بري يلوح بالاعتصام في البرلمان حتى تشكيل الحكومة

طغت الأزمة الحكومية المجمدة في لبنان على البرلمان، حيث قاطع نواب فريق الأكثرية الجلسة التي كانت مقررة امس لانتخاب اللجان النيابية، وتم تأجيلها إلى الأسبوع المقبل. وكان رئيس البرلمان نبيه بري قد حضر باكراً امس إلى مكتبه في مجلس النواب، وانتظر طويلاً لاكتمال النصاب، ولم يحضر الى قاعة الجلسة سوى 46 نائباً بينهم 4 من فريق الأكثرية، فاعلن رفع الجلسة الى يوم الخميس المقبل في 12 الجاري. ونقل النواب الذين التقوا بري عنه القول: إن الأزمة الحكومية وصلت إلى مرحلة تستوجب تحركاً فعالاً لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن. وكشف النواب أن رئيس البرلمان بصدد التمني على رئيس الجمهورية دعوة طاولة الحوار الوطني لبحث الأزمة، ودعوة البرلمان الى اجتماع عام من أجل مناقشة الأزمة الحكومية، ملوحاً بالاعتصام شخصياً في مقر البرلمان مع نواب كتلته ومن يرغب من النواب الى أن تحل الأزمة وتؤلف الحكومة. واجمع النواب على القول لدى مغادرتهم مقر البرلمان “إن بري بدا متخوفاً على النظام العام في البلد ومصيره مما استدعاه إلى التفكير بهذه المخارج للازمة الحكومية”. واتهم النائب نوار الساحلي (حزب الله) فريق الاكثرية بتعطيل النصاب القانوني للجلسة للمرة الثالثة على التوالي، وقال: لا رابط بين موضوع تشكيل الحكومة وموضوع اللجان ونفى وجود أي اتفاق بين المعارضة والأكثرية على ربط ملف الحكومة بانتخاب اللجان. ولاحظ الصحافيون في البرلمان أن الرئيس بري كان غاضباً لدى مغادرته مكتبه في مجلس النواب، ورفض الإجابة على اسئلتهم، في حين نسب موقع “النشرة” الالكتروني الى مصدر قريب من بري قوله: “إن رئيس البرلمان يعتزم دعوة أقطاب مؤتمر الحوار الوطني إلى اجتماع عاجل يخصص لبحث الازمة الحكومية”.بالمقابل اكد مصدر في فريق 14 مارس أن نواب الاكثرية متضامنون ومتفقون حول إفشال عقد اية جلسة برلمانية، قبل قيام الحكومة. ورداً على سؤال لـ”الاتحاد” حول اتهام فريقه بالتعطيل قال المصدر : “نحن لا نرغب في التعطيل وعليهم (اي المعارضة) تسهيل ولادة الحكومة اولاً، وتسير الامور على خير ما يرام”. ورد النائب مروان فارس (عضو كتلة الأحزاب القومية) من البرلمان مدافعاً عن نهج المعارضة متهماً “القوات اللبنانية” و”ألكتائب” بمسألة تعطيل تأليف الحكومة وجلسات البرلمان. وكان الرئيس المكلف بتأليف الحكومة سعد الحريري قد التقى مطولاً ليل الاربعاء المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، في مسعى لحل ما يوصف بـ”عقدة عون” ولم يصدر عن اللقاء اي بيان، في حين اوضحت مصادر مقربة من الرئيس المكلف لـ”الاتحاد” بان لا جديد حتى الآن، وقالت: إن مطالب عون تحولت الى “تعجيزية” وعلى فريق المعارضة اقناعه بقبول ما هو معروض عليه.واكدت مصادر عون لـ”الاتحاد” من جانبها بأن رئيس التكتل ينتظر رد الحريري على اقتراحه الاخير وان الامر يحتاج الى ارادة، مشيرة الى ان المشاورات الحكومية قائمة وان الحل اصبح بيد من ينسق التأليف. نافية ان يكون عون هو من يعرقل ولادة الحكومة. ومع تكرار الرئيس السوري بشار الاسد قوله “إنه يأمل بأن تشكل الحكومة اللبنانية بسرعة”، عقد رئيسا الحكومة اللبنانية السابقان سليم الحص وعمر كرامي اجتماعاً عاجلاً امس خصص لبحث المخارج للازمة الحكومية، لكنهما التزما الصمت. واستغرب الرئيس اللبناني السابق العماد اميل لحود خلال لقائه السفير السوداني في لبنان ادريس سليمان “تأرجح مسألة تأليف الحكومة المنشودة بعد مرور ما يقارب الخمسة اشهر من إجراء الانتخابات”. واشار الى ضرورة التنبه الى المستفيد الحقيقي من مخطط شرذمة لبنان وشعبه ومكامن قوته. وقال: “إن اتفاق الطائف هو وثيقة وفاق”. وعقد “لقاء الوثيقة والدستور” مؤتمراً صحافياً في بيروت امس لمناسبة مرور 20 عاماً على تصديق اتفاق الطائف، حضره 10 وزراء سابقون، تلا خلاله الوزير السابق ادمون رزق توصية حذر بموجبها من “نقض الوفاق وخرق الدستور”. واكد ان المسار السياسي الراهن يقوض اساسات الجمهورية ويقضي على حلم الاجيال. ودعا الى تطبيق الطائف روحاً ونصاً ودعا الرئيس سليمان والرئيس المكلف الى حسم موضوع الحكومة بلا ابطاء تحت طائلة المسؤولية.