الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راشد الريامي رب أسرة من 7 أفراد وبطل كمال أجسام نيويورك

راشد الريامي رب أسرة من 7 أفراد وبطل كمال أجسام نيويورك
15 ابريل 2011 19:54
يحلم المبتعث راشد الريامي ومنذ الصغر بأن يكون أحد كوادر التعليم والتدريب في دولة الامارات، ولتحقيق حلمه عمل جاهداً، ليحصل على بعثة دراسية من جامعة الامارات لنيل درجة الدكتوراه في تخصص يعتبر من التخصصات الفريدة من نوعها حيث يدمج بين التربية والتمويل التربوي في المنشآت التعليمية والتربوية. يمتلك المبتعث الإماراتي راشد مسلم الريامي تجربة خاصة تميزه عن باقي زملائه، فقد تم ابتعاثه مرتين إلى نفس الجامعة ومن جهتين مختلفتين، أنهى دراسته في الابتعاث الاول عام 2000، من جامعة «بن سلفانيا ستيت»، في الولايات المتحدة الأميركية وذلك في تخصص إنشاء وتأهيل القوى العاملة والتطوير، وبعد عودته للدولة شغل آنذاك عدة وظائف في العديد من الجهات والوزارات ومن أهمها في وزارة التربية والتعليم من عام 2001 ولغاية 2003 حيث عمل مدرساً في مادة المحاسبة بالعين، لتتم ترقيته إلى مساعد مدير من عام 2003-2007 في نفس الوزارة، لينتقل إلى هيئة أبوظبي للصحة وصولاً لشغل منصب مدير إدارة التعليم والتدريب والتطوير في مستشفى توام بالعين، وبسبب شغفه بإكمال مابدأه، تم ابتعاثه مرة أخرى من قبل جامعة الإمارات وذلك في عام 2010، ويقول الريامي : «لقد تم ابتعاثي مرتين، وقضيت خمس سنوات من 95-2000 كطالب جامعي أعزب، أما الآن فأنا مبتعث من جديد كما أني رب أسرة مكونة من سبعة أطفال ولله الحمد وهم سلطان، مسلم، سيف، مايد، عائشة، زايد، فارس»، ويضيف « لقد عملت 10 سنوات في الميدان التربوي مما جعل لدي اساساً قوياً في تحضيري للدراسات العليا وهذا من أهم الاستثمارات على الصعيد الشخصي». طالب ورب أسرة تواجه المبتعث الريامي بعض الصعوبات التي قد تختلف عن غيره من المبتعثين، حيث انخرط في العمل إثر تخرجه من الجامعة ولمدة عشر سنوات تقريباً، ليتابع دراسته بعد انقطاع طويل، مما يحمل البعض على الخلط بين كونه طالباً بحكم دراسته الحالية، أم موظفاً شغل مراتب مرموقة، كما تواجه المبتعث في مثل حالاته عقبات نفسية ويوضح الريامي ذلك بقوله : «من أهم العقبات التي تواجه رب الأسرة والموظف المبتعث عدم وضوح الصورة هل أنا طالب أم موظف، وكيف التغلب على العقبة النفسية بالانخراط في مجال الدراسة بعد انقطاع دام عشر سنوات عن مقاعد الدراسة؟ حيث إن بعض الجهات مازالت تعتقد بأنك طالب فقط في طريقة المعاملة، من دون تقدير بأنك كنت موظفاً ذا مناصب مرموقة، ولكن نداء الوطن كان أكبر لتلبيته النداء والسعي في النهضة والرقي هو الدافع الأكبر في الإحساس بالمسؤولية تجاه ابنائنا الطلبة، وأحيانا بحكم الخبرة والعمر والمناصب التربوية التي عملت بها احس بأن لدي مسؤولية أكبر من البعض في توجيه النصح إلى بعض الطلبة صغار السن». واختلف شعور الريامي عن بقية أقرانه من الطلبة حين مغادرة الدولة لإتمام مهمة يعتبرها الأسمى والاكثر أهمية، مما كان لذلك الأثر الأكبر في «تهوين أية أحاسيس بالغربة، وبسبب الغاية تهون كل المحن»، ويضيف الريامي : «لم ينتابني شعور بالحزن كان شعوري إيجابياً للغاية، بحيث كنت أتطلع لهذه الفرصة في تحقيق حلمي كي أكون أستاذاً دكتوراً جامعياً، ويعتبر وصولي للمطار ومغادرة الوطن الحبيب بداية المشوار، ولكن المسؤولية في هذا المشوار كانت كبيره فأنا اليوم مسؤول عن عائلة، وتوفير المناخ المناسب لهم وتعويضهم عن كل مزايا الوطن مستحيل، ولكن شعار التضحية لأجل الهدف كان مرسوماً لدى جميع أفراد العائلة»، ويبدو أن إصرار الريامي واضحاً على تجاوز كل الصعاب إن وجدت «إنها بداية جديدة، بداية السباق وبداية الحلم التي لايمكن وبأي شكل من الأشكال إفسادها» يقول الريامي. يوم عادي ولكنه مختلف يبدأ الريامي يومه الدراسي كبقية زملائه من الطلبة في الذهاب إلى الجامعة، ولكنه ينهيه بشكل مختلف مع عائلته، كما أن للرياضة حصة يومية في حياته وذلك بعد صلاة العشاء مباشرة، وإن تطلب الأمر يقوم بزيارة المكتبة الجامعية لإنهاء بعض البحوث أو للتحضير، وبما أنه مبتعث للمرة الثانية وفي نفس الجامعة فإن اللغة لم تشكل صعوبة، ولكن العائق الوحيد الذي تغلب عليه كان في موضوع الاندماج والتأقلم على مقاعد الدراسة من جديد، ويعتبر أن المناخ في المنطقة التي يعيش فيها حالياً يشكل مشكلة كبيرة لعائلته «بكل صراحة المناخ مصدر مشكلة كبيرة خاصةً مع الأطفال». لايستطيع الريامي مقارنة دولة الإمارات ببيئة المكان الذي يعيش ويدرس فيه، حتى بأي مكان آخر، وذلك لما تتمتع به الدولة من عوامل لاتتوافر في الكثير من الدول، بل إنها لاتتوافر إلا في الإمارات يقول «:بصراحة بعد إماراتي الحبيبة لا يوجد مكان في العالم يحق لي المقارنة به، وبخصوص الرفاهية لا أعتقد أنه ستكون هناك مقارنة عادلة لأن الإمارات أم الرفاهية». وعن سبب اختياره لمنطقة دراسته يقول : «المنطقة الدراسية التي أعيش وأدرس بها تعتبر منطقة ريفية طلابية أي بعيدة عن الرفاهية مما يساعد عن مناخ دراسي فقط». ويتعامل الريامي مع محيط المجتمع الذي يسكنه بكل ود، وهو الذي اختبر حياة الاغتراب سابقاً وفي ظروف غير التي يعيشها حالياً، ويعتبر أن المحيط والمجتمع الذي يعيش فيه يعتبر اجتماعياً من الدرجة الممتازة، كما ويوجد مجموعة كبيرة من العرب والمسلمين، التي يتعايش معها انطلاقاً من مبدأ الأخوة في الدين، كما يوجد مسجدان في نفس المنطقة أحدهما في الجامعة والآخر في المدينة مما يتيح له ولأخوانه المسلمين بممارسة شعائرهم حسب تعاليم الدين الحنيف، يقول راشد: «الحمدالله يوجد مجموعة كبيرة من الإخوة العرب والمسلمين، كما يوجد بالمنطقة مسجدين تقام فيهم الصلاة بشكل منتظم من غير اي مضايقات، واما بالنسبة للاعياد والمناسبات الدينية، فإن المجتمع في هذه المنطقة يتمتع بثقافة عالية جدا، ويحب المشاركة بأعيادنا، مما يجعل ممارسة كل أعيادنا ومناسباتنا في وقتها وبشكلها المعتاد يسير بكل سهولة ويسر»، ولايستطيع الإجابة عن أكثر مايفتقده خارج الوطن، لأن وجوده في الخارج أصلاً هو الأصعب يقول «سؤال صعب مقارنة بالوطن». يبلغ الريامي من العمر الآن 33 سنة، كما أنه يتواصل مع بقية الطلبة الإماراتيين في الولايات المتحدة بكل الطرق المتاحة، ويلتقي معهم في الجامعة التي يدرس بها، أثناء المناسبات التي يتم تنظيمها من خلال الملحقية الثقافية للدولة او اتحاد الطلبة الإماراتيين، ويطمح بعد التخرج في التدريس بجامعة الإمارات حيث إنه معيد في كلية التربية، يقول : «أنتظر تخرجي بفارغ الصبر لأمارس مهنة التدريس التي أحبها في جامعة الامارات، أنا معيد من كلية التربية وسأدرس فيها إن شاء الله». ولايعتقد أن العودة عند انتهاء دراسته سيؤثر على الاولاد من الناحية الدراسية لثقته بالأسس الدراسية التي تم وضعها في الدولة « بحكم خبرتي الميدانية في التدريس والإدارة المدرسية، بإذن الله لن يتأثر ابنائي باختلاف المناهج ولكن سوف يواجهون مرحلة انتقالية نفسية، قد تأخذ قليلاً من الوقت وأعتبر ذلك أمراً طبيعياً سيتم تجاوزه بطبيعة الحال. هواية ثم بطولة يعتبر راشد الريامي أن أهم هواياته هي رياضة بناء الأجسام، ولايخفى علينا أنه يعتبر من أبرز مدربي هذه الرياضة في دولة الإمارات كما قام بتأسيس العديد من مراكز بناء الأجسام فيها، يقول الرياضي الريامي: «أعتبر رياضة بناء الأجسام والتدريب فيها من اهم هوياتي والتدريب، وأخصص جزءاً من وقتي للرياضة التي أعشقها، وأمارسها 4 ايام في الاسبوع». وشارك الريامي في بطولة كمال اجسام تقام بنيويوك في مدينة بفالو وذلك لفئة وزن تحت 65كج، وحصل على المركز الاول دون منازع، كما حصل على المركز الرابع في الوزن المتوسط وحسب الريامي فقد زاد عدد المشاركين عن 160 مشتركاً من مختلف الدول، حيث يحق للجميع المشاركة ولكن بشرط أن يكون جسم المشارك خالياً من اي منشطات هرمونية بحيث يجتاز الفحص ليتم قبوله، وعن المشاركة يقول الريامي : « تعتبر هذه المرة الأولى التي أشارك فيها بهذا النوع من البطولات الدولية في اميركا، وتعتبر من الأحداث الكبيرة التي تقوم بتنظيمها هيئة NPC المتخصصة في رياضة بناء الأجسام» ويضيف « لقد شاركت في وزن تحت 65 كج والحمدالله كنت مصدر إعجاب لجنة الحكام والجمهور، ونلت المركز الأول بكل جدارة»، كما ان الإعلام أشاد كثيراً بفوزي. ومع أن مثل هذه المشاركات تحتاج لكثير من الوقت والجهد إلا أن الريامي ينظم وقته كي لاتستنفذ من دراسته «الحمدالله لقد كنت منظماً ومحترفاً في مجال الوقت والتدريب بحيث لم تاخذ المشاركة من وقت عائلتي ودراستي». وبالنظر إلى تاريخ الريامي الرياضي نلاحظ أنه انا صاحب الفضل في العديد من المراكز الرياضية الخاصة ببناء الأجسام في الدولة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©