الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جاسم العوضي: التاريخ فتح دفتيه للعابرين في أزقة فاس المغربية

جاسم العوضي: التاريخ فتح دفتيه للعابرين في أزقة فاس المغربية
6 نوفمبر 2009 22:47
يحب العوضي تدوين اللحظة من خلال الصورة، وسعى إلى ذلك في مدينة فاس المغربية، في ذلك يقول: “وجدت نفسي اختزن الماضي بتفاصيله الدقيقة التي أجدها محفورة عبر طيات الزمن الجميل والآثار التي مازالت متجسدة في الأحياء القديمة التي أجدها إرثا ثقافيا حضاريا لابد أن يحفظ ويصان، فجذبتنبي مدينة فاس المغربية، وأصبحت مشدودا إلى ما تتمتع به فاس من مظاهر قديمة ومبان وأحياء تشكلت على امتداد قرون مضت، بحيث يخالج المرء حين يخترق زقاقها وممراتها الضيقة شعور بأن التاريخ فتح دفتيه ليقلب صفحاته النابضة بالحياة، فالمظاهر العمرانية القديمة ما تزال حاضرة وبقوة، ولم يمكنني المضي دون أن أدون التاريخ عبر عدستي”. يضيف مسترسلا: “بدأت أتفحص بعيني كل ما يدور في ثنايا أزقة فاس الدافئة التي لا تخلو من المارة، وجدران المباني التي ما زالت تقاوم مظاهر التطور والعوامل الخارجية التي بدأت تنهش في أطرافها. فكيف يمكن أن أبارحها دون أن تلتقط كاميرتي ملامح هذا الإرث المتمثل في روح الماضي؟ لذا وجهت كاميراتي لترصد حركة الأزقه و”السكيك” وخطوات المارة في الممرات الضيقة أو الجلوس بين ثناياها، وحتى التلصص من الشرفات العالية على المارة، فدونت مئات السنين من عمر هذا المكان في ساعة واحدة، فالتاريخ منحوت على الجدران بحاجة لمن يقرأه. ومن هنا سجلت الهمسات والوشوشات المنبعثة من جدران أزقة مدينة فاس”. ذاكرة مرئية عن نشأة الموهبة الفنية لدى الإنسان عموما، يقول العوضي: “تكمن بداية الفن عموما عند أي فرد لحظة إحساسه العميق ببوادر نمو الميول والرغبة في ملامسة هذا الفن الذي يصبح شغوفا به، ونجد أن البيئة التي ينمو فيها الفنان قد تلعب دورا محوريا في تشكيل ملامح هذه الموهبة والهواية التي من الممكن أن تدعم من خلال الممارسة والتشجيع ومنح الفرص للمرء في إظهار موهبته وما يتمتع به من مهارة بحاجة إلى تنميتها وتطويرها وصقلها من خلال الاحتكاك بالفنانين ومشاهدة نمط أعمالهم وتبادل المعلومات والتساؤلات ومناقشتها لإثراء المخزون العلمي حول هذا الفن، من هنا تجلى في نفسي حب التصوير”. ويضيف العوضي: “إن الصورة عبارة عن ذاكرة مرئية وخامة جاهزة للتشكيل حسب حاجة ورؤية الفنان وتحمل رسالة واضحة، فالتصوير بحد ذاته فن يعد لونا من ألوان الثقافة الإنسانية التي تختلف من بيئة إلى أخرى، ووسيلة يعبر بها المرء عما يعتريه من أحداث ومواقف ويعرضها بطريقة فنية تختلف من فنان إلى آخر، لكنها كلها تصب في إظهار روح الإبداع الممزوج بالقيمة الفكرية التي يحملها العمل. ولغة تواصل حقيقية بين الأفراد الذين قد يربطهم فن ما بالرغم من اختلاف ثقافاتهم”. ويشير العوضي إلى أن “الصورة الفوتوغرافية هي اللغة التي يحاور بها الإنسان ذاته والآخر أيضا، فوراء كل عمل فني فكرة، ولكل عمل هدف ما، فيما تتراوح الأفكار مابين السعادة والسرور والشقاء والتعاسة والفرح أو الحزن، وعادة ما تحمل الصورة طابع الشفافية والواقعية، ومن خلالها يوصل المصور فكرته إلى الآخرين
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©