الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مقابر «بـات» العُمانية تروي قصة حضارة ما زالت تفاصيلها مجهولة

7 نوفمبر 2009 01:00
“مقابر بات” الأثرية بسلطنة عمان قصة يطول شرحها.. فهي تتكون من حوالي 400 مقبرة أثرية عبارة عن بناء دائري من حجارة صلبة مربعة الشكل على شكل قباب من الحجر البني اللون. وتتألف المقبرة من جدارين خارجيين وآخر داخلي مقسم إلى عدة غرف. ويشبه وسطها شكل خلية النحل، ويبلغ ارتفاعها نحو 4 أمتار. ويقسم القبر من الداخل إلى حجرات لدفن الموتى تحتوي على بعض الأواني الفخارية والحجرية والخرز المصنوع من الأحجار الكريمة والعظام والأخشاب. وحظيت هذه المقابر التي يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد أي منذ حوالي 5000 سنة، في ولاية عبري بمنطقة الظاهرة بشهرة واسعة بعدما أدرجتها لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي. ويقول حسن بن محمد اللواتي مدير عام الآثار والمتاحف بوزارة التراث والثقافة العمانية “اكتشف فريق دنماركي تابع لمتحف آرهوس مقابر بات في سبعينيات القرن الماضي، ثم توالت عليها المسوحات من قبل فريق بريطاني ومن ثم فريق ألمـاني. وخلال عمليات البحث والتنقيب التي قام بها الأثريون تم اكتشاف بقايا أوان فخارية وأخرى حجرية استخرجت من “مقابر بات” التي تشبه مقابر حضارة “أم النار” بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعود إلى الفترة ما بين 3000 - 2700 ق.م. وأضاف اللواتي “لقد أرخت بعثات التنقيب لأقدم المدافن في بات إلى فترة حفيت (3000 – 2500 ق.م) ثم مدافن الألف الثالث (فترة أم النار 2700 – 2000 ق.م). وأيضا اكتشفت مدافن خلال عمليات الترميم تعود إلى الفترة الانتقالية بين حضارة حفيت وحضارة أم النار، وقد أطلق عليها مدافن فترة بات، بالإضافة إلى كميات هائلة من المدافن. كما عثر على أبراج مستديرة ضخمة يتوسط بعضها بئر ماء، وأسماؤها في سلطنة عمان هي قصر الرجوم، وقصر الخفاجي، وقصر مطارية، وقصر السليمي، وبرج الخطم”. ويقول اللواتي “وقعت وزارة التراث والثقافة في عام 2006 مذكرة تفاهم مع متحف التعدين بمدينة بوخوم بألمانيا لانتداب خبير لترميم المدافن، ومنذ تلك الفترة تم اكتشاف وترميم حوالي 5 مدافن أثرية، وذلك بمشاركة فريق عماني. ورغم تخصيص وزارة التراث والثقافية لمرشد سياحي للموقع إلا أن أهالي ولاية عبري يقومون بدورهم بإرشاد السائحين الذين يفدون إلى المنطقة التي تبعد نحو 350 كيلومترا عن العاصمة مسقط للاطلاع على هذا الأثر العالمي. يقول حمد بن راشد الجابري من أبناء ولاية عبري “لا يجوز أن نعتبر أنفسنا خارج خريطة هذه المدافن لأن من لا ماضي له لا حاضر له، ولا تتصوروا مقدار سعادتنا عندما يحل بيننا وفد سياحي أو طالبو علم من جهات مختلفة من السلطنة لتقصي المعلومة التاريخية. وأضاف “طبعا لا ندعي أننا أوثق من الوزارة المعنية ولكن نحاول أن نساعد بما نملك من معلومات خصوصا أننا أبناء المنطقة ومن دعائم التنمية في بلادنا”. وعن العوامل التي ساعدت على رسوخ القبور إلى يومنا هذا يقول خميس البريدي من أهالي المنطقة “الذي ساعد على الحفاظ على القبور هي الحجارة الضخمة التي بنيت عليها والتي يصعب على عشرين رجلا رفعها، ورغم عوامل التعرية والانجراف التي أتلفت أسقفها قاومت المقابر وظلت باقية لآلاف السنين كواحدة من دعائم السياحة الأثرية في سلطنة عمان
المصدر: عبري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©