الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«حائط الدفاع ضد الفاشية» تحول إلى مزار سياحي بعد 20 عاماً

«حائط الدفاع ضد الفاشية» تحول إلى مزار سياحي بعد 20 عاماً
7 نوفمبر 2009 00:58
منذ 20 عاماً مضت كان سور برلين أهم معلم يميز هذه المدينة، وكان السور يمتد لأكثر من 40 كيلومتراً، وأطلق مسؤولو ألمانيا الشرقية وقتذاك عليه وصف “حائط الدفاع ضد الفاشية. ولكن لا يكاد توجد بقايا لهذا السور يمكن رؤيتها في الوقت الحالي، حيث تم هدم وإزالة 45 ألف قطعة من الأسمنت المسلح وسحقها خلال السنوات التي أعقبت عام 1989. غير أنه خلال العام الحالي الذي يواكب الذكرى العشرين لتحطيم سور برلين تحاول أعداد متزايدة من الأفراد تتبع طريق هذا السور خلال المدينة واستكشاف الأجزاء القليلة المتبقية من الحطام. وتعد بوابة براندنبرج مكاناً مناسباً للبدء منه، ويستطيع مئات السياح المرور اليوم بحرية عبر هذه البوابة التي تعد رمزاً لمدينة برلين العاصمة الألمانية، وخلال فترة تقسيم برلين بين المعسكرين الشيوعي والغربي كانت المنطقة المحيطة بالبوابة يسودها الهدوء التام لأن سور برلين كان يمر بالضبط أمام أعمدتها. وتمتد الأحجار البازلتية التي ترصف الطريق والمغروسة في الأرض من مكان البوابة إلى ميدان بوتسدامر وتشير إلى طريق السور، ويمكن العثور على سبعة أجزاء من السور الأصلي في ركن الطريق حيث يقف حالياً مبنى إداري متعدد الطوابق. وبجوار هذه الأجزاء من السور يقف رجل يرتدي زي الشرطة الألمانية الشرقية السابقة والتي كان يطلق عليها اسم فولكس بوليزي أي شرطة الشعب، ويعرض الرجل على السياح “أختاماً أصلية لتأشيرات الدخول لألمانيا الشرقية”. ويلاحظ أن قطعاً من اللبان (العلكة) تلتصق بقطع قليلة من هذه الأجزاء ،كما يلاحظ أن عدداً من السائحين قد نقشوا أسماءهم على الأجزاء الأسمنتية المتبقية من أنقاض السور. وعلى الرغم من المشهد غير المعتاد الذي توجد فيه أجزاء سور برلين إلا أن هذه الأجزاء تعطي انطباعاً جيداً حول الطريقة التي كان السور يحدد بها المدينة ويسد الشوارع ويقسم برلين إلى شطرين. ويمكن مشاهدة هذا أيضاً في متحف مارتن جربيوس باو للفن القريب من المكان. ويوضح كلاوس كوفاتش المرشد السياحي الذي كان يعمل دليلاً للزوار عبر شوارع المدينة منذ عام 1990 أن الشارع الذي يقع أمام مبنى المتحف لم يكن له وجود خلال فترة تقسيم المدينة، وعلى الرغم من أن الطريق الذي يقطع سيراً على الأقدام كان يقع في الجانب الغربي من السور إلا أنه كان يتبع في الواقع الشطر الشرقي من المدينة ولم يكن أهالي الشطر الغربي منها يستطيعون استخدامه. وهذا يفسر السبب في أن المدخل لغرف مبنى المتحف تم نقله إلى الجانب الجنوبي، ولم يتم إعادة افتتاح المدخل الرئيسي للجمهور إلا بعد سقوط السور. وبجوار متحف مارتن جربيوس باو للفن مباشرة يقع ثالث أطول جزء من السور الذي لا يزال واقفاً، وفي الأيام التي أعقبت تحطيم السور عام 1989 حاول آلاف الأشخاص سحق قطعه الأسمنتية. وقد تم الحفاظ على الجزء من السور المتاخم للمتحف بشكل خاص لإعطاء الزوار انطباعاً حول شكله في الأيام الخوالي. ويوضح كوفاتش أن الاحتفاظ بشكل السور في هذا الموقع لم يأت بمحض المصادفة، ويقول إن هذا الجزء من مدينة برلين كان في قلب الجهاز الحكومي النازي، وخلف السور مباشرة تقع الأراضي التي كان مقام عليها مباني الجستابو وهو جهاز الشرطة السرية للنازي وكذلك مقار قوات الصاعقة ومكتب أجهزة الأمن الرئيسي للرايخ الألماني في عهد هتلر، وعلى الجانب الآخر كان يقع مبنى وزارة الطيران التابعة لحكومة الرايخ النازية. وتعد بوابة تشارلي التي كانت نقطة الجوازات السابقة حيث كان الدبلوماسيون والأجانب يمرون عبر السور من خلالها من معالم الجذب المهمة للسياح. وقد تم إزالة نقطة المرور الحدودية هذه التي كانت تابعة لقوات الحلفاء عام 1990 وحل محلها في وقت لاحق نقطة نسخة طبق الأصل منها. وينتهز الكثيرون الفرصة لكي يلقوا نظرة على متحف نقطة تشارلي ويمكن رؤية السياح طوال اليوم وهم يلتقطون الصور الفوتوغرافية لهذا المبنى.أما ثاني أطول جزء من السور الذي يمكن زيارته فيقع في شارع بيرناور. وبعد بناء سور برلين حاول أشخاص كثيرون الهروب من الشطر الشرقي لبرلين إلى الشطر الغربي عن طريق القفز في اتجاه الحرية من نوافذ المنازل التي كانت موجودة في هذا المكان، وتعرض بعضهم للموت أثناء هذا الفرار
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©