الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيس صدقي: حاولت جذب الناشئة إلى عالم القراءة بأسلوب مختلف

قيس صدقي: حاولت جذب الناشئة إلى عالم القراءة بأسلوب مختلف
6 نوفمبر 2009 22:43
منذ نعومة أظفاره تعلق بالقراءة وحمل الكتب بين راحتيه ينتقل معها عبر صفحات القصص التي وجدها أقرب إلى قلبة من باقي الأنشطة والهوايات التي قد ينشغل بها أي طفل في مثل عمره، فارتبط بتلك المنظومة الرائعة من الكتب التي ترسم للطفل خيالات وصوراً مختلفة ينتقل عبرها إلى أحداث ومواقف قد تلمس واقعه. وهكذا من كتاب إلى آخر ومن مضمون إلى آخر، تحول شغف قيس محمد صدقي الشاب الإماراتي من المطالعة إلى الكتابة، لكنه لم يستثمر هذا العشق في مجال دراسته الأكاديمية، بل أكمل تعليمه في دراسة نظم المعلومات. إنما ظلت لديه الرغبة في كتابة ما يساهم في غرس مبدأ القراءة في نفوس الناشئة وتشجيعهم على المطالعة التي تعد بحراً واسعاً. ولجأ في قصصه إلى قالب من ضمن قوالب الآداب والفنون اليابانية، وبمضمون تراث منطقة الخليج لتحمل روايته التي تعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي. “المانغا” اليابانية عبّر قيس بداية عن واقع اللغة العربية المرير التي أصبح بريقها -بحسب رأيه - ينطفئ إزاء انتشار اللغة الإنجليزية وانعدام ثقافة القراءة في مجتمعنا. يقول: “على الرغم من تعلقي بالقراءة وكتابة والروايات والقصص إلا أني لم أكن أجد هذا الولع موجوداً في محيطي وبين رفاقي، في مقابل ذلك أجد الأجانب على اختلاف أعمارهم يقرأون الكتب بنهم شديد، وهذا ما كان يؤلمني ويدفعني للتساؤل: إلى متى سنظل نهمش دور الكتاب في حياتنا ونجعله مجرد ديكور زينة”. ويضيف قيس قائلاً: “جاءتني فكرة كتابة سلسلة من القصص المصورة ضمن قالب “المانغا اليابانية” أثناء تواجدي في اليابان حيث لفت انتباهي هذا النوع من الكتب المصورة التي تزخر بها مكاتبهم، وتستهدف مراحل عمرية مختلفة، من هنا تولدت لدي الفكرة في خلق رواية مستمدة من تراثنا المحلي وفق قالب الرسوم المصورة الذي ألفناه ونحن صغار ونشأنا عليه من خلال مجموعة من الرسوم المتحركة اليابانية والمدبلجة بالعربية”. “سوار الذهب” وجد قيس نفسه شغوفاً في قراءة المزيد من فن “المانغا الياباني” ومتابعة نمط هذه النوعية من الكتب. يقول في ذلك: “عزمت على إنتاج مثل هذا النمط من القصص التي لاقت رواجاً كبيراً في دول العالم، متمنياً أن أجد لها صدى محليا، فكانت رواية “سوار الذهب” التي تعتمد على تعليقات بسيطة في حين الصورة ومشاهد العمل تجعل القارئ ينتقل بين صفحات الكتاب بشغف أكبر، ووجدت أنها الطريقة المثلى لإيصال رسالة جميلة قيّمة تتمثل في ترغيب الأطفال أو الفئة المستهدفة بأفلام الكرتون أو القصة المصورة وتجعلهم يعيشون أجواء القصة ويشاهدون سير الأحداث شيئاً فشيئاً ليكتسبوا في آخر المطاف المعلومة والمعرفة”. يضيف قيس: “سيقلب الطفل صفحات الكتاب بطريقة فيها نوع من التشويق والمتعة لأنه يشاهد الأحداث المصورة ويقرأ بعض الحوارات القصيرة جداً بين شخصيات القصة التي لن تأخذ منه سوى دقائق معدودة، وسيشعر بالمتعة في منظومة الكتاب الذي بين يديه ويبدأ بتغير قناعته بالنسبة للقراءة في وقت حُكم فيه على هواية القراءة والمطالعة بأنها مملة ومضجرة بعض الشيء”. مراحل متعددة أمضى قيس أكثر من عامين في إنجاز روايته أو كتابه عبر عدة خطوات ومراحل يشير إليها قيس ويقول: “تمثلت البداية بكتابة القصة أو الرواية، ثم مقابلة القائمين على صناعة فن القصص المصورة، وتم الاتفاق مع الفنان “أكيرا هيميكاوا” على إعادة كتابة القصة بالإنجليزية، ثم البدء بمرحلة التنفيذ الفني من رسم اسكتشات، وتحويل النص إلى ما يشبه السيناريو، ومطابقة الرسومات مع البيئة المحلية”. ويضيف: “جاء هذا العمل ليسلط الضوء على رياضة تراثية محلية وهي “القنص بالصقور” وما يدور فيها من أجواء محببة وكيف يمكن مواجهة المصاعب والعراقيل التي قد تعترض الشخصية المتمثلة في الرواية من خلال “سلطان” الذي يمر بصعوبات ومواقف قد يخفق فيها إلا أن إصراره وتحديه يحققان له الهدف الذي يتطلع إليه، والذي يأتي على منوال رياضة محلية؛ مع تطعيم القصة بمواقف خيالية تهدف إلى استنهاض الهمم في الحياة وعدم الاستسلام”. كانت ثمة مفاجأة بانتظار قيس بعد طرح الرواية، يقول عنها: “أقبلت الفئة العمرية (20 عاماً وأكثر) على اقتناء الكتاب، إلى جانب إقبال الفتيات اللواتي وجدت أنهن مستمتعات بالكتاب، على الرغم من طبيعة القصة التي تدور فحواها حول رياضة ذكورية! والموقف الغريب الذي صادفته أن هناك إقبالاً من الأجانب أيضا على الكتاب بالرغم من أنهم لا يجيدون العربية”. إضاءات - تجمع “سوار الذهب” بين الخيال وحب المغامرة لدى الفئة العمرية الذي يستهدف العمل (10 سنوات وما فوق) وبين القيم الجوهرية في الحياة كقوة الإرادة والمثابرة والعزيمة، التي تتجلى في المواقف التي يواجهها بطل القصة سلطان وعمره 15 عاماً ففي مرحلة التأهيل للمسابقة تراوده الكثير من الشكوك والمخاوف بشأن قدراته. والصراع الداخلي بين الاختيار السهل في الانسحاب أو العزيمة، على تقديم أفضل ما لديه وإراحة ضميره. - الكاتب بصدد عمل دراسة حول اهتمامات الأطفال من عمر 12 سنة وما فوق وهي الفئة التي يستهدفها إبداعه بشكل رئيسي. من خلال النزول إلى المدارس والتباحث مع الهيئة التدريسية والتعاون لتشجيع الأطفال على ثقافة القراءة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©