افتتح في صالة ''بيسمنت جاليري'' في دبي مساء أمس الأول معرض يحمل عنوان ''الدُّرَر الخفية'' يضمّ أعمال 17 فناناً من حول العالم بهدف تسليط الضوء على مجموعة لافتة من الأعمال الفنية الإبداعية غير التقليدية، ويستمر المعرض الذي يأتي مع اقتراب شهر رمضان المبارك حتى 25 سبتمبر المقبل·
وفي حديث مع بهراك رؤوفي وهي من مؤسِّسي ''بيسمنت جاليري'' قالت: ''معرضنا هذا هو بمثابة منصة لانطلاقة أعمال كوكبة من الفنانين اليافعين المُبدعين التي يتم عرضها للمرة الأولى في دبي· ويمكننا أن نشبِّه المعرض بالحوارية الإبداعية المفتوحة، حيث ستتحاور أفكارٌ مختلفة من مدارس فنية وإبداعية متباينة، ونحن على يقين من أنَّ الأعمال المعروضة ستبهر الحضورَ لا لروعتها فحسب، بل لأنها غير تقليدية في رؤيتها ومقاربتها الإبداعية''·
ويولي المعرض اهتماماً خاصاً للفنانين الشباب والواعدين، خاصة أنّ نصف اللوحات المشاركة والمعروضة فيه لفنانين لم يبلغوا الثلاثين من العمر ممَّن لم ينالوا حظهم من الشهرة حتى الآن، والذين تؤكد أعمال الكثيرين منهم بلوغ تجاربهم نضجاً كبيراً·
تتعدد أساليب الفنانين المشاركين، كما تتفاوت مستويات مشاركتهم، فأحدهم يلجأ إلى الطبيعة الحية مصوراً الشجر وسحر الرمال، في حين يلجأ آخر إلى جماليات الخط العربي وحروفه، وثمة من يلجأ إلى التجريد ويمزجه بالسوريالية، إضافة إلى التصوير الفوتوغرافي، وغير ذلك من الأساليب والأشكال والمدارس·
تعطي الجولة في لوحات المعرض انطباعاً بتطور الفن الإيراني، حيث إن أعمال عشرة فنانين إيرانيين تعطي صورة لتجارب متقدمة على غير صعيد، فهناك قدر من التجريب في أعمال غالبيتهم، سواء بالنسبة للألوان أو التكوينات والخطوط التي تحدد اللوحة، حيث الفضاءات المفتوحة على تكوين حر يمتلك مفرداته التي تستوقف المشاهد داعية للتأمل، وقد يكون هذا بأثر التجارب المتميزة في تاريخ الفن الإيراني، وتبرز هذه الميزة في التنوع في مفردات اللوحات المشاركة·
من خلال أعمال الخط العربي نكتشف أن ثمة تجارب متنوعة في هذا الإطار أيضاً، فبين من يميل إلى استغلال حرف الهاء وإمكانات تطويعه وجمالياته، إلى من يستغل اسم الجلالة في صور متعددة، وكذلك استخدامات حرف الواو، إضافة إلى الزخارف العربية الإسلامية المعروفة، وهذه سمة الكثير من أعمال الفنانين الإيرانيين·
في جناح آخر نطلع على تجارب تشتغل على عناصر الطبيعة من بحر ونخيل وأشجار خرافية أحياناً، ونرى أعمالاً مشغولة بألوان كثيفة تمثل وجوهاً بأقنعة أفريقية، وأعمالاً أخرى تبرز جمال الطفولة بإبراز براءة وجوه الأطفال·
تجارب من عوالم مختلفة لا تقتصر على إيران بل تطال التصوير للمناظر الكوبية، ومشاهد من ليبيريا وأخرى من أميركا وباكستان·
وأخيراً قالت نرجس حمزيانبور المشاركة في تأسيس ''بيسمنت جاليري'' أيضاً ''منذ انطلاقتنا في يونيو 2008 استقطبنا الأعمال الفنية والإبداعية لمشاهير الفنانين المعروفين إقليمياً وعالمياً·
بيدَ أننا قرَّرنا أن يكون معرضنا خلال شهر رمضان المبارك فرصة حقيقية للتأمل، إذ يسلط معرضنا الضوء على الفنانين المُبدعين الشباب''·
عدد اليوم
