عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
رفع «ماراثون الأسهم» الذي تشهده أسواق المال المحلية، ضمن جولة جديدة من الارتفاعات من وتيرة مكاسبه خلال تعاملات أمس، بدعم من نتائج فاقت توقعات المحللين والمستثمرين للشركات والبنوك للربع الأول.
وأضافت الأسهم مكاسب جديدة بقيمة 7,4 مليار درهم لترفع جملة مكاسبها خلال 4 جلسات إلى 24,6 مليار درهم، في مؤشر على حجم المكاسب التي تحصدها الأسواق، والتي دعمت سوق أبوظبي للأوراق المالية في اجتياز مستوى 5200 نقطة في جلسة أمس مرتفعاً بنسبة 0,43%، فيما واصل سوق دبي المالي حصد المزيد من المكاسب بعدما اخترق مستوى 5000 نقطة أمس الأول، وتجاوز في جلسة أمس حاجز 5100 بارتفاع نسبته 2,3%. ويواصل سهم شركة أرابتك قفزاته التي تثير حيرة العديد من المحللين بين مؤيد لهذه القفزات السريعة التي دفعت السهم للاقتراب من حاجز الدراهم التسعة بعد مستوى 8 دراهم بداية الأسبوع الحالي، وبين متحفظ على سرعة ارتفاعات السهم الذي أوصلته إلى مكررات ربحية تبعث على المخاطرة تقترب من 70 مرة، مقارنة مع 21 مرة مكرر ربحية سوق دبي المالي.
وحقق سهم أرابتك ارتفاعاً هو الأعلى للسهم خلال العام الحالي بنسبة تجاوزت 10% في جلسة واحدة، وتجاوزت تداولاته المليار درهم أعلى من تداولات سهم إعمار العقارية الذي فشل في الاحتفاظ بمستواه فوق 11 دراهم الذي اخترقه، بدعم من إعلان الشركة عن نمو أرباحها الفصلية بنسبة 55% خلال الربع الأول.
وقال مروان شراب مدير صناديق الاستثمار في شركة فيجن إنفستمنت: «إن الارتفاعات الحالية التي تشهدها أسواق الإمارات تستند إلى أساسيات حقيقية تتمثل في قوة ومتانة الاقتصاد الوطني ونتائج إيجابية مستمرة للشركات المدرجة، فضلاً عن أن أسواق الإمارات على الرغم من ارتفاعها منذ العام الماضي لا تزال منخفضة منذ الأزمة المالية عام 2008 بنسبة 5% في مؤشر سوق دبي المالي، في حين أن الأسواق العالمية اجتازت منذ أكثر من عام خسائر ما بعد الأزمة المالية.
وأرجع القفزات السعرية لسهم أرابتك إلى التعافي الذي يشهده قطاع العقارات والمقاولات الذي تعمل فيها الشركة والتي دخلت في مشاريع ضخمة خارج وداخل دولة الإمارات ستحصل من خلالها على عوائد كبيرة، فضلاً عن تنويعها النشاط من خلال الدخول في مشاريع النفط والغاز والتطوير العقارين واعتزامها طرح إحدى شركاتها التابعة للاكتتاب العام.
وأضاف: «التحفظ الذي ربما يبعث على الخوف لدى شريحة من المستثمرين، يكمن في سرعة الارتفاعات التي يسجلها السهم وليس في صعوده، لكنْ هناك مبرر حقيقي وراء الارتفاع، وفي حال جاءت هذه الارتفاعات في فترات زمنية أطول مما تحققت فيه لكانت مقبولة لدى الجميع». وقال شراب: «إنه من الطبيعي أن تتعرض الأسواق بعد كل موجة سعرية كبيرة وطويلة إلى عمليات جني أرباح، بيد أن ذلك لا يثير أي مخاوف على الإطلاق بشأن استمرار الصاعد لأسواق الإمارات، حيث تتوافر المقومات كافة التي تدعم استمرار الموجة التفاؤلية.
وبحسب إحصاءات هيئة الأوراق المالية سجلت معدلات السيولة مستويات قياسية جديدة، اقتربت من الخمسة مليارات درهم إلى 4,76 مليار درهم من تداول 1,2 مليار سهم، هي الأكبر خلال العام الحالي كمعدل تداول يومي للأسواق.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 74 شركة من أصل 120 شركة مدرجة في الأسواق المالية، وحققت أسعار أسهم 28 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 33 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم بقية الشركات.
وجاء سهم «شركة أرابتك القابضة» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا، حيث تم تداول ما قيمته 1,27 مليار درهم موزعة على 150,31 مليون سهم من خلال 3810 صفقة، وجاء سهم «إعمار العقارية» في المركز الثاني بتداولات قيمتها 489,45 مليون درهم موزعة على 44,4 مليون سهم من خلال 1610 صفقة.
وحقق سهم «دبي الوطنية للتأمين» أكبر نسبة ارتفاع سعري، وأغلق سعر السهم على مستوى 2,80 درهم مرتفعا بنسبة 11,11% من خلال تداول 1000سهم بقيمة 2800درهم، وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم «أرابتك القابضة» ليغلق على مستوى8,71 درهم مرتفعا بنسبة 10,67% من خلال تداول 150,31 مليون سهم بقيمة 1.27 مليار درهم.
وسجل سهم «الجرافات البحرية» أكبر انخفاض سعري في جلسة التداول، وأغلق سعر السهم على مستوى 9 دراهم مسجلاً خسارة بنسبة 7,88% من خلال تداول 2300 سهم بقيمة 20,7 ألف درهم، تلاه سهم «الصناعات الوطنية» الذي انخفض بنسبة 7,25% ليغلق على مستوى 3,20 درهم من خلال تداول 10100 سهم بقيمة 33,23 ألف درهم.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 27,20%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 216,06 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 75 شركة من أصل 120 شركة، وعدد الشركات المتراجعة 30 شركة.
ويتصدر مؤشر قطاع «العقارات» المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى، وارتفع عن نهاية العام الماضي 67,72% ليستقر على مستوى 8868,27 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «الاستثمار والخدمات المالية»، محققا نسبة ارتفاع عن نهاية العام الماضي بنحو 62,9%، ليستقر على مستوى 8654,15 نقطة، ومؤشر قطاع «البنوك» 27,7% ليستقر على مستوى 3720,07 نقطة.
وارتفع مؤشر قطاع «الصناعة» ارتفاعاً عن نهاية العام الماضي بنسبة 24,3% ليستقر على مستوى 1380,34 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «الخدمات» بنسبة 22,8%، ليستقر على مستوى 1838,41 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «التأمين» بنسبة 7,89%، ليستقر على مستوى 1723,01 نقطة، ومؤشر قطاع «السلع الاستهلاكية» 4,30%، ليستقر على مستوى 1546,58 نقطة. وفي المقابل، انخفض مؤشر قطاع «النقل» عن نهاية العام الماضي 2,6%، ليستقر على مستوى 3554,99 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «الاتصالات» 3,8%، ليستقر على مستوى 2320,34 نقطة، تلاه مؤشر قطاع «الطاقة» 9,7 % ليستقر على مستوى 153,756 نقطة.
3 ملايين درهم صافي مبيعات الأجانب في سوق أبوظبي
قام المستثمرون الأجانب بعمليات جني أرباح محدودة خلال تعاملات سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس، وذلك من خلال صافي بيع بلغت قيمته 3 ملايين درهم، هى في ذات الوقت محصلة شراء المستثمرين المواطنين.
وبحسب احصاءات سوق أبوظبي، شكلت تعاملات الأجانب نحو 45,5% من إجمالي تعاملات السوق والبالغ قيمتها 985,7 مليون درهم، وذلك من مشتريات بقيمة 448,5 مليون درهم من شراء 108,3 مليون سهم، مقابل مبيعات بقيمة 451,5 مليون درهم من بيع 110,2 مليون سهم.
وحقق الاستثمار الخليجي أكبر صافي بيع بقيمة 22,4 مليون درهم، وذلك من مشتريات بقيمة 93,9 مليون درهم من شراء 25,9 مليون سهم، مقابل مبيعات بقيمة 116,4مليون درهم من بيع 33,9 مليون سهم، فيما بلغ صافي البيع الأجنبي غير العربي نحو 22,1 مليون درهم من مشتريات بقيمة 184,5 مليون درهم من شراء 29,2 مليون سهم، مقابل مبيعات بقيمة 206,6 مليون درهم من بيع 32,7 مليون سهم.
وحقق الاستثمار العربي أكبر صافي شراء بقيمة 41,6 مليون درهم من مشتريات بقيمة 170 مليون درهم من شراء 53 مليون سهم، مقابل مبيعات بقيمة 128,4 مليون درهم من بيع 43,6 مليون سهم. (أبوظبي-الاتحاد)
عدد اليوم
