أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس ان روسيا مستعدة لأي عقوبات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) بما في ذلك تجميد الحلف للعلاقات مع روسيا تماما، وفي نفس الوقت أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده تفكر في الانسحاب من بعض الاتفاقات التي يتم التفاوض عليها في اطار مشروعها للانضمام الى منظمة التجارة العالمية· بينما تأمل أوكرانيا بتعجيل انضمامها للحلف الأطلسي إثر النزاع الأخير بين جورجيا وروسيا·
وقال ميدفيديف أمس في اجتماع بمنتجع سوتشي المطل على البحر الأسود مع ديمتري روجوزين مبعوث روسيا لحلف الأطلسي ''نحن مستعدون لقبول أي قرار بما في ذلك وقف العلاقات برمتها''· ودعا ميدفيديف الدول الاعضاء في الحلف الى منع تدهور العلاقات، واضاف أن مثل هذا القرار سيكون صعبا لكن العلاقات مع الحلف ''ساءت بشدة'' نتيجة الصراع مع جورجيا حول أوسيتيا الجنوبية·
وأوضح ميدفيديف أنه ''في الآونة الاخيرة وبعد النزاع المسلح في أوسيتيا الجنوبية بسبب عدوان جورجيا، اصبحت علاقاتنا مع الاطلسي اكثر تعقيدا''· وتابع ''لقد شهدنا تدهورا مفاجئا للعلاقات ولسنا مسؤولين عن ذلك''، متهما الحلف باتباع سياسة الكيل بمكيالين و''الابتعاد عن روح الشراكة''· وقال ''نريد علاقات مفيدة وعلاقات شراكة ولسنا بحاجة الى شراكة وهمية''·
من جهة ثانية نقلت انترفاكس عن مساعد رئيس اركان الجيش الروسي الجنرال اناتولي نوجوفيتسين قوله أن موسكو ''لم تعلق عمليات نقل المعدات الى قوات الحلف في افغانستان عبر الاراضي الروسية، لا ننوي اتخاذ تدابير'' بهذا المعنى·
وفي السياق أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس ان بلاده تفكر في الانسحاب من بعض الاتفاقات التي يتم التفاوض عليها في اطار مشروعها للانضمام الى منظمة التجارة العالمية·
وقال بوتين إن بلاده لا ترى أي مزايا من عضوية منظمة التجارة العالمية وإن عليها تجميد بعض التعهدات التي قطعتها خلال محادثات الانضمام للمنظمة· ونقلت وكالات أنباء روسية عنه قوله خلال اجتماع حكومي إن من المتوقع أن يتحمل الاقتصاد الروسي عبئاً ثقيلاً للوفاء بمتطلبات عضوية المنظمة وإن بعض تلك المطالب يتعارض مع مصالح روسيا·
ونقلت وكالة انترفاكس عن بوتين قوله ''نقترح مواصلة المفاوضات داخل اطار عمل المجموعة المختصة بمفاوضات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية مع ابلاغ شركائنا بضرورة الانسحاب من بعض الاتفاقات التي تتعارض حاليا مع مصالح الاتحاد الروسي''· واضاف ''لا نشعر أو نرى أي امتيازات من وراء العضوية إن كانت هناك امتيازات أصلا· لكننا نتحمل العبء، ينبغي أن نوضح هذا لشركائنا''·
وفي رد على تصريح الرئيس الروسي حول العلاقات مع الناتو حذرت بريطانيا من جانبها أمس من تعليق كل الاتصالات بين الاطلسي وروسيا معتبرة أن ذلك خطأ· وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية ''ينبغي ان تؤخذ عواقب العمليات العسكرية الروسية في جورجيا في الاعتبار بشكل كامل فيما يخص العلاقات بين حلف شمال الاطلسي وروسيا، ومع ذلك فنحن نعتقد انه سيكون من الخطأ تعليق كل الاتصالات بين الحلف وروسيا في وقت تمس فيه الحاجة لهذه الاتصالات''·
من جانبه انتهز الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشنكو أمس الأول احتفال بلاده بذكرى استقلالها ليدعو الى تعجيل انضمامها الى الحلف الاطلسي وليبرز قوتها العسكرية· وقال قبيل عرض عسكري في وسط كييف ''علينا التسريع بعملية الانضمام الى النظام العام الأمني في اوروبا وتعزيز قدرات بلادنا الدفاعية''·
واضاف يوتشنكو ''جميع من يهتمون بأوكرانيا عليهم ان يقولوا إن الدخول في النظام الامني الاوروبي الاطلسي هو الوسيلة الوحيدة لحماية وسلامة عائلاتنا وابنائنا واحفادنا''· وأكد ''ستبذل اوكرانيا ما في وسعها للحؤول دون اي تصعيد للعنف في منطقتنا''· وانتقد ضمنا لروسيا قائلا ان ''اوكرانيا تدين كل محاولة لقلب الموازين العالمية والقيم الديمقراطية''·
واستعرضت أوكرانيا أمس الأول قوتها العسكرية وسط عاصمتها، بمشاركة 22 طائرة، منها مقاتلات ''ميج ''29 و''سوخوي 24 إم''، وثماني مروحيات وعشر دبابات ''تي ''64 وعشرات من ناقلات الجند المدرعة وبطاريات مدفعية وقاذفات صواريخ، فضلا عن 3500 جندي·
واثار العرض الذي اشتمل على اسلحة ثقيلة للمرة الاولى انتقادات شديدة في اوكرانيا، وفي مقدمتها رئيسة الوزراء يوليا تيموشنكو المعروفة بعلاقتها المتوترة مع الرئاسة، ونقل عنها نائبها جريجوري نيميريا مصرحا لصحيفة ''ديلي تلجراف'' البريطانية ان ''تيموشنكو تعتقد ان العرض العسكري ليس في محله بينما تواجه اوكرانيا فيضانات كبيرة، ويشكل عرض العضلات هذا استفزازا''·
وصدر الموقف نفسه من وزير الدفاع السابق اناتولي جريتشنكو، النائب حاليا عن حزب موال للرئيس
عدد اليوم
