الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

ريشار فريس: كل عطر يعتمد على شخصية صانعه

ريشار فريس: كل عطر يعتمد على شخصية صانعه
6 نوفمبر 2009 01:14
لا يحب ريشار فريس كثيرا اللقب الذي أطلق عليه وهو «الأنف». ويتساءل هل يشعر الفنان بالفخر إذا أطلق عليه «العين»؟ ويفضل فريس أن يطلق عليه لقب «الملحن»! ومع ذلك فإن حقيقة الأمر هي أنه معروف بحاسة الشم العالية لديه التي تكشف له عالماً يخفى على معظم الناس. وبصفته صانعا للعطور فإنه يعتبر إمبراطوراً في العالم الخفى للعطور. فلقد انتج فريس (59 عاما) أكثر من 80 عطراً خلال ثلاثة عقود. وتضم قائمة زبائنه أميرات شرقيات ونجمات عالميات. وبالنسبة لفريس فإن العالم يتكون أساسا من الروائح والعطور. وربما تجذب الأشخاص الآخرين ألوان الأشجار في أواخر الصيف، ولكن إحساس فريس يستشعر العبير المنبثق من الشجيرات الجافة والأرض الخضرة المشذبة حديثا. وفى تلك اللحظات يبدأ فريس فى تدوين انطباعاته الخاصة بإحساسه برائحة الاشياء. ولأن العبير سريع الزوال فإن الخبير يحتاج لهذه الملاحظات ليقوم في المختبر، على سبيل المثال، بإعادة تصنيع رائحة جميلة استمدها من فترة الظهيرة في أحد أيام الصيف. وأوضح فريس أنه «يترجم ما يراه أو يشعر به إلى عطور». فكل ما في الدنيا مثل أرض مجهولة أو عمل فني خلاب يوحى يلهم صانع العطور بما ينتجه من عطور وهو دائما يبحث عن شىء جديد. ويبدو أن مسألة الاستشعار الجيد برائحة الأشياء أمر وراثي في عائلة فريس حيث أن جده ووالده كانا يعملان في مجال العطور . وقال فريس «إن والدي اعتاد غالبا أن يحضر عينات عطور للمنزل ويدعنى أجربها وأخمن ما هي الرائحة، لقد كانت مجرد لعبة». وبعد دراسته للاقتصاد توجه فريس إلى جراس عاصمة العطور الفرنسية لتعلم صناعة العطور. ولعبت جراس دورا أساسيا فى الرواية الشهيرة التي صدرت عام 1985 بعنوان «العطر: قصة قاتل» للمؤلف الألمانى باتريك زوسكيند. وفي هذه الرواية قتلت الشخصية الأساسية 24 فتاة جميلة في محاولة للوصول إلى ما يعتبره العطر الأسمى (العطر السحري) من رائحة الفتيات. ويقول فريس « يمكن مقارنته بعمل الموسيقى فإنه يتعين عليك أولا أن تتمرن على النوتة الموسيقية قبل أن تتمكن من العزف». إن عمل صانع العطور هو مزيج من المهارة الفنية والإبداع. وفريس حاليا على دراية بحوالي 3000 وصفة لصناعة العطور ويستخدم 600 وصفة منها بصورة منتظمة. وفريس ليس مهتما بصيحات الموضة حيث قال «إننى أصنع عطوري وأتمنى أن تحظى بإعجاب الناس». ويتكون «جوهر» أي عطر كما يقول فريس من حوالي 10 إلى 15 نوعا من المواد المركزة الأساسية (إيسانس). ويرجع الطابع المميز لأي عطر إلى إضافة المزيد من المواد الأساسية. ويحتوى أي عطر فى المتوسط على ما يقرب من 30 مادة معطرة أساسية، ولكن ليس هناك قواعد واضحة بالنسبة لذلك. وقال فريس «إن آجلا أو عاجلا سوف تحين اللحظة عندما يجب عليك ببساطة أن تتوقف»، معترفا بأنه لم يرض بصورة كاملة أبدا عن العطور التي يصنعها. وأعرب عن تفضيله لمزج العطور للنساء حيث أن ذلك يعطيه مجالا أكبر للإبداع. وقال فريس الذي استعانت شركة صناعة العطور «كارون» في باريس بخدماته خلال العقد الماضي إن «العطور الرجالية يجب أن تكون أكثر جفافا ونظافة ومباشرة «. ولكن عند تصنيع عطور النساء فإنه يطلق لنفسه العنان.ووفقا لفريس، فإن الوقت لم يحن لتصنيع عطور ملائمة للجنسين والتي من شأنها أن تحطم الحواجز بين الجنسين. ولذلك يبقى وضع الرجال لعطر ذو رائحة بها لمحة من الفراولة أو جوزهند محظورا في الوقت الحالي. ومع ذلك يعتقد فريس أن ذلك سوف يتغير مع الزمن. ويوضح فريس بأن «كل عطر يعتمد على شخصية صانعه». مضيفا أن الحكم على مدى جودة العطر هو مسألة شخصية للغاية. ولا يعتقد فريس بوجود العطر الكامل الذي سعى بطل رواية العطر للوصول إليه دون جدوى. ولكنه في الوقت نفسه يرغب في تصنيع «عطر عالمي» يأسر جميع الناس بحيث يقولون «من الآن فصاعدا لن أستخدم عطرا أخر»
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©