الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحن والامتحان الأولمبي

3 أغسطس 2016 21:55
أنصحكم بعدم الإقدام على أي مقارنة من أي نوع، بين ما تحصلت عليه الدول العربية مجتمعة من ميداليات من أول ألعاب أولمبية في زمنها الحديث إلى آخر نسخها والتي نظمتها لندن قبل أربع سنوات، أنصحكم بعدم المخاطرة لأن عقد المقارنات يطير العقل ويصيب بالحزن العميق. الألعاب الأولمبية هي امتحان كوني تقبل عليه الدول كل أربع سنوات، وأملها أن تنال علامات الامتياز والتقدير التي تكافئ عملاً أنجز في العمق باحترام كامل لموجبات التفوق الرياضي، لذلك عندما نطالع الحصاد العربي في تاريخ الألعاب الأولمبية الحديثة نشعر فعلاً أننا نقف عكس الاتجاه، أو أننا لم نستطع على طول عقود من الزمن أن نصبح قوة مؤثرة في الحركة الرياضية الأولمبية، قد تكون لنا ومضات وإشراقات بين الوقت والآخر، كما كان الحال في دورة أثينا 2004 عندما نال العرب لأول مرة في تاريخ مشاركاتهم أولمبيا أربع ميداليات ذهبية، اثنتان منهما للعداء الأسطورة المغربي هشام الكروج وواحدة لكل من المصارع الرائع المصري كرم جابر والرامي الموهوب الإماراتي أحمد بن حشر آل مكتوم، ولكن الثابت الذي يكسر الضلوع هو أن الدول العربية مجتمعة وحتى منفردة لا تملك خط سير واضح ومضبوط يصل بها إلى كل دورة أولمبية وهي متأهبة ذهنياً وفنياً ورياضياً للامتحان الأولمبي. مع نهاية كل دورة أولمبية تقبل دولنا العربية على عملية تقييم لمحصلاتها، وإن اختلفت أدوات الرصد وأبعاد التقييم من دولة لأخرى، كان المشترك الكبير أن كل الدول لا ترضى أبداً عن ضحالة الحصيلة، فإن مشى بعضها مشية السلحفاة، خفت بريق بعضها الآخر في مشهد يرسم علامات التراجع، نسمع بعد كل تقييم بأن هذه الدول اعتمدت مقاربات جديدة لتدبير الدورة الأولمبية ولضمان كل عناصر التفوق في الامتحان الأولمبي القادم، إلا أن العلامات تأتي ضعيفة بسبب أن رياضتنا العربية بشكل عام دون الأخذ بالاستثناءات، إما أنها لم تستظهر الدروس جيداً وإما أنها أخفقت في تنزيل قيم وأساسات رياضة المستوى العالي. بالقطع لا أقصد التيئيس ولا النيل من الهمم، فبداية من اليوم سيقبل رياضيونا العرب على الاختبار الأولمبي بريو البرازيلية سائلين التفوق والتميز الذي يقترن في العادة بالصعود إلى منصات التتويج، إلا إنني جازم بالتأكيد أن أبطالنا العرب لن يجعلوا من أولمبياد ريو دورة استثنائية من حيث قيمة الحصاد، فما تدل عليه المؤشرات العلمية التي لا تخطئ، أن طريق الرياضيين العرب للميداليات سيكون وعراً وشائكاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©