الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا وتركيا..«زيارة» لكبح العداء

3 أغسطس 2016 23:31
كانت زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية إلى تركيا ولقائه مع كبار المسؤولين الأتراك في أنقرة، بالنسبة للجزء الأكبر منها، زيارة تصالحية، على الرغم من تزايد المشاعر المعادية لأميركا عقب محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا الشهر الماضي، والتوبيخ الذي وجهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقائد القيادة الوسطى الأميركية جوزيف فوتيل. وقد وصل الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي إلى قاعدة إنجرليك الجوية الأميركية- التركية المشتركة يوم الأحد قبل أن يذهب إلى العاصمة التركية، حيث التقى ونظيره التركي الجنرال خلوصي أكار ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، وإسماعيل كهرمان، رئيس البرلمان التركي. وقال دانفورد إن الجنرال التركي وصف ليلة الانقلاب له، قائلاً: إنه تم تخديره وتصويب السلاح إلى رأسه من قبل المتآمرين. ووفقاً لمسؤول دفاعي بارز، فإن بعضاً من فصيل عسكري تركي كان وراء محاولة الإطاحة بالحكومة اتصل بمكتب دانفورد في واشنطن من تليفون أكار، لكن دانفورد كان في زيارة للقوات الأميركية في أفغانستان ولم يتلق المكالمة. وذكر دانفورد لمجموعة صغيرة من المراسلين كانوا بصحبته أثناء الرحلة، إن «اللهجة في الاجتماعات الثلاثة كانت إيجابية للغاية وغير اتهامية على الإطلاق»، مضيفاً أن تصريحات أردوغان بشأن الجنرال فوتيل لم يرد ذكرها في أي من حواراته. القيادة المركزية هي المسؤولة عن الإشراف على العمليات الأميركية في العراق وسوريا وأفغانستان. ويوم الخميس الماضي، بينما كان يتحدث في مؤتمر أمني في أسبن بولاية كولورادو، قال «فوتيل» إنه كان يشعر بالقلق بشأن حدوث تداعيات «على المدى الطويل» بالنسبة لعمليات مكافحة الإرهاب الأميركية – التركية المشتركة عقب محاولة الانقلاب، مضيفاً أن عدداً كبيراً من الجنرالات الأتراك الذين تم القبض عليهم في الأيام التي تلت الانقلاب كانوا يعملون مع الولايات المتحدة. وقد أثارت تصريحات «فوتيل» توبيخاً حاداً من أردوغان في اليوم التالي. وقال أردوغان: «إنه بدلاً من توجيه الشكر لهذا البلد الذي تصدى لمحاولة الانقلاب، تأخذ جانب الانقلابيين». وفي اليوم نفسه، أصدر «فوتيل» بياناً يدحض فيه أي فكرة أنه كان متورطاً أو أنه كان يدعم الانقلاب. والنقاش الذي بدا ساخناً بين الجنرال الأميركي رفيع المستوى والرئيس التركي ما هو إلا أحدث مثال لما يبدو أنه انعدام ثقة متزايد للولايات المتحدة في تركيا عقب محاولة الانقلاب في 15 يوليو الماضي. وفي الأيام التي أعقبت الانقلاب، قطعت السلطات التركية الكهرباء عن قاعدة إنجرليك، التي تعد منشأة أميركية رئيسية في حربها ضد «داعش»، وأغلقت المجال الجوي فوق القاعدة، فيما هرع مسؤولون أتراك لحساب أي من طائراتهم المستخدمة في الانقلاب. وعلى الرغم من استئناف العمليات بسرعة نسبية، كانت القاعدة مجبرة على العمل باستخدام المولد الكهربي حتى 22 يوليو. وعلى الرغم من محاولة البنتاجون التهوين من الإغلاق المؤقت للقاعدة، وحسب مسؤول أميركي في العراق فإن عمليات المكافحة، لا سيما حول مدينة منبج السورية، تأثرت بشكل كبير فيما كانت محاولة الانقلاب تتكشف، وإن إعادة فتح قاعدة إنجرليك هو أمر كبير، وليس صحيحاً القول إن إغلاق القاعدة لن يكون له تأثير كبير على عملياتنا ليس صحيحاً». ومنذ ذلك الحين، كانت الاحتجاجات بالقرب من البوابة الأمامية لإنجرليك تدعو لإخلاء المنشأة التركية في المقام الأول. ودعت الحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضها بتحريض من عمدة أنقرة، إلى مغادرة القوات الأميركية. ولكن على الرغم من الغضب الشعبي، أكد دانفورد مجدداً يوم الاثنين على أن الوجود الأميركي في إنجرليك سيستمر بدعم كبير من الحكومة التركية. وأشار «دانفورد» إلى أن محادثاته مع المسؤولين الأتراك شملت أيضاً تلميحات متكررة إلى طلب تركيا تسليم فتح الله جولن، المتهم من قبل مسؤولين أتراك بالتدبير لمحاولة الانقلاب. ويعيش جولن، وهو رجل دين تركي، في منفى اختياري في بنسلفانيا. وقال مسؤولون أتراك إن العلاقات مع الولايات المتحدة ستعاني إذا لم يتم تسليم جولن. وأكد دانفورد للمسؤولين في أنقرة على أنه سيضمن نقل وجهة النظر التركية بشأن جولن إلى واشنطن. وقد أثار الغضب بشأن وجود جولن في الولايات المتحدة - وما يعتبر الكثير من الأتراك أنه إدانة فاترة من إدارة أوباما للانقلاب - المشاعر المناهضة لأميركا. *محللان سياسيان أميركان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©