات التي كانت تُدرّس آنذاك من خلال خمسة كتب مستقلة هي الهندسة والجبر والميكانيكا وحساب المثلثات والهندسة الفراغية. وبالتالي فإن الشغف بهذه المواد جعلني متفوقا فيها على أقراني. وأتذكر إني كنت دائما أحصل على العلامة الكاملة أو أقل بدرجة، خصوصاً وأن الذي تولى تدريسنا كان أستاذا سعوديا تخرج للتو من جامعة أميركية مرموقة في تخصص الرياضيات وطريقة تدريسها فاجتهد كثيرا في عمله من أجل أن يجعل المادة محببة لطلابه، وليست ثقيلة ومنفرة كما جرت العادة. في المقابل حينما التحقت بعد التخرج من الثانوية بكلية البترول للمعادن (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حاليا) لم أبق بها سوى سنة يتيمة، وكان أحد أسباب تركي للكلية مادة الرياضيات، التي كانت في ذلك الزمن المبكر مقررة علينا في شكلها الحديث. ولم تكن مغادرتي للكلية لها علاقة بصعوبة المادة قدر ما كانت لها علاقة بوجود مدرسين جامدين غير مدربين على تدريسها، بمعنى جعل أرقامها ومعادلاتها ورسوماتها تصل إلى عقولنا بطرق وأساليب مشوقة وخالية من التعقيدات. خرجت من هذه التجربة بقناعة مفادها أن المدرس يلعب دورا محوريا لجهة عشق الطالب لمادته من عدمها. وبعد سنوات من هذه الواقعة فوجئت أن ابني يمقت الرياضيات مقتا شديدا، فاكتشفت بعد البحث أن السبب هو معلمه الذي لم يكن يحسن تدريسها وترغيبه فيها، بل كان يسخر منه أمام زملائه إنْ أخطأ. والرياضيات صارت اليوم مادة محورية في عملية إعداد الطلبة للمستقبل وتجاوز عقبات القبول في الجامعات ودخول سوق العمل بكفاءة. فهي عماد كل العلوم الأخرى مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء والهندسة وتقنية المعلومات والمحاسبة والاقتصاد والإحصاء بل وحتى إدارة الأعمال. ومن هذا المنطلق عمدت الدول الطموحة الساعية لدخول نادي الدول المتقدمة إلى إحداث ثورة في مناهج الرياضيات ومقرراتها، ليس لجهة الشكل والمحتوى وإنما أيضا لجهة إعداد المعلم المتخصص إعدادا جيدا يمّكنه من استنباط طرق وأساليب مبتكرة ومشوقة تجذب المتلقي وتحببه في المادة. كما قامت هذه الدول بتقليص عدد ساعات تدريس بعد المواد أو إلغائها نهائيا لمصلحة المزيد من حصص الرياضيات الحديثة. فالرياضيات ليست مجرد أرقام صماء وإنما هي فلسفة حياة، وقدرة على الإبداع والابتكار، وامتحان للعقل والتدبير، وآلة قياس للذكاء وسرعة البديهة. لكن ما هي مناسبة هذه المقدمة الطويلة نسبيا، إنها مجرد توطئة ومدخل للحديث عن واحد من العقول المبدعة في مجال الرياضيات من أبناء المملكة العربية السعودية ممن أعطى حقل الرياضات زهرة شبابه، وأبدع فيه تدريسا وتأليفا، ورفع رأس وطنه داخليا وخارجيا فلقب في الغرب بألقاب تشي بعبقرية نادرة واجتهاد متواصل والتزام علمي أصيل. لكن ما أن بلغ سن التقاعد، تم تركينه جانبا كقطعة أثاث قديمة دون تكريم أو تذكير بما قدمه، فصدق من قال: «ويل لأمة يقودها التافهون ويُهمل فيها المبدعون»، ودليلنا هو أن هذا العبقري لم يلق من اهتمام الصحافة والإعلام عشر ما يلقاه لاعبو الكرة وأصحاب الطبلة والعود، مع احترامنا للجميع. وحديثنا في الأسطر التالية عن عبقري الرياضيات السعودي الأستاذ الدكتور علي الدفّاع، الذي أطلق عليه زملاؤه في الغرب اسم «ملك التكامل» (Calculus King of)، كناية عن براعته وإنجازاته في حقل رياضيات التكامل. ولد علي بن عبدالله الدفاع عام 1358 للهجرة الموافق لعام 1938 ميلادي في مدينة عنيزة بإقليم القصيم لعائلة بدوية فقيرة تعود جذورها إلى عشيرة آل عويد من وهبة من قبيلة تميم النجدية. ويقال إنه لازم الشيخين عبدالرحمن السعدي ومحمد العثيمين لبعض الوقت في حلقات العلم، قبل أن يستقل عنهما ويتخذ لنفسه طريقا آخر. ولم يكن هذا الطريق سوى العلم الحديث ممثلا في الرياضيات. وفي حوار نادر أجرته معه صحيفة اليوم السعودية (23/11/2007) أخبرنا الدفاع بنفسه عن مراحل تعليمه الأولى في عنيزة، التي لم يكن فيها حينذاك كهرباء أو ماء، فقال إنه درس القرآن الكريم وحفظه في كتّاب الشيخ المانع، ثم التحق بـ»المدرسة السعودية» الابتدائية المتوسطة بعنيزة زمن مديرها الأستاذ عبدالرحمن صالح العليان، الذي وصفه بأحد الرجال الفريدين في عصره لجهة التميز في العمل وتشجيع طلبته. وأضاف الدفاع أنه بعد أن أنهى مرحلة الدراسة المتوسطة بحصوله على الترتيب الأول على مستوى السعودية، كانت أمامه إغراءات كثيرة للتوظف بتلك الشهادة، فعُرضت عليه وظيفة بمستشفى الملك سعود بعنيزة فقبلها براتب 360 ريالا شهريا، لكنه ترك الوظيفة وعاد لإكمال دراسته الثانوية بعد ستة أشهر. ولهذه الواقعة قصة مفادها أن أستاذه عبدالرحمن صالح العليان لم يكن راضيا عن تركه مواصلة التعليم، فذهب إليه ينصحه بالاستقالة والعودة إلى مقاعد الدرس. ويقول الدفاع (بتصرف): «لم يستطع العليان أن يقنعني، إلى أن جاء شقيقي صالح إلى عنيزة من رأس تنورة حيث كان له فيها محل تجاري، وقال لي لابد أن تعود للدراسة وأصر أنه لن يغادر عنيزة إلا وقد عدتُ للثانوية». وما حصل بعد ذلك أن الدفاع عاد لاستكمال دراسته الثانوية صباحا، والتدريس في مدارس محو الأمية مساء حيث كان يدرّس لطلبتها مادة الرياضيات 3 مرات في الأسبوع مقابل 360 ريالا في السنة الدراسية. واستطاع الدفاع أن يحصل على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي/ قسم علمي) في مطلع ستينيات القرن العشرين بتفوق، فحصل على بعثة حكومية لمتابعة تحصيله الجامعي في مجال الطب بألمانيا الغربية، لكنه حينما ذهب إلى الرياض لإنهاء أوراقه تمكن وكيل وزارة المعارف من إقناعه بدراسة الرياضيات في الولايات المتحدة الأميركية. وقتذاك أيضا تقرر أن يذهب الدفاع مع زملائه ممن حصلوا على بعثات للدراسة في الخارج للمثول أمام المغفور له الملك سعود الأول للسلام عليه وشكره، وتلقي إرشاداته بترتيب من وزير المعارف حينها الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ. وهناك وقع الاختيار عليه من قبل زملائه لإلقاء كلمة باسمهم أمام الملك خصوصا وأنه كان معروفا عنه فصاحته واستخدام العربية الفصحى في أحاديثه تنفيذا لوصية والدته قبل وفاتها. لكن الدفاع وقع في حرج شديد لأنه جاء إلى العاصمة بثياب رثة قديمة ولم تكن لديه ثياب بديلة تليق بالمناسبة. وجملة القول أنه وقف أمام الملك بتلك الثياب الرثة التي تشبه ثياب رعاة الغنم وألقى كلمته، فرد الملك عليها بكلمة موجزة قال فيها طبقا لما ورد على لسان الدفّاع نفسه في حواره مع صحيفة اليوم (مصدر سابق) «أنتم يا أبنائي ستذهبون إلى أميركا وسترون ما يذهل العقل من البنايات ومن المنشآت المختلفة وسترون – امبيرستيت وهي أعلى بناية بالعالم، وسترون المطر تحت وأنتم فوق، وهذه لم تبن بالفلوس وإنما بنتها العقول بالعلم». ويتذكر الدفاع أن الملك كرر مفردة «بالعلم» عشر مرات، كما يتذكر أنه قال: «أنتم النبراس.. ستقودون الفكر العلمي بالسعودية.. وستكون هناك مغريات كثيرة ولكن لن تؤثر عليكم». وبعد لقائه بالملك الذي دام نصف ساعة، خرج من عنده والملك ماسكا بيده ويشد عليها ويقول له: «نعرف عنك إنك شاطر في رعاية الغنم، ولكن إذا جئتْ (إذا عدتْ) نريدك أن تكون شاطرا في رعاية العقول». ولقد شكلت تلك العبارة الملكية، في زمن كانت فيه السعودية تشق طريقها نحو التنمية والازدهار في مختلف المجالات ولاسيما مجال نشر التعليم، دافعا قويا لعلي الدفّاع للنجاح والحصول على أعلى الدرجات العلمية في علم يُعد من بين العلوم التي تحتاج ذكاء خاصا. وبداية دراسته الجامعية كانت في جامعة ستيفن أوستن الحكومية بولاية تكساس الأميركية، التي منحته شهادة البكالوريوس في العلوم عام 1967. وبهذه الشهادة التحق في عام 1968 بجامعة شرق تكساس للحصول على درجة الماجستير في تخصص الرياضيات. ثم توج تحصيله العلمي بنيل درجة الدكتوراه في علم رياضيات التكامل من كلية بيبودي بجامعة فاندربيت الأميركية في سنة 1972، ولم ينس الدفّاع فضل الملك سعود عليه فسعى إلى مقابلته مع بعض زملائه المبتعثين أثناء إقامة جلالته في أثينا في سنة 1968. وعن هذه الواقعة قال الدفاع إنهم ذهبوا إلى الفندق، الذي يقيم به الملك في ضواحي أثينا (فندق كافوري) فسألهم أحد مرافقيه من أنتم؟ فرد الدفاع أنه يريد مقابلة الملك للسلام عليه لأن بينه وبين جلالته موقف قديم. ثم راح يشرح الموقف وأتى على ذكر عبارة الملك له «نريدك أن تكون شاطرا في رعاية العقول»، مضيفا أنه الآن في طريقه لنيل شهادة الدكتوراه. فما كان من مرافق الملك أن رد قائلا: «إنه (أي الملك) دائما ما يذكرك في جلساته حيث يروي القصة لنا»، مضيفا أن الملك يجلس بين المغرب والعشاء ويأتيه سفراء، وبإمكانهم الحضور وقتها. ويقول الدفاع (بتصرف): «دخلت عليه وهو جالس وسلمتُ عليه فقلت له أنا علي الدفاع الذي قلت له نريد أن تكون شاطرا في العقول وليس شاطرا في رعاية الغنم، والآن أنا بدأت الدكتوراه» فمسكني بقوة وقال لي وهو في قمة السعادة والفرح «الله يبشرك بالخير»، وسألني هل تريد أي شيء، فقلت له لا، أنا قادم لأبشرك، فمسكني بقوة مرة أخرى، فسلمتُ وانصرفت ولم أر جلالته بعدها لأنه توفي رحمه الله، ولم أعرف خبر وفاته إلا متأخرا من الملحق الثقافي بسبب تخلف وسائل الاتصال المباشر بين البلدان آنذاك». وتقول سيرته المهنية المنشورة إنه انضم إلى طاقم التدريس بكلية البترول والمعادن في عام 1972 زمن مديرها الثالث الدكتور بكر عبدالله بكر من بعد مديرها الأول الدكتور صالح أمبه ومديرها الثاني بالإنابة الدكتور عبدالمنان الترجمان، كأستاذ مساعد. وعن معرفته بالمنطقة الشرقية قبل استقراره فيها للعمل الأكاديمي قال في حواره مع صحيفة اليوم آنف الذكر أنه جاء إلى المنطقة الشرقية للمرة الأولى في عام 1957، حيث ذهب رأسا إلى رأس تنورة لزيارة أخيه، كما انطلق من الخبر إلى البحرين على متن «لنج»، وتجول في الخبر والدمام والظهران والقطيف التي كانت بحسب وصفه مثل «العشش». وتمت ترقيته بعد ذلك إلى أستاذ مشارك وتسلم رئاسة قسم العلوم الرياضية من عام 1974 إلى عام 1977، ثم عين عميدا لكلية العلوم في الفترة من عام 1977 إلى عام 1984، علما بأنه حصل في عام 1980 على درجة الأستاذية (بروفيسور). ومن المواد التي درّسها إبان عمله في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: الرياضيات/ التكامل 1، والرياضيات/التكامل 2، تطور علم الرياضيات، وتطور علم الرياضيات عند المسلمين، والعلوم في التاريخ الإسلامي. وفي هذه المرحلة من حياته الخصبة عمل أيضا أستاذا زائرا للرياضيات في كل من جامعة الملك سعود بالرياض (من سنة 1979 إلى سنة 1982) وجامعة هارفرد الأميركية العريقة في المعروفة بأنها من جامعات النخب في الولايات المتحدة والعالم في سنة 1983. وفي ربيع عام 2008 تقاعد البروفسور علي الدفاع عن العمل بعد 38 سنة من حياته قضاها في التدريس والبحث والتأليف، تخرجت خلالها على يديه ثلة من أشهر أساتذة الرياضيات الجامعيين في المملكة العربية السعودية من أمثال المدير الحالي لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الأستاذ الدكتور خالد صالح السلطان، إلى جانب الدكاترة محمد علوي البار وسعيد علي القرني وهتان زين العابدين توفيق وحسين سالم العطاس وجميعهم من أعضاء هيئة التدريس في قسم العلوم الرياضية بجامعة الملك فهد. ومن المفارقات التي تُروى في هذا السياق أن الّدفاع تولى في جامعة الملك فهد تدريس أحدهم من بعد أبيه وجده. ولم يقتصر عمل الدفاع، الذي يصفه معارفه بالرجل حسن الخلق، عذب اللسان، طيب السريرة، على تدريس الرياضيات فحسب وإنما درّس أيضا تاريخها القديم والحديث. وقام بتأليف كتب في مجال اختصاصه بلغ عددها 49 كتابا منها ما هو باللغة العربية، ومنها ما هو باللغة الإنجليزية. كما كتب أكثر من 250 مقالا بحثيا في مجلات علمية سعودية وعالمية، وشارك في ترجمة كتاب «التفاضل والتكامل للجامعات والهندسة التحليلية» لكاتبه تايلر ويد. إلى جانب انتخابه رئيسا لاتحاد الفيزيائيين والرياضيين العرب مرتين (أولاهما من 1979 إلى 1981، وثانيتهما من 1986 إلى 1988). وحصل الدفاع على عضوية لجنة موسوعة الحضارة الإسلامية والأكاديمية الملكية لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، والعضوية الفخرية لأكاديمية اللغة العربية بالأردن، وعضوية المجلس العلمي للمؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا والتنمية بجدة، وعضوية مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث بالرياض، وعضوية المجمع العلمي العربي ببغداد. وحينما سُأل عما علمته تجربة الحياة في أميركا، كاد أن يقول، من خلال سرد علاقته الحميمة مع صديقه الأميركي كيث هندرسون، عبارة لقمان الحكيم «رب أخ لك لم تلده أمك»، إذ اعترف أنه لم يمر عليه في حياته شخص مثل ذلك الأميركي لجهة الشهامة والأخلاق الرفيعة والكرم، مضيفا أن كان بمثابة الأخ والصديق والمعين وقت الحاجة. أما اهتمامه بعلوم الرياضيات فقد بدأ منذ المرحلة الثانوية، ثم تعزز بلقائه في عام 1964 مع العالم الأميركي المهتم بإسهاماته في الرياضيات ميرس كلاين، الذي شجعه على الكتابة عن مآثر أجداده العرب والمسلمين في الرياضيات ومختلف العلوم الأخرى، ففعل كما لم يفعله غيره. أهم إصداراته من أهم ما صدر للأستاذ الدكتور علي الدفاع: الموجز في التراث العلمي العربي الإسلامي، والعلوم البحتة في الحضارة العربية الإسلامية، وإسهام علماء العرب والمسلمين في الصيدلة، وأعلام الفيزياء في الإسلام، وإسهام علماء العرب والمسلمين في علم الحيوان، وإسهام علماء العرب والمسلمين في علم النبات، ورواد الحضارة العربية والإسلامية في العلوم، ورواد علم الطب في الحضارة الإسلامي، وموسوعة نوابغ العرب والمسلمين، وأعلام العرب والمسلمين في الطب، ولمحات من تاريخ الحضارة العربية والإسلامية، ونوابغ علماء العرب والمسلمين في الرياضيات، ورواد علم الفلك في الحضارة العربية والإسلامية، ورواد علم الجغرافيا في الحضارة العربية والإسلامية، والمناحي العلمية عند القزويني، ولمحات من تاريخ الطب عند المسلمين الأوائل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©