الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«كالتشيوكوميسي» فصل جديد من فضائح «الفساد» في إيطاليا

«كالتشيوكوميسي» فصل جديد من فضائح «الفساد» في إيطاليا
11 ابريل 2012
روما (أ ف ب) - يبدو أن الكرة الإيطالية تتحضر لهزة جديدة بقوة الهزتين اللتين ضربتا “الكالتشيو” عامي 1980 و2006، وهذه المرة تحت تسمية “كالتشيوكوميسي”، أي المراهنة على مباريات كرة القدم، عوضاً عن فضيحتي “توتونيرو” التي تسببت بإيقاف هداف مونديال 1982 باولو روسي لثلاثة أعوام ثم تخفيف العقوبة إلى عامين وإنزال ميلان إلى الدرجة الثانية، و”كالتشيوبولي” التي أدت إلى تجريد يوفنتوس من لقبيه في الدوري وإنزاله إلى الدرجة الثانية. ووصل الأمر بالجمهور الإيطالي إلى حد السخرية من واقع اللعبة في بلاده نتيجة هذه الفضائح وتم تناقل هذه النكتة في الآونة الأخيرة: “خبر عاجل خاص بـ”كالتشيوكوميسي”: لم يتم شراء مباراة فيتشنزا- كالياري عام 1964”، وذلك كإشارة على التشكيك بنزاهة الدوري منذ زمن طويل. أما بالنسبة للفصل الأخير من الفضائح في بلد أبطال العالم أربع مرات فالأمر يتعلق بالمافيات المحلية والأجنبية واللاعبين المتورطين في التأثير على نتائج المباريات لتحقيق الربح في المراهنات. ولا يتعلق الأمر بالمراهنة على الفوز بالمباريات أو خسارتها بل بتحديد النتيجة أيضاً وعدد الأهداف المسجلة، وذلك بحسب ما كشف مدافع أتالانتا أندريا ماسييو الذي دافع عن ألوان باري الموسم الماضي، إذ ذكر أنه تم التلاعب بنتيجة الأخير مع أودينيزي (3-3) من أجل أن تشهد المباراة ستة أهداف. وكانت السلطات القضائية ألقت القبض على ماسييو صباح الثاني من أبريل الحالي لأنه من الفاعلين في قلب لعبة المراهنات، وإيقافه في السجن ما دفعه إلى كشف المستور، وعن احتمال تورطه في شراء 9 مباريات لباري خلال النصف الثاني من الموسم الماضي. واعترف ماسييو على سبيل المثال أنه سجل عن سبق الإصرار والتصميم هدفاً في مرمى فريقه خلال لقاء الديربي مع ليتشي (صفر-2)، لكن هذه الفضيحة ظهرت إلى العلن قبل إيقاف هذا اللاعب، وبالتحديد في يونيو 2011 حين ألقت الشرطة القبض على قائد اتالانتا كريستيانو دوني الذي حظي في بادىء الأمر بدعم جمهور فريقه قبل أن يتهم لاحقا بـ”يهوذا”. وخضع حينها أكثر من 20 لاعباً للتحقيق الذي تتولاه النيابة العامة في كل من كريمونا وباري، وكان دوني أول الذين جرموا فتم إيقافه لثلاثة أعوام ما أنهى مسيرته الكروية، كما يبدو ماسييو في طريقه لنيل المصير ذاته، والأمر ذاته ينطبق على ماركو روسي الذي انتقل إلى تشيزينا بعد أن كان مع باري. “إنه أمر مدمر”، هذا ما قاله رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم جانكارلو ابيتي، مذكراً أن الفساد يشكل صلب اهتمامات رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني. ولم يبق الاتحاد الدولي “الفيفا” بعيداً عن هذا الملف إذ أرسل بدوره مسؤول الأمن فيه، كريس أيتون إلى إيطاليا من أجل معرفة حقيقة هذه الفضيحة الجديدة التي تأخذ أبعاداً دولية نظراً لارتباطها بعصابات خارجية، وهذا ما أشاره النائب العام في كريمونا، روبرتو دي مارتينو، باشارته إلى وجود رأس لهذه العصابات في سنغافورة. وكان أتالانتا أول الفرق التي تدفع ثمن هذه الفضيحة من خلال تغريمه بحسم ست نقاط من رصيده لهذا الموسم، ومن المرجح أن يلقى ليتشي مصيراً مماثلاً بسبب ما كشفه ماسييو وقضية الهدف الذي سجله عمداً في مرمى فريقه. وقد ذكر اسم نجم لاتسيو والمنتخب الإيطالي سابقا جوزيبي سينيوري كأحد المتورطين بشراء المباريات، وذلك بحسب اعتراف المقدوني كريستيان ايلييفسكي الذي صنفته النيابة العامة في كريمونا كالمشتبه الأساسي في فضيحة “كالتشيوكوميسي”. “نحن نشتري المعلومات ونراهن على أساسها، هذا كل ما في الأمر”، هذا ما اعترف به ايلييفسكي مؤكداً أن هناك 30 لاعباً متورطاً، 90 بالمئة منهم هم من الدرجة الثانية والقسم المتبقي من الدرجة الأولى. وكان التصريح الأكثر إهانة للكرة الإيطالية حين قال إيلييفسكي إن هذه الأمور لا تحصل في إنجلترا، لكن في إيطاليا، في غالب الأحيان يكون الاتفاق (على تعليب نتائج المباريات) بين إداريي الأندية بحد ذاتهم”. ورغم حجم هذه الفضائح لم يتدخل الاتحاد الدولي حتى الآن بشكل فعلي لأنه ما زال منشغلاً حتى الآن بفضائحه الخاصة، وكل ما فعله هو توجيهه في يناير الماضي دعوة إلى لاعب مغمور في إحدى مسابقات دوري الدرجات الدنيا، لحضور حفل اختيار أفضل لاعب في العالم لعام 2011، وهو سيموني فارينا، وذلك تقديراً للدور الذي قام به حين أبلغ الشرطة بأنه تلقى عرضاً بالحصول على 200 ألف يورو للمشاركة في التلاعب بنتيجة مباراة في كأس إيطاليا بين فريقه جوبيو وتشيزينا في أواخر نوفمبر الماضي. كما دعي فارينا ليصبح سفيراً لبرنامج الاتحاد الدولي “كرة القدم من أجل الأمل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©