الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وداعا للتبذير

11 ابريل 2013 21:24
أعتقد أن الجميع قد لاحظ على مدار الأيام والأسابيع الماضية توالي إعلانات القبائل المنشورة في الصحف والتي تعكس توجهها الجديد في التعامل مع المناسبات من خلال وضع حد لمظاهر البذخ والتبذير، والعودة إلى البساطة مرة أخرى بعد سنوات طويلة من سيطرة المبالغة والتفاخر الذي لم يكن له أي معنى على هذه المناسبات . جميع هذه الإعلانات كانت تعتمد على صيغة بسيطة وواضحة، تقوم على الكلمات التالية: تعلن القبيلة "الفلانية" عن وقف الوجبات الرئيسة في مناسبات الزواج وفي حالات العزاء والاكتفاء بالاستقبال وتقديم المأكولات الخفيفة تخفيفا من الأعباء المادية عن أفراد القبيلة تماشيا مع سياسة قيادتنا الرشيدة. ولا شك أن هذه الإعلانات تمهد لمرحلة جديدة في طريقة التعامل مع المناسبات على المستوى الاجتماعي، وتهدف إلى القضاء على الكثير من السلبيات التي ترافقها، لكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل سيكتب لها النجاح؟ وهل ستقبل مختلف شرائح المجتمع إقامة حفلات زفاف بسيطة من دون ولائم وبذخ؟! نعرف أن الدولة منذ سنوات عبر مؤسساتها الرسمية مثل صندوق الزواج كانت تبذل جهودا حثيثة لإيجاد حل لمظاهر التبذير التي كانت تسيطر على حفلات الزفاف من خلال حملات التوعية والندوات المتواصلة وغيرها من الجهود التي تدعو إلى العودة للبساطة والتخفيف عن المقبلين على الزواج وعدم تحميلهم أكثر من طاقتهم. ولكن رغم كل هذه الجهود المقدرة إلا أن نتائجها كانت محدودة، لأن الرغبة في البعد عن البذخ والمبالغة في حفلات الزواج لم تكن مدعومة من مختلف شرائح المجتمع، لذلك ذهبت معظم هذه الجهود أدراج الرياح ولم تحقق النجاح المأمول. لكننا اليوم أمام وضع مختلف فالرغبة في التغيير نابعة من شرائح المجتمع المختلفة متمثلة في القبائل، وهو الشرط الأساسي الذي يضمن لها النجاح، وبكلمات أخرى نرى أن الرغبة في التغيير هذه المرة جماعية ومدعومة من أفراد المجتمع حيث يقف خلفها تيار عام حقيقي يشجع حدوثها. ولعل هذا أجمل ما في هذا الموضوع. هذه النقطة تعني رفع الحرج عن الكثيرين من المقبلين على الزواج من الذين يملكون قناعة راسخة بضرورة البساطة في التعامل مع حفلات الزواج والبعد عن مظاهر الإسراف والبذخ، لكنهم لا يستطيعون تنفيذ قناعتهم خوفا من ردة فعل الناس، وكم صادفنا أشخاصا ينتقدون مظاهر المبالغة في الأفراح وتحميل الشباب فوق طاقتهم، ويرون عن قناعة أن النتائج المادية المترتبة يمكن أن تؤثر على مستقبل استقرار الحياة الزوجية، ولكن عندما يأتي الدور عليهم تجدهم يتناسون كل هذه القناعات ويسايرون الموجة في الانضمام لغيرهم في حفلة المبالغة والتبذير، ويذهبون أبعد من ذلك في تحميل أنفسهم الديون الطائلة والتي تظل تطاردهم لسنوات، لا لشيء غير الخوف من كلام الناس. سيف الشامسي | salshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©