الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوغان يتوعد بمواصلة حملة التطهير ومداهمة هيئة أبحاث علمية

أردوغان يتوعد بمواصلة حملة التطهير ومداهمة هيئة أبحاث علمية
4 أغسطس 2016 12:39
إسطنبول (وكالات) توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس بمواصلة حملة التطهير التي تجريها السلطات منذ محاولة الانقلاب الفاشل. وفيما جدد دعوته الولايات المتحدة الى تسليم الداعية فتح الله جولن الذي يتهمه بتدبير المحاولة، قالت منظمة العفو الدولية: «إن تركيا تحتجز كثيرين في أماكن مجهولة ومنشآت رياضية أو أماكن تربية حيوانات في ظروف غير إنسانية». وتوعد أردوغان بمواصلة حملة التطهير التي تجريها السلطات منذ الانقلاب الفاشل، معتذرا من الاتراك لعجزه في السابق عن «كشف الوجه الحقيقي» للداعية فتح الله جولن الذي يتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الشهر الماضي. وقال الرئيس التركي في مؤتمر لرجال الدين في أنقرة «ولى زمن الشك وبدأت مرحلة النضال.. من الآن فصاعداً، كل من يصغي الى هذيان هذا المشعوذ.. هذا الإرهابي في بنسيلفانيا عليه تحمل تبعات ذلك». واعتذر أردوغان لعجزه عن «الكشف منذ زمن طويل عن الوجه الحقيقي لهذه المنظمة الخائنة» معتمدا نبرة تواضع غير معهودة. وقال «لقد ساعدت شخصياً هذه المجموعة رغم الخلافات معها حول مسائل كثيرة، ظناً أن الاتفاق ممكن، استناداً إلى أقل نقطة توافق.. تساهلنا معهم لأنهم كانوا يقولون «الله» في إشارة إلى أنصار جولن. وتابع: «إن فضيحة الفساد الكبرى في 2013 كشفت (للمرة الأولى وجههم الحقيقي)»، في إشارة إلى شبكة جولن التي يتهمها نظامه أيضاً بالوقوف وراء فضيحة الفساد. وبدأ تدهور العلاقات بين أردوغان وجولن مع فضيحة الفساد التي طالت وزراء مقربين من أردوغان وأفراد من عائلته بعد أن كانا حليفين مقربين في أثناء تولي أردوغان رئاسة بلدية إسطنبول في التسعينيات ورئاسة حزب العدالة والتنمية بعد وصوله إلى السلطة في 2002. وقالت منظمة العفو الدولية أمس: «إن السلطات التركية تحتجز العديد من الأشخاص في أماكن غير معلومة، بعد أكثر من أسبوعين من محاولة الانقلاب». وقال أندرو جاردنر، المتخصص في الشأن التركي بالمنظمة في إسطنبول: «إنه بسبب ضعف القدرة الاستيعابية في السجون العادية، يتم احتجاز المشتبه فيهم في أنحاء البلاد بمنشآت رياضية أو أماكن تربية الحيوانات في ظل ظروف غير إنسانية». وأضاف: «إنه يتعين أن يتم السماح للمعتقلين بالتواصل مع أسرهم، وأن يسمح لهم بتوكيل محامين». وأشار جاردنر إلى أن السلطات لم تقم بعد بإعداد قائمة رسمية بالسجناء وأماكن احتجازهم خاصة من يتهمون بأنهم زعماء الانقلاب. وكانت المنظمة قد حذرت في تقرير لها الأسبوع الماضي من أن الشرطة ربما تشارك في تعذيب المتهمين بتدبير محاولة الانقلاب، وهو ما نفته الحكومة التركية. إلى ذلك، دعا أردوغان في مقابلة تلفزيونية أمس الأول، الولايات المتحدة الى تسليم جولن. وقال لتلفزيون المكسيك: «إن السلطات الأميركية تطلب وثائق لتسليمه». وأضاف: «من لا يرى أنه يقف وراء كل هذا أعمى». ويعيش جولن في الولايات المتحدة منذ 1999 وقد نفى أي تورط له في المحاولة الانقلابية. وقال وزير العدل التركي بكير بوزداغ ان السلطات التركية سلمت الولايات المتحدة مجموعة جديدة من الوثائق بشأن تسليمه. وقال اردوغان: «عندما نطلب تسليم إرهابي فعليكم تلبية هذا الطلب.. إذا بدأتم تطلبون وثائق وغيرها، يكون هناك عقبة على طريقنا لمكافحة الإرهاب». وأوضح «حالياً نواجه صعوبة في تسلم إرهابي نطلب استرداده». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد صرح في 18 يوليو بانه على تركيا تقديم «أدلة دامغة» و«ليس ادعاءات» ضد جولن. وتساءل الرئيس التركي في المقابلة نفسها «ما هي الأدلة التي تحتاجون إليها؟». وأضاف: «إذا كنتم تضعون حواجز بيروقراطية، فانتم تضعون عقبات على طريقنا لمكافحة الإرهاب»، مؤكدا أنه «في مجال مكافحة الإرهاب، لا نستطيع إضاعة الوقت، ستة أشهر أو سنة أمر لا يحتمل». إلى ذلك، قال أردوغان أمس: «إنه ستكون هناك تعيينات جديدة في قوات الأمن خلال الثماني والأربعين ساعة المقبلة على الأرجح». وتجري تركيا تغييرات شاملة على هيكلة أجهزتها العسكرية منذ مطلع الأسبوع، وتشدد الحكومة قبضتها على تلك الأجهزة في أعقاب محاولة الانقلاب التي شهدتها الشهر الماضي، وأسفرت عن مقتل 237 شخصا وإصابة ما يقرب من 2200 آخرين. في غضون ذلك، قال تلفزيون (إن.تي.في): «إن الشرطة اقتحمت مكاتب هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية (توبيتاك) أمس في إطار التحقيقات مع أتباع جولن». وأضاف التلفزيون: «إنه جرى اعتقال عدد كبير خلال مداهمة مكاتب الهيئة في إقليم قوجه إيلي بشمال غرب تركيا. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل». وتمول توبيتاك بحسب موقعها على الإنترنت مشروعات البحث العلمي في الجامعات والقطاع الخاص ويعمل بها أكثر من 1500 باحث. من جانبه، أقر الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيون ياجلاند أمس في تركيا «بالحاجة لتطهير» المؤسسات في هذا البلد بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو. وياجلاند هو أول مسؤول أوروبي يقدم دعمه لأنقرة في حملة التطهير الواسعة النطاق الجارية حاليا في البلاد. لكنه ذكر بضرورة احترام دولة القانون. وقال الأمين العام لمجلس اوروبا بعد لقائه وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو: «أود القول إنه كان هناك تفهم قليلاً جداً من جانب أوروبا لموضوع التحديات التي انتجها الانقلاب الفاشل بالنسبة للمؤسسات الديموقراطية والدولة في تركيا». وتوالت الانتقادات من أوروبا حيال حجم هذه الحملة التي تشنها تركيا وطالت الجيش والقضاء والمدارس والصحافة مع توقيف حوالى عشرة آلاف شخص قيد الحجز الاحتياطي وإقالة أكثر من 50 ألفاً من مناصبهم. وقال ياغلاند بخصوص مناصري جولن: «أُقر بأنه بالتأكيد كان من الضروري التصدي لهؤلاء الذين يقفون وراء الانقلاب الفاشل وهذه الشبكة السرية أيضاً التي اخترقت مؤسسات الدولة والجيش وكذلك القضاء». وأضاف: «لقد ابلغنا بهذا الأمر منذ فترة طويلة شبكات جولن. وبالتالي نرى هناك حاجة لتطهير كل هذا» وذلك قبل لقائه الرئيس رجب طيب اردوغان ثم رئيس الوزراء بن علي يلديريم. وتابع: «لكنه أيضاً من المهم جدا أن يكون ذلك متطابقاً مع دولة القانون ومعايير الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©