سيسيناندو

وفق أحد المقاييس الفنية لتقييم اللاعبين يجب أن تسأل من هو بديل اللاعب لكي تأخذ الانطباع الأكثر دقة عن مستوى هذا اللاعب، وكما يقولون في عالم كرة القدم “قل لي من هو بديلك أقل لك من أنت”، وفي صفوف منتخب السامبا البرازيلي يجلس داني ألفيش المدافع الأيمن المتألق في صفوف البارسا احتياطياً للمدافع الأيمن الأفضل في العالم حالياً “مايكون”، واللافت في أداء مايكون أنه تجاوز مرحلة “المدافع العصري”، ليحصل بجدارة على لقب “المدافع الذي سبق عصره”، فهو المدافع الأيمن الوحيد في العالم حالياً وفق رؤية خبراء الكرة العالمية الذي يؤدي الأدوار الدفاعية والهجومية بتوازن تام، ولم يسبق للاعب آخر في مركزه أن أدى هذا الدور بهذا القدر من التوازن، فهو ينقذ هجمة خطيرة، وبعد ثوان تجده يصنع هدفاً، وحينما يتعثر المهاجمون يتقمص شخصية اللاعب الهداف كما فعل خلال مواجهة البرازيل مع كوريا الشمالية. وعلى الرغم من تواجد كاكا وفابيانو وروبينيو وغيرهم من النجوم في قائمة المنتخب البرازيلي إلا أن مايكون هو الذي نجح في تحطيم المتاريس الدفاعية للمنتخب الكوري، ولم يكن المشهد جديداً على مايكون فقد فعلها من قبل 5 مرات مع منتخب بلاده، وفعلها 16 مرة مع الأندية التي لعب في صفوفها وخاصة الإنتر ، وبعيداً عن قدراته التهديفية فهو يجيد صناعة الأهداف مثل أمهر اللاعبين، ويدافع عن مرماه بروح أقوى المدافعين، والمثير في الأمر انه جعلنا لا نشعر بتناقض بين القوة والمهارة، بعد جمع الإمكانات الدفاعية مع القدرات الهجومية في مزيج رائع اسمه “مايكون”. وبتواضع وواقعية الكبار اعترف مايكون بعد الهدف الذي أحرزه في مرمى كوريا الشمالية بأنه قرر أن يقذف بالكرة “ويترك الباقي على الله” فكانت المكافأة الإلهية بهدف رائع فتح الطريق أمام منتخب السامبا للخروج بفوز هام في ضربة البداية بالمونديال.