أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن كبير المفاوضين الإسرائيليين للإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ 2006، تنحى عن منصبه. وقد برر هاجاي حداس الذي عينه نتنياهو في 2009 تنحيه بـ”واجبات عائلية”. وقال في بيان “لم استقل. قلت لرئيس الوزراء عندما تسلمت مهمتي إني لن أقوم بأعبائها سوى سنتين بسبب واجبات عائلية”.
ويقول معلقون إن هذا التنحي قد يكون ناجماً عن إحباط المفاوض بسبب فشل جهوده. وتعود آخر الأخبار الرسمية المتعلقة بهذا الجندي إلى أكتوبر 2009 عندما وزعت حركة “حماس” شريط فيديو طلب فيه شاليط من رئيس الوزراء الإسرائيلي العمل على تحريره. وبدا الإفراج عنه قريباً خريف 2009، لكن كلاً من إسرائيل وحماس حملت الأخرى مسؤولية فشل المفاوضات غير المباشرة التي أجريت عبر مصر ووسيط ألماني حول مبادلة الجندي بألف من المعتقلين الفلسطينيين. وتصطدم المفاوضات بهوية المعتقلين المعنيين ومكان الإفراج عنهم، إذ تبدي إسرائيل تحفظات عن الإفراج عن شخصيات من الانتفاضة الثانية من سنوات الألفين الذين يعتبرون “إرهابيين”.
ودعا عدد من كبار المسؤولين السابقين في الأجهزة الأمنية نتنياهو الاثنين إلى مزيد من المرونة. ورداً على هذه الدعوة، أصدر مكتب رئيس الوزراء بياناً ذكر فيه أن “عشرات الإسرائيليين قتلوا في هجمات نفذها إرهابيون أطلق سراحهم خلال عمليات تبادل أسرى”.
وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية في عددها الصادر أمس أن هداس استقال “لعدم حصول أي تقدم جذري في عملية التفاوض وتردد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في إتمام الصفقة”.
وقد أشار بعض المحللين الإسرائيليين إلى أن هذه الاستقالة لن تؤثر على ملف المفاوضات لإتمام صفقة شاليط، خاصة في ظل الجمود الذي لازم المفاوضات طوال الأشهر العشرة الأخيرة.
في هذه الأثناء يقوم الصليب الأحمر في مسعى جديد مع حركة “حماس” للحصول على شريط جديد للجندي الأسير شاليط، حيث التقى مؤخراً ممثل عن الصليب الأحمر الدولي مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لهذا الغرض.
وبحسب ما نشرت صحيفة “يديعوت احرونوت” فقد طلبت عائلة شاليط نوعام وزوجته افيفا من الصليب الأحمر الحصول على شريط فيديو حديث لجلعاد بمناسبة عيد الفصح اليهودي “البيسح”، حيث وصل هذا الطلب إلى قيادة حركة حماس والتي تفكر جدياً بعمل هذا الفيديو، وتسليمه إلى الصليب الأحمر ليصل إلى عائلة شاليط، وهذا يتطلب من إسرائيل دفع ثمن مقابل هذا الفيديو.
عدد اليوم
