صناعة القراقير فن ومهارة وخبرة

الصيد «بالقراقير» أو «الدوباية» إحدى طرق الصيد المنتشرة في كل دول الخليج، وتتركز هذه الحرفة في المناطق التي يعتمد اقتصادها على صيد الأسماك، والكثير من الصيادين في رحلتهم للصيد يفضلون استخدام تلك الطريقة السريعة في الصيد، حيث تلائم هذه الطريقة غالباً الأماكن الصخرية أو الطينية، أو أماكن تواجد الشعاب المرجانية، وهي أماكن يصعب استعمال الشباك فيها، كما أنها تحتفظ بالأسماك طازجة مقارنة بأدوات الصيد الأخرى. نوعيات الأسماك التي تصطاد في «القراقير»، على اختلاف أحجامها، لا تختلف كثيراً من ناحية الصنف والفصيلة، إلا أنها تتباين تبعاً للحجم. مبارك الغانم أحد صيادي السمك في الشارقة، يمارس رحلات صيد السمك منذ ما يزيد على العشرين سنة، يقول عن هذه المهنة: «لقد أوشك الصيد بالقراقير على الانقراض بعد ظهور الكثير من وسائل الصيد الحديثة». حول الأجزاء التي يتكون منها «القرقور» يقول الغانم: «هي ثلاثة أجزاء، الجسم الرئيسي يكون بشكل قبة، أما القاعدة فتأتي دائرية، بينما يأخذ النفق أو الفم شكل قمع، وعند جمع الأجزاء الثلاثة، بعد تقوية القاعدة، يكون القرقور على شكل «بيت الاسكيمو»، مع باب بيضاوي في الجزء السفلي منه وملاصق للقاعدة نوعاً ما». يسترسل الغانم قائلاً: «الصيد بالأقفاص الحديدية (القراقير والدوابي) ينقسم إلى عدة أنواع، منها «الدوابي»، وهي الأكبر، ومنها السيم الرفيع، والسيم المتين استناداً إلى سماكة الحديد المستخدم في صناعتها، يستخدم الرفيع في فصل الصيف، والمتين في الشتاء». والقرقور عادة عبارة عن غرفة على شكل نصف دائرة، لها مدخل مخروطي الشكل، ضيق في طرفه الأخير، ويختلف من حيث الحجم بين كبير ومتوسط وصغير، وكلها تصنع يدوياً من سلك معدني ذي مقاس (20/24)، مغطى بطبقة من الزنك سماكتها من (1, 2ـ0,8) ملم، وتقاس في منطقة الخليج «بالباع»، ويستغرق العمل في القراقير عادة يومين، وهو يتكون من طبقتين، يوم للطول ويوم آخر للارتفاع. حيث يقارب ارتفاع القراقير حوالي متر وربع. أما مدخل القرقور فهو يكون على شكل مخروطي، ويوضع داخله شبك من حديد، مهمته منع السمك من الوصول إلى الطعم بعد دخولها، وغالباً ما يكون الطعم هو عبارة عن القباقب أو أسماك صغيرة، أو بعض الحشائش. مع نزول القرقور إلى قاع البحر يوضع ثقل في أسفله مهمته تثبيته في القاع. كما يربط بحبل متين أيضا لاستخدامه في رفع القرقور من البحر، حيث يزيد طول الحبل مرتين عن عمق المنطقة التي يتم فيها الصيد، ويُربط حبل بطرف الحبل الأول ويعلق بعد (2ـ3) عوامات يبلغ طولها مترين، كذلك يوضع حجر ثالث في وسط الحبل المتصل بالقرقور». عن أسعار القراقير يقول الغانم :»مع ارتفاع أسعار الأسلاك المعدنية ارتفعت مثيلاتها للدوباية، حيث يتراوح سعر الصغير منها، بين السبعين والمئة درهم، بينما يباع الكبير بسعر المئتين والثلاثمئة وخمسين درهماً، وتكون مدة صلاحيتها عادة حوالي السنتين